Part 28

8.7K 405 26
                                    

"اللهم إني أسألك بأنَّك أنت الله لا إله إلا أنت، المنان، بديع السَّماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي، يا قيوم .. ارزقني الطمأنينة والفرح والسعادة وتحقيق أمنيات ظننت يوما أنها مستحيلة"
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
.
.
.
.
.
صمت يوسف ينظر إلى نور التى تنظر له بقوة جاهدت حتى تظهر منها اتجاهه هو بالذات.
"نور، ادينى فرصه، و آخر فرصه و الله"
"يوسف، نور اللى كانت بتضحى و بتتحمل معادتش موجوده، معدش ينفع انها تبقى موجوده علشان خاطر عيالى، ماشى، عايز فرصه تانيه، موافقه، بس بشروطى انا"
"موافق"
صاح يوسف بسرعه و هو ينظر بأمل على نور التى نظرت له رافعه حاجبها الأيمن متحدثه.
" مش تعرف ايه شروطى فى الأول؟! "
" ايا كانت هى ايه موافق عليها"
" هشتغل و معدتش هقعد فى البيت تانى"
" موافق"
" معدتش هقدم حاجه من غير مقابل، مش هجازف تانى انى اقدم حاجه غير لما اخد مقابلها و مسبقا"
"موافق"
"مامتك مش هتدخل فى حياتنا تانى، ايا كان القرار اللى فى حياتنا هناخده انا و انت بالتشاور، بعيدا عن مامتك "
" انا هعمل كدا من غير ما تقولى "
" مامتك مش هتدخل شقتى غير بإذنى انا، و لو اتكلمت اى كلمه تضايقنى بعد كدا انا مش هسكت"
" حقك، و دى كانت غلطتى من البدايه انى بسمع و بسكت و مبتدخلش و لا بعلق"
" الشقه هتتكتب بإسمى"
صمت يوسف قليلا و ظلت نور تنظر له منتظره اجابته ليتحدث يوسف بعد ذلك بهدوء.
" الشقه دى هتبقى هديه منى ليكى و لعيالى، انا كنت كتبتها بإسمك اصلا يا نور و من قبل ما اعرف انك حامل حتى، قبل ما نسافر البلد بفتره كنت كتبت الشقه بإسمك و كنت هعملها لك مفاجأه فى عيد ميلادك اللى بعد اسبوع من دلوقتى، بس انتى اللى فاجئتينى بخبر حملك، و اللى كانت أجمل مفاجأه فى حياتى و اللى فوقتنى فى الوقت المناسب "
صمت يوسف قليلا ينظر إلى نور يحاول ان يرى رد فعلها على ملامحها الجامده ليتحدث مره اخرى برجاء.
" هتدينى فرصه؟! "
" هتديك، هتديك بس لازم تحطى كام شرط كمان يا نور"
تحدثت ليله فجأه و هى تخرج من المرحاض الملحق بالغرفه التى بها يوسف الذى تفاجئ من وجود ليله من بدايه حديثهم بالفعل.
"شروط ايه كمان يا ليله؟"
تسائلت نور و هى تنظر إلى ليله التى جلست بإستغراب لتتحدث ليله مره اخرى.
" اه يا عينى ما انتى مشوفتيش منظر شقتك بعد الحرب اللى دارت فيها لسه، انتى محتاجه تجددى عفشك كله يا حبيبتى لانه بقا لا يصلح للإستعمال الادمى، اما يوسف كل ضرب"
"خلاص يا ليله"
تدخل يوسف فى الحديث موقفا ليله عن الاكمال و لكن ليله تحدثت مره اخرى.
"استنى سيبنى اقولها على انجازاتك، يا بت ده الصاله كلها اتكسرت عليه تقريبا، ده ايده و رجله اتكسروا، ده غير انه عنده ٣ ضلوع اتكسروا كمان، و دماغه اتفتحت و اخد يجى ١٠ غرز، ده غير الكدمات اللى ماليه وشه و جسمه"
"انتى كدا بتسيحيلى مش بتقولى على انجازاتى خالص"
شوحت ليله بيدها بلا مبالاه ناهضه من مكانها ممسكه بحقيبتها مخرجه شريط حبوب فاتحه اياها مناوله حبه و كوب ماء إلى نور التى ابتسمت لها بتوتر.
" كنت متأكده انك هتنسيه"
صاحت ليله بعتاب ليتدخل يوسف متسائلا.
" ايه ده؟نور مينفعش تاخد اى دوا، دى حامل و اى دوا غير معروف ممكن يإذيها"
"علفكره انا دكتوره ده اولا، ثانيا بقا انا اول واحده عارفه انها حامل، انا اصلا اللى اخدتها و كشفنا، ثالثا بقا و ده الأهم نور تبقى اختى و انا عمرى ما هأذى اختى، و بمناسبه اختى صحيح، انا رجعت ابن سيلا ليها، و عمى جابلنا محامى شاطر علشان يرفع قضيه على جوزها علشان يطلقها و فى نفس الوقت سيلا متخسرش حاجه، شد حيلك كدا و قوم علشان مشوار المحاكم طويل، و خالى و مراته مش هيبقوا مع سيلا فإنت أملها "
" انا معاها و مش هسيبها "
"اه يا نور احمدى ربنا انك مكنتيش فى البيت امبارح، اما انا اخدت حته كف من حماتك، إنما ايه مورملى وشى اقسم بالله"
" ليله"
نادى يوسف على ليله التى التفتت ناظره له من خلف نقابها لتجده يطالعها بحزن و خزى.
" متزعليش من ماما"
" انا مش زعلانه منها، انا زعلانه عليها، هى كانت مفكره ان باللى بتعمله ده انها كدا بتحافظ عليكم لكنها كانت بتإذيكم"
" هى فين صحيح؟ "
" بتأدب ابوك و شكلهم هيتطلقوا"
"ايه!"
صاح يوسف بجزع و هو يحاول النهوض و لكن ألم جسده جعله يتأوه بشده متمددا مكانه مره اخرى.
" اسكت مش ابوك طلع متجوز السكرتيره بتاعته على أمك، حاسه انى فى فيلم عربى اوى و الله، اللى هو الراجل الغنى يتجوز السكرتيره بتاعته على مراته ام ولاده، و عارفه السكرتيره بقا تكون ضاربه شعرها أكسجين فى الخلاط و شابه صغيره و يكونوا متجوزين عرفى و كاتبلها شقه بإسمها و حوار كبير اوى سعادتك"
" انتى اكيد بتهزرى"
صاحت نور بعدم تصديق بسبب نبره ليله المستهزأه و لكن ليله نفت سريعا.
" طيب و حياه عيالك اللى فى بطنك و لسه مشافوش الحياه ده اللى حصل، و حماتك بردو راميه عليا انا الغلط، طيب انا مالى، هو انا اللى شغلت عنده السكرتيره دى و انا اللى جوزتهاله؟ احنا عرفنا صدفه اصلا امبارح لما رجع و تليفونه رن فجأه و من توتره بدل ما يقفل المكالمه فتح و حماتك بقا متوصتش، هى سمعت صوت ست من هنا و فضلت تزعق من هنا لحد ما بتوع الأمن طردوها هى جوزها اللى هو خالى، و كملوا زعيق و خناق فى الشارع و عرفت بقا انه متجوز عليها لما اخدت التليفون و شافت الرسايل اللى بينهم، و عارفه لو غزته بسكينه انا هبقى معاها لان خالى كان غبى و مخباش كل حاجه كويس و كمان مستنضفش و هو بيتجوز، بأمانه يا يوسف امك احلى منها بكتير و ربنا، رغم أنها مش طيقانى اهيه بس و ربنا ملامحها قمر"
انهت ليله حديثها ناهضه من مجلسها حامله حقيبتها متحدثه مره اخرى.
" اسيبكم انا بقا و الحق اروح لهند اشوفها خدت علاجها هى كمان و لا نسيت زى حضرتك، و الف سلامه عليك يا يوسف، الدكتور قال اسبوع و تروح بيتك تانى، و دى المده اللى يا دوب نلحق نصلح الشقه بتاعتك فيها، خلى بالك من نور و متتعبهاش كفايه الاتنين اللى شيلاهم على قلبها يا قلب أمها "
" مش عارفه ليه حساكى بتشحنى عليا"
" طيب اسيبكم بقا و اروح اشحت على هند، سلام"
انهت ليله حديثها مغادره تاركه نور و يوسف وحدهم ليتحدثا بأريحيه.
.
.
.
.
.
شهر كامل مر و مرت معه العديد من الأحداث، عاد حمزة من عمله و علم بكل شئ حدث، كان يريد الفتك بأحمد بسبب اذيته لمن يحب و لكن ليله قامت بتهدأته واعده اياه انها ستذيقه العذاب و لكن بعض الصبر.
رفعت قضيه الطلاق و حضانه الصغير و بالفعل فازت بها سيلا و فى مده قصيره بسبب كل ما كان يحدث من زوجها لها و لعائلتها لذلك حكم القاضى بالطلاق و حفاظها على حضانه الصغير.
آدم سافر فى مهمه جديده، منذ اخر لقاء مع ليله و فى نفس اليوم ذهب أخذا حقيبه ملابسه مغادرا بعد أن ودع أسرته دون حتى أن يتحدث معهم، فقط اخبرهم بذهابه إلى مهمه لا يعلم مدتها و غادر مع وعده لهم بمحادثتهم عندما تسمح له الظروف.
قام خال ليله بالإنفصال عن زوجته الثانيه و عادت زوجته الأولى هى المسيطره بجبروتها، و انحصر تركيزها على زوجها تاركه أولادها كل يدير دفه حياته و يعمل عليها بنفسه.
سار حمل هند و نور بشكل جيد و صحه الأطفال على خير ما يرام، فيوسف دائم الاعتناء بنور كحال ياسين دائم الاعتناء بهند و قد تحسن يوسف و ازال الحبيبه التى كانت تحيط يده و قدمه.
غادرت ليله منزل جدها من جهه الام بالفعل كما وعدت و لم تعود له مره اخرى و ظلت طوال الشهر الماضى بمنزل خالتها و زوجها تعتنى بها و تعتنى بجديها عن طريق مكالماتها الهاتفيه معهم كل ساعه تقريبا.
ظهر لكل من ليله و ندى التكليف الخاص بجامعتهم بإحدى المستشفيات الحكوميه الكبرى معا و كان هذا من حظهم انهم لم يفترقوا و انها كانت قريبه منهم أيضا.
كانت ندى تخبر ليله ان آدم فى مهمه صعبه للغايه و مع كل محادثه لهم يخبرهم ان لا يحزنوا اذا فارق الحياه كما جعل قلب ليله يإن بحزن و ألم، هى لم تخبر ندى بأخر مواجهه لها معه كما أن حمزة انشغل بما حدث مع الجميع و لم يحادثها بموضوعها مع آدم كما انها كانت تتجاهل الأمر برمته فكان فوق رأسها العديد من الأمور.
.
.
.
.
.
"ليله هروح اجيب اى حاجه تتاكل لانى هموت من الجوع، اجبلك معايا؟"
تسائلت ندى التى كانت تقف بجانب ليله فى رواق المشفى لتومئ لها ليله بخفه و هى تضع يديها فى جيب معطفها الطبى متحدثه.
"هاتيلى مولتو و عصير"
اومأت ندى متحركه من جانب ليله خارجه من المشفى بأكملها.
ثوانى و حدثت حاله من الهرج داخل الرواق و المسعفين يدفعون عجله نقاله و هم يصيحوا بقوة.
"محتاجين دكتور جراح معانا مصاب بعيار نارى"
هرولت بإتجاه المصاب لترى إصابته للتدخل السريع و لكن من هول صدمتها وقفت تنظر لوجهه المستكين، عينيه المغمضه، ملامحه الباهته و شفتيه البيضاء بسبب كميه الدماء الذى فقدها.
عاد عقلها إلى العمل بسرعه متوجهه له دافعه العربه و هى تصيح بالممرضين.
" حهزولى اوضه عمليات حالا، و نادوا دكتور عبدالله قولوله حاله خطر بسرعه، و شوفوا نوع دمه و حهزولى اربع أكياس دم حالا"
صاحت بهم و هى تهرول دافعه العربه مع المسعفين و عقلها يخبرها بشئ واحد، إنها يجب عليها انقاذه، يجب عليها إنقاذ آدم.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
بعتذر عن التأخير بس انا مزنوقه زنقه كلاب اقسم بالله، امتحاناتى بعد ١٣ يوم فالتحديث مش عارفه مواعيده هتكون ايه، بعتذر مره تانيه و تذكرونى بالدعاء فضلا💙

ليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن