Part 9

10K 426 24
                                    

‏اللهم ربّ السِعة ضع في قلوبنا فسحة الروح وانشراح الصدر وهب لنا من لّدنك خفّة توازي عبور النسمات 💛
.
.
.
.
.
جلس النساء الثلاثه فى الخلف بينما آدم يجلس بجانب والده اماما أثناء الانطلاق بينما الابتسامه تكاد تشق وجهه من كثره سعادته.
وصلوا حيث منزل دينا ليفاجئوا بعدد كبير من الناس و أصدقاء دينا و أصدقاء والدتها، ليعلموا فيما بعد أن الأمر لن يقتصر على الاتفاق و قراءه الفاتحه كتأكيد و إنما قام بشراء حلقه ذهبيه لينهى الجلسه ملبسا اياها إلى دينا لتكون ملكا له و بإسمه.
غادر محمود برفقه نجلاء و الفتاتان فى السياره تاركين آدم وحده برفقه تلك العائله السافره بينما يتوعد لإبنه بعقاب وخيم على ما فعله هناك دون علم أحد.
.
.
.
.
.
فى تمام الثالثه بعد منتصف الليل فتح باب منزل آدم و هو يدلف منه ببطئ حتى لا يوقظ أحد.
جذب انتباهه الضوء الضعيف القادم من المطبخ على غير العاده فوالدته دائمه الحرص على إغلاق جميع الاضاءه بالمنزل و بالأخص اضاءه المطبخ.
تقدم بخطوات بطيئه ليسمع صوت أنين ضعيف قادم من الداخل ليدلف للمطبخ بسرعه ليجد ليله جالسه أرضا بجانب الموقد المشتعل على شئ ما يقوم بالغليان و تضئ المطبخ بإستخدام اضاءه هاتفها البسيطه.
"ليله!"
همس آدم لترفع ليله رأسها التى كانت تخفيها بين ركبتيها لتظهر معالم الألم على وجهها و انفها حمراء مثل عيناها بسبب بكائها.
"مالك؟ فيكى ايه؟"
صاح آدم بجزع و هو يراها فى تلك الحاله ليزداد بكاء ليله هامسه.
"تعبانه"
"طيب استنى اصحى ماما او ندى او اصحيهم كلهم"
صاح آدم و هو ينهض من أمام ليله الا انها أمسكت بيده بسرعه و هى تومئ له بالنفى بينما عيناها لم تتوقف عن ذرف الدموع.
"انا هبقى كويسه، بس عايزة حبايه مسكنه"
همست ليله بألم و هى تضغط على نفسها ناهضه من على الأرض ممسكه بذلك الاناء الصغير لتقوم بصب محتواه فى الكوب الزجاجى.
"فيه هنا حبوب مسكنه؟"
"مش عارف"
"طيب فين صيدليه البيت، أو المكان اللى بتشيلوا فيه الدوا؟"
"اظن فى الدرج هنا"
أجاب آدم و هو يشير على درج صغير فى نهايه المطبخ لتتوجه اليه ليله سريعا.
رآها و هى تمسك بعلبه دواء فاتحه اياها بسرعه متناوله منها حبه صغيره ليقطب حاجبيه يحاول تذكر أين رأى هذا الدواء من قبل و من الذى يتناوله.
" عن اذنك"
تحركت ليله من جانبه و هى تمسك بكوب النعناع الدافئ متوجهه إلى غرفتها غالقه اياها بهدوء تاركه آدم خلفها يقف وحده يفكر.
.
.
.
.
.
فى الصباح تجمع الجميع حول مائده الطعام لتناول طعام الفطور كأسره واحده الا ان نظرات الجميع الغاضبه اتجاه آدم تشع من أعين الجميع عدا ليله المشغوله فى مشاهده طعامها .
"عامله ايه يا ليله؟ احسن انهارده؟"
تسائل آدم و هو ينظر إلى ليله التى نظرت له بهدوء متجاهل نظرات الجميع له لتومئ له بخفه.
"هو فيه ايه؟ مالك يا ليله؟"
تسائلت نجلاء بقلق متناسيه فعله ابنها و غضبها منه حالها كحال زوجها و ابنتها لتومئ لها ليله بالنفى بإبتسامه هادئه.
"كانت تعبانه خالص بالليل و ماسكه بطنها و عماله بتعيط جامد، و اخدت حبايه من اللى ندى بتاخدها بس معرفش هى بتاعه ايه"
تحدث آدم بتلقائيه لتشرق ليله فى طعامها لتربت ندى على ظهرها بخفه مناوله اياها كوب من الماء لترتشف منه ليله القليل.
"طيب يا ليله شربتى حاجه دافيه؟ "
" اه يا ماما كانت بتعمل نعناع، بس هى الحبوب دى بتاعه ايه؟ "
توردت وجنتى ليله من حديث آدم الغير مقصود لتذم نجلاء شفتيها لا تستطيع الاجابه، أو لا تعلم كيف تجيب.
"علاج لتقلصات المعده و الرحم، استريحت"
أجاب محمود على تساؤل ابنه ليزداد تورد وجنتى ليله لتنهض إلى غرفتها بسرعه فور ان صاح آدم مظهرا انه فهم ما يرمى اليه والده.
.
.
.
.
.
.
بعد يومين رنين هاتف ليله مظهرا على شاشته اتصال من رقم غريب جعلها تقطب حاجبيها بإستغراب و عدم فهم.
" السلام عليكم"
أجابت ليله بصوت قوى ملئ بالجديه ليأتيها صوت خالتها المتلهف.
"ايوه يا ليله انتى فين؟"
"خالتو، خالتو انتى عامله ايه، انتى وحشانى اوى، هترجعى امتى؟"
"قوليلى الأول انتى فين"
"انا فى البيت بتاع طنط نجلاء، فيه ايه يا خالتو مالك و مال صوتك؟"
صاحت ليله فى خالتها لتأتى إليها نجلاء و ندى بسرعه.
"جدودك الاتنين فى الكليه بسبب الفيديو بتاعك اللى اتنشر على السوشيال، و الكليه عندك مقلوبه، ياسين اتصل بيا و قالى انه مش لاقيكى فى الكليه و انا قلقت و مش عارفه اتصرف ازاى"
صاحت هند خاله ليله فى الهاتف و هى لا تستطيع السيطره على اعصابها و تشعر انها تلفت بالفعل.
" استنى شويه كمان و استحملى لفتره كمان، هانت اوى و هرجع انا قربت اظبط امورى و هاجى اخدك، استحملى"
كان هذا اخر ما سمعته ليله قبل أن تغلق خالتها الاتصال بوجهها لتنزل الهاتف و هى تتنهد بثقل.
"فيه حاجه يا ليله؟"
تسائلت نجلاء و هى تنظر إلى ملامح ليله المشوشه لتقوم بفتح الانترنت و تفاجئ بكم التعليقات التى عليها لتلقى بهاتفها على سطح الطاوله و هى تضع يديها على وجهها.
"جدودى الاتنين عرفوا اللى حصلى من المعيده لان الفيديو اتنشر على السوشيال، و أسمى و اسم ابويا و العيله جيه فى السكه، فجم على الكليه و كانت الكليه مقلوبه و المعيده اترفدت و ابوها اللى هو العميد اتحول للتحقيق، و دلوقتى مستنين ظهورى فى الجامعه"
تحدثت ليله دفعه واحده ملخصه الأحداث التى حدثت لتنظر لها ندى و والدتها بقلق و حزن على حالها.
" طيب انتى هتعملى ايه دلوقتى؟ "
" مش عارفه يا ندى، بس اللى متأكده منه أن اللى جاى مش هيبقى سهل"
رنين هاتف نجلاء صدح بالمكان لترى ان المتصل هو آدم لتجيب عليه بسرعه.
"ايوه يا آدم"
"ايوه يا ماما، معلش اعملى اكل حلو كدا يليق بعزومه علشان دينا و باباها و مامتها هيتغدوا عندنا انهارده"
" ده اللى هو ازاى يعنى؟ و اعمل اكل ايه دلوقتى الساعه ٢ الضهر، اجيب حاجات الاكل منين انا دلوقتى"
"و الله يا ماما ما عارف، انا لقيت دينا بتتصل بيا و تقولى احنا عازمين نفسنا عندكم انهارده على الغدا، و هيبقوا عندنا على الساعه ٦ كدا"
" كنت قولها مينفعش"
" مقدرتش يا ماما، مبعرفش اتعامل مع حد بقله ذوق فما بالك بقا بخطيبتى و اهلها"
" و هى انها تحطنا قدام الأمر الواقع من غير ما تبقى مديه إنذار ده مش قله ذوق؟! "
" طيب اعمل ايه طيب، اقولك هاتى اكل من برا، من اى مطعم"
" متعملش حاجه يا آدم بس اقسم بالله لو الموقف ده اتكرر تانى لهتشوف منى انت و هى و أهلها وش عمركم ما شوفتوه و لا هتشوفوا زيه "
صاحت نجلاء بغضب فى وجه ابنها مغلقه الاتصال فى وجهه لتنظر الفتيات لها.
" فيه حاجه يا ماما؟ "
" ست زفت هى و أهلها هيجوا يتغدوا عندنا انهارده من غير اى اتفاق، اتصلت بالبيه بتاعى و قالتله احنا عازمين نفسنا عندكم على الغدا"
" ايه قله الذوق دى، و آدم مقلهاش مينفعش ليه؟!"
"قال ايه متعودش يتعامل بقله ذوق مع حد"
"آدم! طيب ده آدم قطعه قله ذوق ماشيه على الأرض، حتى اسألى ليله"
و قد انتبها الاثنان إلى ليله و وقوفها الهادئ و قد نسيا ما تمر به للحظات كانت مليئه بالغضب و السخط على آدم و دينا و اسرتها.
" طيب حضرتك هتعملى ايه دلوقتى؟"
" و الله ما عارفه يا ليله، آدم قال اطلب اكل من اى مطعم"
"طيب ما احنا ممكن نعمل اكل برا فى البيت هنا"
تحدثت ليله بإبتسامه لينظر لها الاثنان بعدم فهم لتتحدث مره اخرى.
"السوبر ماركت فيه قسم للحاجات الفريش و للمجمدات، ممكن نجيب فراخ فريش و بانيه جاهز على التحمير علطول و نعمل مكرونه بشاميل و جلاش و سلطات، ايه رأيكم؟ "
" هنلحق؟! "
" اه هنلحق و هنعمل حلويات كمان، و لا تحبى نخليها سى فود"
"سى فود مين يا اما، ده انا صعبان عليا الفلوس اللى هندفعها فى عزومتهم دى و لو عليا عايزه أعملهم سندوتشات جبنه اصلا علشان يحرموا يطبوا علينا فجأه كدا من غير اى استئذان"
قهقهت ليله على انفعال ندى الشديد لتقوم بدفعها أمامها بخفه إلى غرفتها لتبدل ملابسها و تذهب برفقتها إلى السوبر ماركت.
" بصى يا نوجا روبعايه كدا و علقى على الميه فى حله كبيره شويه علشان المكرونه، و احنا ان شاء الله نص ساعه و هتلاقينا قدامك علشان نظبط الاكل و الحلويات"
.
.
.
.
.
عاد آدم إلى المنزل فى السادسه و النصف تقريبا برفقه دينا و والديها و هو يشعر بالقلق من مقابله والدته لمخطوبته و اسرتها، و بالطعام الذى سيقدم لهم، و لكنه تفاجئ بطاوله الطعام الذى رص عليها أصناف الطعام بشكل جميل و ملفت للأنظار.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"

ليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن