Part 13

9.7K 412 31
                                    

‏من الحاجات اللي بعتبرها حرفياً مُسكنة لأي ألم نفسي أو بدني ، و مُصبره علي اي إبتلاء او مصيبة ..
‏قول النبي صلي الله عليه وسلم "وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليُصيِبُك ، وأعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرجَ مع الكرب ، وأن مع العسرِ يُسرا"  
‏"واعلم أن الأُمّة لو اجتمعت على أَن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رُفعت الأقلام وجفت الصحف" 💙
.
.
.
.
.
قامت ليله بإجلاس جديها على طرف السرير لتغلق الباب بهدوء ممسكه بمقعد المكتب واضعه اياه أمامهم جالسه عليه رافعه النقاب كاشفه عن وجهها.
"ينفع الصوت العالى و اللى انتوا عملتوه برا ده؟"
تسائلت ليله بهدوء و هى تنظر إلى جديها بينما هما ينظران إلى وجهها بتمعن.
"دى شبه ليلى اوى"
"لا شبه ليالى اوى"
"بقولك شبه ليلى"
"و انا بقولك شبه ليالى"
صاح الجدان فى وجه بعضيهما مره اخرى لتتنهد ليله بقوة ناهضه ممسكه بحقيبتها مخرجه منها لوح شوكولاته فاتحه اياه واضعه قطعه فى فم جديها الاثنان لتأكل قطعه هى الأخرى جالسه مكانها مره اخرى و هى تنظر لجديها بجمود ليصمتا الاثنان كطفلان يجلسان أمام والدتهم التى تعاقبهم.
"اولا انا اسمه ليله، مش ليلى و لا ليالى"
انهت ليله حديثها و هى تنظر لجديها بالتتابع ليظلا على صمتهما ناظرين لها.
"ثانيا،انا اللى هتكلم و انتوا اللى هتسمعوا"
تحدثت ليله بقوة ليومئ لها الاثنان كالاطفال لتتنهد ليله بخفه مرجعه رأسها للخلف.
"كويس"
تحدثت ليله قبل أن تبدأ فى الحديث بكل جديه.
.
.
.
.
.
مرت اكثر من ساعه و ليله فى الغرفه مع جديها و من بالخارج احيانا يستمعوا إلى صياح الجدان و لكنهم جميعا فضلوا عدم التدخل و احترموا خصوصيه ليله مع جديها اللذان تراهم لأول مره فى حياتها بأكملها.
فتح باب الغرفه لتخرج ليله اولا بنقابها الذى يخفى وجهها و يخرج بعدها جديها بصمت مريب حتى تقدما إلى الجمع واقفين أمام محمود الذى كان ينظر لهم بريبه.
"احنا اسفين اننا جينا من غير ميعاد"
"و اسفين اننا اقتحمنا بيتك من غير حق و بالشكل ده"
تحدث جدا ليله بالتتابع ليومئ لهم محمود بإبتسامه خفيفه و هو يقف أمامهم.
"يلا، عن اذنكم"
تحدث جد ليله من الأم اولا لينهض ثلاثه من الرجال ليصيح جدها من الأب هو الاخر.
"و انتوا قاعدين مستنيين ايه؟ عن اذنكم"
رحل جدها الاخر ليتبعه الثلاث رجال الآخرين و لا احد يفهم ما جرى و ما يجرى، من يراهم الان و هم يغادروا بهدوء هكذا لا يراهم عند قدومهم بزوبعه.
جلست ليله على احد المقاعد رافعه النقاب من على وجهها و هى تتنفس بعمق فور ان غادر الجميع لتهرول ندى و والدتها من الداخل و يعود آدم و والده بعد أن ودعوا الجميع للداخل.
"ايه اللى حصل؟!"
صاح الاربعه فى وقت واحد لتجفل ليله و هى تنظر لهم بذهول و تشوش.
"ما تنطقى يا ليله ايه اللى حصل؟"
صاحت ندى بفقدان صبر فى وجه ليله التى نظرت لها بتبرم.
"انتى بتزعقى ليه؟"
"علشان انتى بارده و مش راضيه تتكلمى"
"انا بارده يا بنى آدمه برأس كلبه، طيب انا مش حكيالك حاجه، و خلى فضولك يموتك بقا، هيه"
صاحت ليله ناهضه من أمامهم دالفه إلى غرفتها سريعا غالقه الباب خلفها بالمفتاح حتى لا يدلف لها أحد.
"كان لازم تزعقى يعنى، ادينا معرفناش حاجه"
" هو انا زعقت يا ماما، هى اللى كانت بتتلكك"
" هى مش حابه تتكلم دلوقتى، سيبوها براحتها، هى لما تحب تتكلم هتتكلم لوحدها مفيش داعى نضغط عليها كلنا"
تحدث محمود منهيا الحوار بينما آدم يفكر هل الحكايه قاربت على النهايه بالفعل ام مازال هناك باقى؟!
.
.
.
.
.
فى الصباح استيقظت ندى و كعادتها فور استيقاظها تمسك بهاتفها تعبث به لترى رساله من ليله لتقرأها بصدمه ناهضه بسرعه فاتحه باب غرفتها لتجد والدتها فى وجهها.
"ليله مشيت"
"ليله مش هنا"
صاحتا الاثنتان فى وقت واحد لينظرا إلى بعضيهما قليلا قبل أن ترفع ندى هاتفها معطيه اياه إلى والدتها.
"يا ندوش انا روحت البيت خلاص، بس قبل ما أمشى خلصت الركن و عملته جامع صغير كدا و حطيت مصحف بإسم كل شخص فيكم، حاولوا بقا انكم متصلوش فى مكان تانى غير الجامع، انا متشكره جدا ليكم و بالأخص لآدم لانه ساعدنى و استحملنى رغم انه مش مضطر انه يعمل كدا، جيه الوقت اللى افك كل القيود اللى كانت ربطاه بيا، انا هستنى انه يطلقنى و اشوفك فى الكليه يا ندوش، فاضل محاضره و نبدأ معمعه الامتحانات يا قمر، اشوفك فى الكليه بكرا"
انهت نجلاء قراءه الرساله معطيه الهاتف إلى ندى لتخرج ذاهبه إلى ذلك الركن الذى قامت ليله بإعداده كمسجد صغير لترتدى إسدال الصلاه الخاص بها و تبدأ فى الصلاه تحت نظرات ندى التى تحاول فهم رد فعل والدتها و لكنها فشلت فى الفهم.
" روحى اغسلى وشك و اتوضى و صلى على ما احط الاكل"
تحدثت نجلاء بهدوء متخطيه ابنتها التى ذهبت لتفعل ما امرتها به والدتها.
.
.
.
.
.
فى المساء عاد آدم من عمله ليجد البيت ساكن و هادئ على غير العاده.
لا يسمع صوت القهقهات و لا حتى المناغشات التى تحدث بين ليله و ندى و أحيانا ليله و والده.
دلف ليجد أسرته تجلس بهدوء و وجوم ليجلس معهم بعد أن القى التحيه عليهم.
"ايه الهدوء ده؟"
تسائل آدم بإستهزاء ليتنهد الجميع بثقل لتتحدث والدته.
"اللى كانت عامله البهجه مشيت"
"ليله!"
صاح آدم فجأه لتومئ له والدته و هى تتنهد بثقل لينهض آدم بقوة صائحا فى وجه الجميع.
"و انتوا ازاى تسيبوها تمشى؟ و تمشى ليه اصلا؟ هى دى الامانه اللى خالتها مأمنانا عليها؟"
"احنا صحينا الصبح لقيناها مشيت، و بعدين انت بتزعق ليه؟ مش انت اكتر واحد كان نفسه انها تمشى؟ اهى مشيت و ريحتك منها، مشيت و قالت إنها بتحررك من قيود ارتباطك بيها، يعنى تطلقها و تبعتلها ورقتها فى أقرب وقت"
لم يستطع آدم الاستماع إلى حديث والدته اكثر من ذلك ليدلف إلى غرفته بسرعه و هو غاضب من نفسه و غاضب من ليله و غاضب من والديه و من اخته.
غاضب من ليله لانه رآها صباح اليوم قبل ذهابه للعمل و هى مستيقظه و تعمل بجد على ذلك الركن الصغير مزينه اياه بشكل ممتاز حتى يصبح مسجد مصغر حتى أنها لم تنتبه إليه  او تشعر بوجوده حتى تحدث معها.
.
.
.
"صاحيه بدرى ليه كدا؟"
"صباح النور يا استاذ"
صاحت ليله بمرح و هى تنظر إلى آدم بإبتسامه لينظر لها آدم بتمعن و لا يظهر على وجهه اى تعابير.
"الناس بتصحى الصبح تقول للى صاحى صباح الخير، صباح الفل، نهارك ابيض، نهارك اشطا، لكن انت صاحى مكلضم و بتسأل صاحيه بدرى ليه"
قلدت ليله طريقه حديثه بينما هو مازال على وجومه السابق.
"اللى يشوفك و انتى عماله تضحكى و تهزرى معايا دلوقتى  ميشوفكيش امبارح و انتى بتهربى منى كأنى عملت عمله ضدك"
تحدث آدم مشيرا بأصابع الاتهام على ليله التى تنهدت بثقل ناظره له بهدوء.
" خلينا ننسى يا آدم كدا هيبقى احسن، كدا كدا حكايتنا خلاص تقريبا انتهت، و صفحتى هتتقطع من كتاب حياتك، ليه بقا نفضل شايلين من بعض، و انا الصراحه كان من حقى ازعل، بس من نفسى مش منك، لانى استبحت ليك انك تشوف و تلمس حاجه مش من حقك، انا كدا يعتبر بخون الشخص اللى هكمل معاه حياتى، بس كانت غلطه غير مقصوده منى علشان كدا انا نسيت و انت كمان انسى، و علفكره انت اتأخرت على شغلك و هتتكدر انهارده "
انهت ليله حديثها بمرح لينظر آدم فى ساعه يده و هو يومئ لها مغادرا واعدا نفسه بحديث طويل معها فور عودته.
.
.
.
تنهد بثقل فكل ما خطط له لم يستطع فعله بسبب مغادرتها دون أن يراها حتى.
و لكن لما يشغل رأسه بها الان، ألم تكن هى تلك الضيفه الثقيله التى يتمنى ذهابها اليوم قبل الغد؟ اذا ماذا جد؟!
أيعقل انه احبها؟ ام احب جسدها الذى أشعل بداخله رغبه شديده اتجاهها؟ ام انه تعلق بها مثل باقى عائلته؟!
سؤال يليه سؤال يطرح داخل عقله و يشغل رأسه و لا يستطيع إيجاد اى اجابه على اى سؤال منهم.
و لكن هناك شئ اكيد بداخله يخبره انه شعر معها بما لم يشعر به مع اى امرأه أخرى، حتى تلك الذى يقول دائما انها ملكت قلبه، ترى ماذا تخبئ الايام؟!
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
"يتبع💙"

ليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن