Part 34

8.5K 374 26
                                    

‏أعوذ بك يا الله من كثرة التفكير وقلة الحيلة،وأعوذ بك من غصة القلب وضيق النفس وبكاء الروح..❤️
.
.
.
.
.
"اه يا بنت العضاضه سيبى، سيبى"
صاحت ليله بألم عندما أمسكت ندى بيدها بين أسنانها الحاده.
ضغطت ليله على جسر أنف ندى بقوة المتها حتى تركت يدها اخيرا لتتراجع ليله للخلف قليلا ليصطدم ظهرها بصدر آدم لتبتعد عنه بسرعه ناظره فى يدها لتجد آثار أسنان ندى.
"يا بت هو انتى كلب و احنا منعرفش"
" اسم الله عليكى، مين اللى بيبقى قاعد فى المحاضره و لا فى اى مكان و الاقيه بيعضنى من كتفى"
"مش عارفه ليه بس كتفك بيشدنى انى اعضه، لما احمل و ادخل اخلف و لو خلفت طبيعى هاخدك معايا علشان اعضك"
"ابقى خدى جوزك"
"و هو فين زوجى و قره عينى"
" نعم! "
نطق آدم و هو ينظر إلى ليله بحاجب مرفوع لتلتفت له ليله ناظره له بهدوء متحدثه بهدوء.
" لا انا اقصد زوجى و قره عينى اللى بجد، مش اللى كان مجبر على التمثيل! "
نظر آدم بغضب إلى ليله التى توترت من نظرته ملتفته إلى نجلاء متحدثه معها.
" ايه يا نوجا فين الرز بلبن "
جلس الجميع يتحدثون فى مختلف الأمور عدا آدم الذى ينظر بقوة إلى ليله التى تتجاهل نظراته متحدثه بمرح مع والديه و اخته.
رنين هاتف ليله جعلها تخرجه من حقيبتها مجيبه عن الاتصال سريعا.
"ايوه يا هند"
"ايوه يا ليله انتى لسه مع حمزه؟"
"لا انا فى بيت ندى و كنت لسه هقوم اهو"
"طيب خليكى كمان ربع ساعه و هعدى عليكى انا و ياسين نجيبك"
"تمام لما تيجى رنى عليا علشان انزل"
"تمام، سلام"
"سلام"
ابعدت ليله الهاتف من على اذنها بإبتسامه ناظره إلى محمود متحدثه بمرح.
"اترحمت من توصيلى يا حودا"
"يا سلام، و ان مكنتش هوصلك يعنى يا لولو هوصل مين؟ "

" يا جدعان هو انا مش بنتكم، واحده اطلب منها من شهر رز بلبن و تقعد تتحججلى و اول ما عرفت ان ليله جايه قامت فى ثوانى و عملت الرز بلبن، و التانى ببقا هنزل على رجله ابوسها علشان يوصلنى يقولى مش فاضى او مش قادر"
صاحت ندى بتبرم لتقهقه ليله على ملامحها الغاضبه بشكل طفولى لتمرح معها ليله قليلا ليرن هاتفها معلنا ان خالتها أتت بالأسفل.
نهضت ليله مودعه الجميع و هى تغمز إلى محمود ليومئ لها متفهما، و تضغط على يد نجلاء بخفه لتغلق عيناها دلاله على موافقتها.
" تعالى هوصلك"
تحدث آدم لتوشك ليله على الحديث و لكن ندى سبقتها بسرعه عندما غمز لها أخيها.
"اه انزل معاها يا آدم لحسن حد من الجيران الجداد دول يغلس عليها و لا حاجه و احنا لسه منعرفهومش"
نظر والديها لها بخفه بسبب كذبتها تلك و لكنهما اومئا بالايجاب لتتحرك ليله أمام آدم.
فور ان غادر آدم برفقه ليله غالقين الباب خلفهم حتى التفت كل من محمود و نجلاء إلى ندى التى نظرت لهم بتوتر و لكنها سيطرت على نفسها بسرعه صائحه بصوت منخفض.
" بصوا بقا آدم بيحب ليله و بجد، انا شايفه فى عين آدم مشاعر اول مره اشوفها فى حياتى، حتى لما كان خاطب اللى ما تتسمى اللى اسمها دينا عينه مكنتش فيها اللمعه دى، خلونا نساعده المره دى و بس، هو فعلا بيحبها و ليله تستاهل كل خير، و بعدين كمان انا حاسه ان ليله عندها مشاعر لآدم بس هى مش بتتكلم "
" و انتى يا ندى معندكيش مشاعر لحد بس مش بتتكلمى؟! "
تسائلت نجلاء لتتوتر ندى قليلا و لكنها ابتسمت متحدثه بثقه زائفه.
" و هو مين اللى هوجه مشاعرى ليه يا ماما، الممرضين و لا العيانين اللى فى سن جدودى! "
" طيب اعمليلى كوبايه شاى"
تحدث محمود لتومئ له ندى سريعا و كأنها وجدت فرصتها للهرب.
" هوا"
صاحت ندى و هى تهرول بإتجاه المطبخ لينظر محمود إلى زوجته متحدث.
"البت مقاوحتش زى كل مره "
" و شوفتها لما اتوترت لما سألتها؟! "
" يعنى كلام ليله صح؟! "
" اكيد، طيب انت هتعمل ايه يا محمود؟ "
"اللى فيه الخير يقدمه ربنا يا نجلاء، طيب انتى صاحبتى امه، ايه رأيك فيها؟!"
"انا قابلتها مره او مرتين بس يا محمود يعنى احنا مش صحاب يعنى بس الصراحه الست لسانها زى البلسم و أخلاقها كمان حلوة اوى، يعنى اكيد تربيتها كويسه"
اومئ محمود و لم يتحدث فى هذا الموضوع مره اخرى حتى نجلاء فضلت الصمت.
.
.
.
.
.
فى المصعد دلف كل من ليله و آدم ليضغط آدم على الطابق السفلى.
لحظات مرت حتى توقف المصعد أمام الحائط و أصبح مظلم بالكامل.
" ايه ده فى ايه؟ "
صاحت ليله بجزع و هى تنظر حولها بخوف فقد تحول كل شئ إلى السواد ليمسك آدم بيدها مهدئا اياها.
"اهدى متخافيش ،ده الاسانسير علق"
"يعنى ايه؟"
"يعنى اديهم ٥ دقايق و هيشغلوه تانى"
"طيب انا خايفه من الضلمه و مش شايفه حاجه خالص"
"متخافيش انا معاكى"
تحدث آدم و هو يشدد على يدها التى فى كفه، مخرجا بيده الأخرى هاتفه من جيب بنطاله المنزلى المريح مضيئا ضوء الكشاف.
" بردو مش شايفه حاجه"
صاحت ليله بغضب طفولى ليتنهد آدم متحدثا.
" ارفعى ده و انتى تشوفى"
تحدث آدم و هو يترك يد ليله رافعا النقاب من على وجهها ليعود و يمسك يدها مره اخرى ليعم الصمت على المكان و كل ما يسمع فى الارجاء هو صوت تنفسهم الهادئ.
"ليله"
قاطع الصمت المحيط صوت آدم مناديا لتنظر له ليله بهدوء.
"مش ناويه تدينى فرصه؟ "
تسائل آدم لتنظر ليله حولها بتوتر قليلا و هى تحاول سحب يدها من يد آدم و لكن آدم شدد على يدها التى تقع بين يده.
"هو الاسانسير هيتصلح امتى؟!"
"ليله، ادينى فرصه و اوعدك هتكون اخر فرصه"
تحدث آدم و هو ينظر بأعين ليله التى تنظر له بتشوش و بؤبؤ عيناها يتحرك بتوتر لتتنهد براحه فور ان عاد المصعد للعمل لتسحب يدها من يد آدم منزله النقاب على وجهها معدله اياه.
فور ان هبط المصعد بسلام حتى فتحت ليله الباب مهروله و لكن آدم لحق بها سريعا ممسكا بيدها موقفا اياها و هو ينطق بقوة و جديه.
"ليله انا عايزك تفهمى حاجه و تحطيها فى عقلك كويس اوى، انتى بتاعتى انا، حبيبتى انا، مراتى انا، اعتبريها بقا حب، رغبه او حتى شهوه، اعتبريها زى ما انتى عايزه تعتبريها، بس اللى عايزك تتأكدى منه انى عمرى ما هسيبك، و تعملى حسابك بردو انك هتبقى مراتى قدام الكل حتى لو اضطريت انى اغصبك "
ضربات قلب ليله اخذت فى التزايد و هى ترى مدى اصراره فى عينيه لتضغط على شفتيها مفضله عدم التحدث حتى لا تخبره بما يصرخ به قلبها.
لا تنكر ان قلبها يرقص بعشق لهذا الادم و لكنها اخذت له عهدا بأن تذيقه و لو القليل من ما اذاقها من قبل.
" ليله"
سمعت ليله صوت خالتها و هى تنادى عليها من خلفها ليبتعد آدم ببطئ متحدثا.
"مش تخلى بالك يا ليله، الحمد لله انى كنت قريب منك و لحقتك قبل ما تقعى على وشك بعد ما اتكعبلتى"
ابتسمت ليله بإستهزاء على تلك التمثيليه الطفوليه التى لن تخيل على خالتها الان.
"مش تخلى بالك يا زفته انتى، ١٠٠ مره قولتلك قصرى الهدوم شويه علشان مش كل شويه تتكعبلى زى الأطفال اللى بيتعلموا المشى"
فغرت ليله فاهها من خلف النقاب و آدم كادت تنفلت منه قهقه قويه و لكنه سيطر على نفسه سريعا متحدثا بهدوء.
"الحمد لله انى كنت موجود و الا كان وشك الجميل اتخرشم"
" و انت عرفت منين ان وشها جميل؟! "
تسائلت هند بإستغراب ليتوتر آدم و هو ينظر إلى ليله التى يهتز جسدها دلاله على قهقهاتها بخفه ليتحدث بهدوء.
"عادى انا قولت تعبير مجازى، و بعدين امى دايما تقول لو كنت اقدر اخلف تانى كنت حملت و قعدت ليله قدامى علشان اتوحم عليها، يبقى ده معناه انها حلوة و ملامحها جميله، و كمان ندى دايما تقول انها نفسها تخلف بنت شبه ليله فى كل حاجه، و ده بردو يدل انها جميله كشكل و كشخصيه، علشان كدا قولت ان وشها جميل"
اومأت هند بإقتناع ليرى ليله التى تقف خلف خالتها و هى تصفق له بخفه و لا تصدر اى صوت و لكنه موقن بشكل تعابير وجهها خلف النقاب.
" انتوا اتأخرتوا كدا ليه صحيح؟ بقالى ساعه متصله بيكى علشان تنزلى"
" بقولك ايه يا هند، جوزك قاعد فى العربيه و مستنى و انتى واقفه هنا و بترغى، يلا بدل ما يقلب علينا و انتى بتقعدى تعيطى لما بيقلب و بتخلينى اعيط معاكى، يلا يا ستى الله يهديكى"
انهت ليله حديثها معلقه ذراع خالتها فى ذراعها متحركان معا مغادرين من أمام آدم لتلتفت له نجلاء متحدثه بإبتسامه و هى تغمز لآدم مودعه اياه بإبتسامه غريبه.
وقف آدم قليلا يحاول استيعاب تلك الابتسامه الغريبه و الغمزه الاغرب ليبتسم بعد ذلك دلاله على فهمه ان هند لم تقتنع بكلمه من ما قاله لها منذ قليل ليعود للمصعد مره اخرى صاعدا إلى منزله ليجد الجميع كلا فى غرفته ليتوجه إلى غرفته هو الاخر مفكرا كيف سيجعل ليله ملكه.
.
.
.
.
.
بعد مرور يومان و فى اليوم الثالث كانت ليله تعود من المشفى برفقه ندى حيث منزل ندى.
"انا قلقانه منك، انتى جايه معايا بيتى ليه؟"
"نوجا و حوده وحشونى، و بعدين يا بنتى هو مش على يدك امك اتصلت بيا قدامك و قالتلى انى معزومه على الغدا عندكم و انى ارجع من المستشفى معاكى على بيتكم؟!"
صمتت ندى قليلا كأنها تفكر لتتحدث مره اخرى.
"اه صح"
"صبرنى يا رب، و الله الله يكون فى عون اللى هيتجوزك"
"يا بت ده أنا هدلعه و ههشتكه و هظبطه"
قهقهت ليله بخفه و هى تدلف إلى المصعد برفقه ندى لتبتسم ليله فور ان دلفت إلى المصعد ممسكه بيدها التى كان آدم يمسكها حتى توقف المصعد فى الطابق المنشود.
"تفتكرى امى عامله اكل ايه؟ "
تسائلت ندى و هى تخرج مفاتيحها من حقيبتها لتجيبها ليله بخفه.
" مش عارفه"
اومأت ندى و هى تفتح باب المنزل و فور ان فتح الباب حتى قابل اذنها صوت زغاريد صادره من منزلها لتنظر إلى ليله بعدم فهم.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"

ليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن