Part 11

9.9K 405 18
                                    

"اللهم لا تحرمني من خمس؛ سترك، وعفوك، ورضاك، وحسن الخاتمه، والجنه."
.
.
.
.
.
كانت الفتاتان تتحدثان بمرح و هن يحملن الحقائب المملوءه بما يردن لصنع ركن صغير كمصلى لهم ليتبعهم مجموعه من الشباب و هم يتحدثوا بالترهات.
ما تسبب فى ألم الفتاتان و عدم شعورهم بالأمان ان الجميع و بالأخص الرجال من حولهم يشاهدوا ما يتعرضوا له من معاكسات فى صمت و الجميع فضل عدم التدخل.
كان امساك أحدهم بيد ليله ساحبا اياها هى القشه التى قطمت ظهر البعير لتقوم بسحب يدها بسرعه و بغضب و قد لمحت حجر متوسط الحجم لتمسكه ضاربه ذلك الشاب على رأسه ليسقط أرضا و رأسه تنزف بقوة و غزاره.
"جرا ايه يا روح امك انت مفكرنى مش هعرف ادافع على نفسى، اذا كانوا الرجاله ماتوا فأنا ارجل منهم، و اللى هيقرب ديته معايا طوبه فى دماغه اطلع روحه و لا يهمنى"
صاحت ليله بقوة ليتجمع الجميع حولهم و ذلك الشاب يصيح بألم و دمه يسيل على وجهه بغزاره.
صدح صوت سياره الشرطه فى الارجاء و ابتعاد المحيطين و انبثاق رجال الشرطه بينهم كل ذلك و ليله تتنفس بغضب و ندى تقف خلفها على أتم الاستعداد للتدخل للحفاظ على صديقتها.
" الحقنى يا باشا، كانت هتموتنى يا باشا، بص الدم يا باشا"
صاح الشاب المصاب و هو يقف أمام الضابط بينما الفتاتان أخذتا فى النظر الى بعضهما بتوتر و لا يعلما ما مصيرهم الان.
"ايه ده هو انتوا!"
صدح صوت متفاجئ لتنظر الفتاتان للمتحدث لتجد انه ذلك الضابط من يوم سرقه حقيبته ليله و يدعى سيف على ما يتذكرا.
" مين اللى ضربه كدا"
"انا"
تحدثت ليله بقوة معترفه على نفسها ليتنهد الضابط بثقل و هو يومئ على مضض مشيرا إلى سياره الشرطه.
"طيب اتفضلوا معايا "
ذهبت الفتاتان و هن على استعداد على الصعود إلى صندوق العربه من الخلف و لكن ملابسهم لا تساعدهم على الإطلاق.
"انا اقصد العربيه اللى قدام، اتفضلوا فى العربيه اللى قدام، و هاتوا الولا ده و اللى معاه فى البوكس"
أنهى الضابط حديثه بصياح فى العساكر اللذين امسكوا بالشاب المصاب و أصدقائه.
صعدت الفتاتان فى السياره من الخلف بينما الضابط صعد بجانب السائق لينطلقوا حيث القسم.
.
.
.
.
.
رنين هاتف آدم برقم زميله بالعمل جعله يتنهد بثقل، فهو ما يلزمه بعد حديث دينا السام عن عدم تقبل احد من عائلته لها و لعائلتها جعل رأسه يكاد ينفجر و لا يريد القيام بأى عمل الان.
الحاح اتصال زميله بالعمل جعله يجيب على مضض ليأتيه صوت زميله بسرعه.
"آدم تعالى على القسم حالا، اخواتك الاتنين هنا"
"اخواتى مين؟!"
تسائل آدم بعدم فهم و هو يشعر بالتشوش ليأتيه اجابه زميله بسرعه.
"انسه ندى و انسه ليله، تعالى بسرعه علشان مش هقدر أوقف المحضر اكتر من كدا"
أنهى زميله حديثه مغلقا الاتصال لينطلق آدم بأقصى سرعته إلى القسم ليدلف إلى مكتب سيف بسرعه ليفاجئ بليله و ندى تقفن أمام مجموعه من الشباب و واحد منهم رأسه ملفوفه بشاش ابيض و وجهه و ملابسه ملوسه بدمائه.
" فيه ايه؟"
" انسه ليله فتحت دماغه"
أجاب سيف بسرعه لينظر آدم إلى ليله بغضب فوق ما هو غاضب منها بالأساس بسبب ردودها المستفزة على والده مخطوبته و التى جعلتها تسمم بدنه بحديثها السام و تسمم عقل ابنتها كذلك.
"انا مش هسيب حقى يا بيه، انا عايز اعمل محضر يا بيه، و مش هقبل الصلح حتى لو دفعتلى ملايين"
"و مين قالك انى هعبر واحد زباله زيك اصلا، محضر بمحضر بقا انا عايزة اعمل محضر تحرش ضدهم كلهم، و كمان عايزة اعمل محضر انهم كانوا بيحاولوا يخطفونا و انا ضربته دفاعا عن النفس، و نشوف بقا محضر مين الاقوى"
صاحت ليله بجموح لينظر لها سيف و آدم بذهول، فهما لم يظنا ان هذه القطه الاليفه تملك جموح البرارى و مخالب قطه شرسه.
" صحيح الكلام ده؟ "
تسائل سيف بقوة لينظروا الشبان له بصمت لتتحدث ندى هذه المره.
" ايوه صح، كان تحرش لفظى و جسدى كمان، اللى دماغه مفتوحه ده مسك ليله من دراعها و شدها يمته جامد علشان كدا ليله مسكت طوبه من على الأرض و ضربته بيها، ليله معملتش كدا غير لما مسكها بطريقه وسخه زيه و محدش من الناس إللى حوالينا أتدخل و دافع عننا"
"حلو انا بقول بقا محضر قدام محضر و القانون ياخد مجراه"
تحدث سيف معلقا و هو ينظر لمجموعه الشباب ليتحدث واحد منهم بسرعه.
" لا يا باشا المسامح كريم"
" لا لازم ناخد حق الراجل اللى دمه ساح ده "
" لا يا باشا احنا هنجيبله كيسين عصير يعوضوه عن الدم اللى خسره"
تحدث شاب آخر بسرعه يخاف على نفسه من الحبس فهو يعلم أن محضرها سيكون الاقوى.
"امشوا، بس اقسم بالله لو شوفتكم تانى ما هوريكوا الاسفلت غير لما اعمل عليكم حفله محترمه، اتفضلوا"
صاح سيف بنبره قويه فى الشباب اللذين هرولوا خارجين من مكتبه.
" متشكر جدا يا سيف، و اسف على تعبك معانا، اتفضلوا قدامى"
أنهى آدم حديثه موجها إلى الفتاتان اللاتى اومئن له بخفه.
" هاتى يا بنتى الشنط دى"
صاحت ليله و هى تحمل حقائبها مخبره ندى ان تحمل الباقى.
.
.
.
.
.
تأخر الوقت و الفتيات لم يعودوا بعد ليفتح الباب فجأه دالفين منه الفتاتان و خلفهم آدم و ملامحه لا تبشر بالخير.

"انتوا اتأخرتوا كدا ليه يا بنات؟"
"كانوا بيتخانقوا، اتأخرتوا علشان كانوا بيتخانقوا"
صاح آدم بغضب و هو ينظر إلى ليله التى رفعت النقاب من على وجهها و ندى.
"يلهوى بتتخانقوا مع مين و ازاى و ليه؟"
صاحت نجلاء بجزع و هى تتفحصهم بعيناها ليصيح آدم.
"واحده عملالى فيها عبدو موته و التانيه عامله الالمانى"
" و لو الحوار ده اتكرر تانى عندى استعداد انى اكلهم بأسنانى مش افتحلهم دماغهم بطوبه و بس"
صاحت ليله هى الأخرى فى وجه آدم بنظرات غاضبه و لأول مره تظهر معالم ليله الشرسه و صوتها المرتفع الذى جعل الجميع ينظر لها بإستغراب.
" بعيدا عن اللى الهوانم عملوه ده ، ايه المقابله اللى قابلتوها لدينا و اهلها دى، و الست ليله بتعلم ام دينا من اول و جديد"
" مش عيب ان الانسان يتعلم مهما كبر سنه، لكن العيب انى اقاوح فى الغلط رغم انى عارف و متأكد انه غلط، انا لو غلطت هعتذر لعمو محمود و طنط نجلاء انى اتكلمت مع ضيوفهم بالطريقه دى و دى كانت حاجه عكس طبيعتى، بس انا متعودتش اسمع اهانتى من حد و اسكتله ايا كان مين، الرب واحد و العمر واحد، عن اذنكم"
انهت ليله حديثها مغادره حيث غرفتها لتمسك نجلاء بيد ابنتها.
" قرى و اعترفى ايه اللى حصل"
" ليله مسكت طوبه و فتحت دماغ واحد علشان مسكها بطريقه مش لطيفه و كان بيشدها يمته"
" طيب و الله بنت ب١٠٠ راجل "
علق محمود سريعا على ما قالته ابنته و هو يبتسم لينظر له آدم بغيظ.
"أنت بتدافع عنها فى الغلط يا بابا، بتشجعها على الغلط! "
صاح آدم بغيظ من إعجاب والده بتصرف ليله الذى آثار حنقه بشده.
" انا مش شايف انها غلطت، واحده بتدافع عن نفسها و ده حقها، و لا انت كنت عايزها تسيبه يشد اختك زى ما شدها؟!"
تحول وجه آدم الى اللون الأحمر من مجرد التخيل ان هناك من استباح لمس جسد اخته بغير رضاها.
"اللى مترضاهوش على نفسك مترضاهوش على غيرك يا آدم، اتفضل على اوضتك، و لو اهل خطيبتك كرروا عملتهم قليله الذوق دى تانى او اتكلموا بطريقه زفت زى اللى اتكلموا بيها دى تانى انا هطردهم من بيتى، و يبقى بناقصها الجوازه دى خالص، و يا اما كدا يا اما أنت مش ابنى"
أنهى محمود حديثه دالفا إلى غرفته لتتبعه زوجته سريعا لتتبعهم ندى دالفه إلى غرفتها هى الأخرى ليبقى آدم وحده فى غرفه الجلوس ليذهب إلى غرفته هو الاخر فقد تأخر الوقت و هو سيذهب للعمل فى الصباح و أمامه يوم عمل طويل و مرهق.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"
جمعه مباركه 💙

ليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن