لا تفجعنا بأنفسنا.. ولا أهلنا، اللهم أعوذ بك من مصائب الدنيا وتقلُّب حوادثها، اللهم إنّا نخاف الفقد فلا تحمِّلنا ما لا طاقة لنا به."💓
.
.
.
.
.
وقفت ليله ثابته مواجهه لعبدالله لتخرج هاتفها من جيب معطفها الطبى ضاغطه على بعض الأرقام وصل صوتها إلى اذن من يقف أمامها لتضع الهاتف على اذنها.
"الو، بوليس النجده"
فور ان نطقت ليله حتى جحظت أعين عبدالله محاولا اخذ الهاتف من ليله التى اخذت فى الصراخ بقوة.
"الحقوني، الحقونى، بيتحرش بيا الحقونى، الحقونى بيتهجم عليا، الحقونى"
هرول بعض الشباب ممسكين بعبدالله بقوة بينما هو يحاول الفرار منهم و الهجوم على ليله مره اخرى و ملامح وجهه شديده الغضب.
خرجت ندى من الغرفه و خلفها والديها و آدم كذلك ليصيح عبدالله بقوة.
"سيبونى،و الله ما هرحمك"
"انا اللى مش هرحمك يا سافل يا وسخ، و رحمه امى و ابويا لهبلغ عنك و هسجنك علشان تحرم تلمس او تكلم اى بنت بالشكل القذر ده تانى"
"ليله"
توقفت ليله عن الحديث فور ان استمعت إلى اسمها بصوت شخص هى تعلمه جيدا.
"جدو!"
صاحت ليله و هى ترى جديها يتقدموا إليها و برفقتهم رجل فى مثل سنهم تقريبا.
" فيه ايه؟"
تسائل جدها من جهه الاب لتتحول نظرات ليله إلى الشراسه مره اخرى و هى تهتف بغضب.
" الحيوان ده حاول يتهجم عليا ده غير كلامه الوسخ اللى زيه، و لولا الشباب مسكوه انا معرفش كان عمل فيا ايه، الكاميرات مسجله كل حاجه و الشباب شاهدين عليه كمان"
اومأ الشباب اللذين يقيدون حركه عبدالله الذى يتحرك بين يديهم بعنف و غضب يحاول الانقضاض على ليله التى تقف مواجهه اياه بقوة.
" هى دى الامانه اللى بنوصينك عليها يا مدحت! "
صاح جد ليله من جهه الام و هو ينظر إلى ذلك الرجل الثالث الذى أتى برفقتهم سابقا لينظر إلى عبدالله بغضب.
"اللى دكتوره ليله هتعوزه هيتنفذ من غير مناقشه"
للتو انتبه عبدالله لمديره ليقف مذهولا و كأنه سقط فوق رأسه دلو ماء مثلج.
"ايه اللى يريحك يا دكتوره"
" عايزه اقدم بلاغ ضده"
اومئ الرجل بخفه و اخرج هاتفه مجريا اتصالا هاتفيا و دقائق و أتى بعض الرجال مِن مَن يرتدوا زى الشرطه اخذين عبدالله من الشباب بينما هو استسلم بطريقه غريبه.
"اللى انتى هتقدمى فيه بلاغ ده متجوز و معاه بنتين"
شهقت ليله بصدمه بسبب ما نطقه مدير المشفى متحدثه بحزن.
"لا حول و لا قوة إلا بالله، يا رب متاخدش بناته بذنبه، يا رب ما يترد فيهم اللى بيعمله، يا رب احميهم و ابعد عنهم اللى شبه ابوهم"
"متقلقش يا سعد انت و يونس، انا هتصرف و هياخد جزاءه، و الله أعلم هو حاول يإذى كام بنت تانيه غير ليله"
أنهى المدير حديثه مغادرا ليغادر التجمع المحيط بهم لتتقدم ليله من جديها متحدثه.
" انتوا بتعملوا ايه هنا؟ حد فيكم تعبان؟! "
" احنا كنا جايين نشوفك، بقالنا اسبوع مشوفناكيش و اتفاجئنا ان صاحبنا يبقى المدير"
" و ده من حظك يا استاذه، و من حظك ان الشباب دول كانوا قريبين منك و الا الله أعلم كان حصلك ايه"
"كان هيحصل ايه يعنى يا جدو، كل يوم و كل ساعه و كل دقيقه فيه بنت بتتعرض للتحرش سواء اللفظى او الجسدى، انا مش ضعيفه يا جدو و لا جبانه علشان اسكت، انا صاحبه حق و ربنا معايا يعنى مفيش حاجه تقدر تخوفنى، و علفكره دى مش اول مره يتعرضلى فيها، بس دى اول يتعرضلى بالشكل ده و يحاول انه يتهجم عليا، و انا عندى اول مره زى اخر مره، انا لو كنت سكتت على كلامه كان هيفكر ان دى دعوه صريحه منى انه يتمادى، دلوقتى بالكلام بكرا هيبقى باللمس و بعده الله أعلم كان هيعمل ايه، فحضرتك متأنبنيش بالكلام و تقولى انتى غلطتى"
" خلاص يا جماعه صلوا على النبى"
انتبه الجميع إلى صوت محمود و للتو لاحظه الجدان هو و أسرته لينظروا له بإستغراب و بعض الخوف كذلك.
" انتوا هنا من امتى؟ و بتعملوا ايه هنا؟ حد فيكم تعبان؟ "
تسائل جد ليله من جهه الاب بينما جدها الاخر ينظر لهم بأعين متفحصه ليلكز جدها الاخر بخفه مشيرا على آدم متحدثا بهدوء.
"آدم شكله هو التعبان"
"ماله الف سلامه"
"عملناه فار تجارب لينا انا و ندى، انا اعمله عمليه و ندى تغيرله على الجرح"
صاحت ليله بمرح متناسيه ما حدث معها منذ لحظات لتبتسم ندى بخفه مومئه لها.
"سيبوكوا من المتخلفه دى، ماله آدم؟"
أتى دور آدم فى الابتسام و هو متأكد ان ملامح ليله المخبأه خلف نقابها الان سيطر عليها التبرم من قول جدها.
" اتصاب بعيار نارى فى آخر مهمه ليه، بس ليله كتر خيرها انقذته من الموت"
"صدقتوا انه كان فار تجارب"
صاحت ليله بغضب طفولى لينظر لها جديها بقله حيله.
" يا بت هو انتى مسحوبه من لسانك!"
"مش عارفه الصراحه،بس هو ينفع يا جدو؟"
"الصبر يا رب، يلا بينا يا يونس و نسيب آدم يستريح، بلاش نتعبه اكتر من كدا"
" مفيش تعب و لا حاجه، اصلا انا هخرج انهارده خلاص"
تحدث آدم بسرعه و ابتسامه هادئه ليومئ له الجدان بهدوء و ابتسامه خافته.
" مادام انتوا مروحين خدونى فى سكتكم بقا على بيت هند، دى بقيت فى غيبوبه علطول، تصحى تاكل و تشرب و تاخد الدواء و تنام"
قهقهت ليله بطفوليه لينظر لها جداها بهدوء.
" انتى بردو مش ناويه ترجعى؟ انتى لسه زعلانه من مرات خالك؟!"
تسائل جدها من جهه الام لتتنهد ليله بثقل متحدثه بهدوء.
" الحكايه مش كدا يا جدو، الحكايه ان هند فعلا محتاجانى الفتره دى"
" طيب ما نور كمان محتاجاكى"
" نور معاها جوزها و سيلا و انت يا جدو"
"طيب ما هند معاها جوزها هى كمان"
" جوزها فى شغله يا جدو، لكن يوسف لما بيبقى فى شغله سيلا بتبقى مع نور، و بعدين يعنى كلهم خمس و لا ست شهور و هند تولد، و أفضل معاها سنه كمان على ما تعتمد على نفسها بقا مع البيبى يعنى هانت"
" هو انتى ناويه تقعدى مع خالتك لحد ما ابنها او بنتها يتموا سنه! "
صاح جدها من جهه الاب لتومئ له ليله مؤكده على ما قاله لينظر لها بصدمه.
" تعالوا بس و هشرحلكم فى السكه"
تحدثت ليله و هى تتعلق بذراع جديها مغادره معهم من أمام عائله آدم اللذين دلفوا الغرفه استعدادا لرحيل آدم اخيرا من المشفى.
.
.
.
.
.
يوم الجمعه يوم العطله استعدت ليله و ارتدت ملابسها مودعه خالتها و زوجها مغادره المنزل حتى وجدت حمزه يجلس بسيارته أمام العماره لتصعد بها ليله بمرح و طفوليه.
انطلق حمزه إلى أحد الكافيهات ليدلفا معا و يبدئا الحديث فى مختلف الأشياء.
"ألا قولى يا ولا يا حمزه، ايه مواصفات فتاه أحلامك؟!"
تسائلت ليله لينظر لها حمزه مبتسما بهدوء.
"انا عايزها مجنونه"
"نعم!"
صاحت ليله بصدمه ليقهقه حمزه بخفه متحدثا بهدوء موضحا.
"يا بنتى افهمى، انا عايزها مجنونه بمعنى، برا تبقى عاقله و يعتمد عليها، و جوا بيتى مجنونه و شقيه و تدلعنى"
" اه فهمت، طيب عايز شكلها يكون ازاى؟ مواصفاتها ايه طيب؟!"
صمت حمزه قليلا و هو يفكر بينما ليله تراقبه من خلف نقابها بتأهب حتى تحدث اخيرا.
"تصدقى عمرى ما فكرت قبل كدا فى شكل البنت اللى هرتبط بيها، بس اللى انا عارفه و عايزه يبقى فيها هى حنيتها و طيبه قلبها، عايزها حنينه زى امى و طيبه زيها، بكلمه بتتراضى و بورده بتبتسم و بشوكولاتايه بتنسى هى كانت زعلانه ليه اصلا"
"طيب و اللى يجبلك اللى فيها المواصفات دى؟! "
" انتى عندك عروسه؟! "
" اومال بتكلم من فراغ! "
" هى مين؟! "
" ندى صاحبتى، انا مكنتش هتكلم لولا انى ملاحظه نظراتك ليها يا حمزه، و بعدين ندى طيبه اوى و حنينه اوى، ده غير ان مامتك و اختك بيحبوها، و متنكرش انك منجذب ليها لأنها مختلفه عن كل اللى انت قابلتهم فى حياتك"
" منكرش حاجه زى دى، بس انا كنت عايز لما ارتبط ارتبط عن حب"
" الحب الحقيقى اللى بيجى بعد الجواز يا حمزه، فى فتره الخطوبه عموما كل واحد بيجمل من نفسه و يحاول يظهر احسن ما فيه، لكن بعد الجواز المواقف هى اللى بتثبت الحب و بتقويه و تدعمه، فكر يا حمزه، و تخيل كدا حياتك مع ندى هتبقى عامله ازاى، و انا أأكدلك انها مجنونه زى ما انت عايز"
قهقه حمزه بخفه بمشاركه ليله ليتحدث بهدوء.
" بما انك فتحتى الموضوع ده بقا، انا عايز اقولك على حاجه"
" قول"
ابتلع حمزه ما فى جوفه بتوتر ناظرا إلى ليله متحدثا.
" فيه عريس متقدم"
" مين؟!"
نطقت ليله بتوجس و هى تشعر انها تعلم الاجابه بالفعل، و قد كانت.
" يوسف"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"
يا ريت يا جماعه كلنا ندعى لمامه طنط منال بالرحمه و المغفره لأنها توفت امبارح، و ربنا يصبرهم على فراقها، بس هى اكيد فى مكان احسن.
و يا ريت تدعولى انا كمان ان الترم الاخير ده يعدى على خير، انهارده كان أول يوم امتحان و ربنا يستر.
دمتم بخير🧡
