Part 2

12.4K 447 26
                                    

.اغرسّوا لكُم فيّ الجنّة غرسًا لا تُذهبه
ريحٌ ، وَ لا تُتلفه شمس..

سُبحان الله ، وَ الحَمد لله
وَ لا إله إلّا الله ، وَ الله أكبَر
.
.
.
.
.
"يا ليله"
صاحت ندى و هى تخرج من المطبخ لتفاجئ بأخيها يحتضن ليله من الخلف بل و يرفعها من على الأرض حتى.
"ايه ده ،آدم انت جيت امتى؟ و لازق فى ليله كدا ليه؟"
"ليله!"
همس آدم أخ ندى و هو ينزل ليله أرضا و ينظر بوجهها زى الملامح الخلابه و الجاذبه للأعين و الانتباه.
افاقت ليله اخيرا من صدمتها مبتعده عن آدم الذى مازال ينظر لها مهروله إلى غرفه ندى بسرعه.
"أنت عملت ايه يخرب عقلك؟ "
صاحت ندى لتخرج والدتها على صوتها لتفاجئ بوجود ابنها أمامها و يبدو عليه التوتر.
"ايه اللى حصل؟"
تسائلت والده ندى لينظر لها ابنها ببعض الخجل و التوتر.
"انا و الله كنت مفكرها ندى لأنها لابسه بيجامتها و فى نفس جسمها تقريبا فإفتكرتها هى، و كالعاده زى ما بحضن ندى من ضهرها عملت كدا المره دى بس مطلعتش ندى و لاقيت ندى واقفه قدامى و بتقول ليله، و انا معدتش فاهم حاجه"
تحدث آدم كالطفل التائه لتنظر له والدته تحاول فهم ما تحدث به لتجد ليله تخرج و هى ترتدى ملابسها و نقابها كذلك.
" معلش يا طنط انا هروح بقا"
" استنى يا ليله الوقت اتأخر، هتمشى ازاى دلوقتى؟ و كمان خالتك عارفه انك بايته معانا انهارده"
" لا معلش، متعوضه يوم تانى"
تحدثت ليله و هى تمسك بحقيبتها مهروله إلى باب المنزل مرتديه حذائها مهروله خارج المنزل نهائيا تاركه الجميع خلفها ينظر الى ظلها الذى اختفى من أمامهم نهائيا.
رنين هاتف ليله كسر الصمت المحيط بالجميع لتشهق ندى بصدمه.
" يا خبر دى نسيت موبايلها"
" يا ماما و الله انا ما كنت اقصد، انا كنت مفكرها ندى و الله"
"خلاص يا آدم انا فاهمه و مستوعبه انك مكنتش تقصد، و متأكده ان ليله كمان مستوعبه حاجه زى دى"
"هى اسمها ليله بجد و لا ده دلع؟"
"يا ابنى انت فى ايه و لا فى ايه؟ و بعدين مش كان المفروض انك تيجى بعد يومين؟ "
صاحت ندى بحنق من أخيها الذى تقدم منها مبتسم و هو يقوم بضرب وجنتها بخفه.
" انتى مفكرانى عيل توتو و لا ايه يا بت؟ و غلاوتك القضيه مخدتش فى ايدى غلوة، مأمورية تاخد من اسبوع ل١٠ ايام، العبد لله خلصها فى ٤ أيام و خلص القضيه"
" وحش الداخليه اياك"
نطقت ندى بإستهزاء ليضربها أخيها على مؤخره عنقها بخفه و هو يبتسم متحدثا.
"عندك مانع"
"لا يا باشا، تسلم ايدك"
تحدثت ندى و هى تتلمس مؤخره عنقها الذى قام أخيها بضربها عليه منذ قليل.
" انتى يا زفته انتى و هو، بتهزروا و احنا منعرفش ليله روحت و لا عملت ايه، و كمان موبايلها هنا"
"اه صح، استنى انا معايا رقم الأرضى بتاعهم، هتصل بيها عليه"
تحدثت ندى و هى تهرول إلى غرفتها لتجلب رقم منزل ليله بينما آدم مازال يقف أمام والدته متحدثا بهدوء.
"ماما هو بابا راجع امتى؟ "
" فيه حاجه و لا ايه؟ "
تسائلت والدته بإستغراب ليبتسم آدم بتوتر متحدثا.
" عايز اكلمه على موضوع ارتباطى بدينا، علشان ناخد ميعاد و يبقى ارتباط رسمى يعنى"
"يادى دينا و سنين دينا السوده، يا ابنى دى متنفعكش، دى مينفعش تكون زوجه و لا ينفع تكون أم، دى مش زينا"
" يا ماما انا مقتنع بيها، هو انتى اللى هتتجوزى و لا انا؟ "
"لا يا آدم، حتى لو كانت آخر واحده فى الدنيا دى كلها مش هقبل بيها، عايزنى بقا مبقاش راضيه روح اتقدملها"
انهت والدته حديثها الغاضب متجهه إلى غرفتها غالقه الباب خلفها بغضب لتخرج ندى و هى تنظر لاخيها بإستغراب.
" ماما مالها؟ "
" مش عايزانى أتقدم لدينا"
" عندها حق الصراحه، و انا مش فاهمه انت معجب بيها على ايه و متعلق بيها كدا ليه؟ تكونش سحرالالك يا ولا؟! "
انهت ندى حديثها مفكره قليلا ليتنهد أخيها بغضب ذاهبا إلى غرفته هو الاخر بينما ندى توجهت إلى الهاتف لتقوم بالاتصال على منزل ليله، و بعد عده محاولات بدون اجابه ها هى ليله تجيب اخيرا.
.
.
.
.
.
خرجت ليله من منزل صديقتها مهروله و هى لا تعلم ما كم المشاعر التى بداخلها الان.
لأول مره يحدث مثل هذا التلامس العميق بينها و بين شخص، ذكر ان صح القول.
هى لطالما كانت معجبه بأخ صديقتها و لكنها لم تبوح بذلك لاى احد، حتى خالتها و التى تعتبر والدتها، أو حتى صديقتها بئر أسرارها.
كانت دائما تستمع لصديقتها و هى تقص أحداثها و أفعالها مع أخيها الأكبر، كانت دائما تريها صورهم المجنونه و تقص عليها مغامراته، كانت تقص عليها ماذا فعل بعمله و كيف تم مكافئه بسبب اجتهاده فى عمله.
كانت تقص عليها كل شئ، حتى تعلقه بفتاه ترفضها هى و والدتها و حتى والدها و لكنه هو مقتنع بها و معجب بها بدرجه كبيره مما احبط عزيمتها و شعرت ان هناك صخره فى صدرها تجعلها عاجزة عن التنفس.
تذكرت امر احتضانه لها من الخلف، و ذقنه الملساء التى لامست وجنتها، و صوته الرنان فى اذنها لتبتسم خلف نقابها حتى قام سائق التاكسي بوقوفه فى عنوانها المحدد لتشكره معطيه اياه الأموال ذاهبه إلى شقتهم فى تلك العماره.
فور ان فتحت باب الشقه و استمعت إلى رنين جرس الهاتف لتغلق الباب سريعا مهروله بإتجاه الهاتف مجيبه و هى تنهج.
"الو"
"ايوه يا ليله، انتى بتنهجى كدا ليه؟"
"لسه داخله الشقه و دخلت جرى علشان ارد على التليفون، انتى متصلتيش على الموبايل ليه؟"
"علشان انتى نسيتيه هنا"
"يا خبر، طيب خلاص مش مشكله ابقى اخده منك بكرا فى الكليه"
"بكرا الجمعه يا ست"
"اه صحيح، طيب هعمل ايه دلوقتى؟ "
" هبقى اجيلك انا بكرا اقعد معاكى شويه، و بالمره تشرحيلى اللى انا مش فهماه"
" خلاص ماشى هستناكى ان شاء الله، و لو خالتو اتصلت قوليلها انى نمت، متجبيش سيره انى روحت، ماشى يا ندى"
" حاضر يا ليله، مع انى مش فاهمه اصلا انتى مشيتى ليه؟ "
" مكنتش هبقى براحتى و اخوكى موجود، معلش، انا هقفل بقا، سلام"
" سلام"
اغلقت ليله الاتصال لتتنهد بثقل، فهى لا تعلم كيف تخبر صديقتها انها معجبه بأخيها لدرجه كبيره، لا تعلم انها فضلت الهروب بدلا من البقاء و مواجهته و إظهار حبها له.
تنهدت ناهضه لتبدل ملابسها متدثره على سريرها و هى تتمدد لتذهب فى سبات عميق و كان بطل أحلامها هو آدم برفقتها.
.
.
.
.
.
"آدم انت نازل؟"
صاحت ندى و هى ترى أخيها يستعد للمغادره.
"ايوه"
"طيب خدنى فى سكتك الهى تنستر"
"لا اركبى تاكسى"
"و الله عيب عليك، عيب على رجولتك، عيب على شموخك، عيب على..."
"خلاص خلاص، يلا يا اخر صبرى"
"حبيبى و الله"
نهصت ندى بسرعه و سعاده و هى تحمل حقيبتها أخذه هاتف ليله مودعه والدتها بصوت عالى مغادره المنزل برفقه أخيها ليصعدا إلى السياره معا.
" انتى رايحه فين؟ "
تسائل آدم و هو ينظر للطريق أمامه بتركيز أثناء القياده.
" رايحه لليله، هديها موبايلها و تشرحلى شويه حاجات واقعه منى، بقولك ما تخلص مشاويرك و تيجى تعدى عليا تاخدنى فى سكتك"
"لا انا هقضى اليوم مع دينا و مش عارف هروح امتى"
تجهمت ملامح ندى و هى تذفر بحنق لتتألم معدتها تريد تلبيه نداء الطبيعه.
"طيب سوق بسرعه الله يخليك لحسن الطبيعه تنادى"
" يخرب بيتك، مدخلتيش فى البيت ليه؟ "
" مكنتش عايزة، مكنتش عايزة"
صاحت ندى و هى تمسك نفسها بينما أخيها زاد من سرعته حتى وصلوا أسفل العماره التى تسكن بها ليله.
فتحت ندى الباب بسرعه مهروله إلى خارجها ليصيح أخيها بها.
" شنطتك يا بت"
" هاتها ورايا فى الدور الرابع"
صاحت ندى و هى تهرول بسرعه ليتنهد أخيها بثقل و غضب ممسكا بحقيبتها نازلا خلفها بسرعه بعد أن أغلق السياره إلكترونيا.
دقت ندى بعنف على باب المنزل الخاص بليله.
"مين؟"
"افتحى يا ليله "
صاحت ندى مجيبه على تساؤل ليله التى تقف خلف الباب.
" طيب دقيقه بس البس"
" مش وقته افتحى بسرعه هعمل ببى على نفسى"
صاحت ندى و هى تدق الباب بعنف بيد بينما اليد الأخرى تمسك معدتها بقوة.
قامت ليله بفتح الباب بسرعه لتقوم ندى بدفعها مهروله إلى المرحاض بينما ليله تنظر لها بصدمه لتبتسم بعدم تصديق و هى تنوى إغلاق الباب و لكن قدم شخص ما جعلتها عاجزه عن فعل ذلك لتنظر بغضب لذلك الشخص الذى فعل مثل تلك الفعله غافله عن بقائها بملابس المنزل و بدون نقابها كذلك.
"انا اسف بس شنطه ندى سابتها فى العربيه و طلعت تجرى"
تحدث آدم و هو يجاهد فى أبعاد انظاره عنها لتومئ له بخفه و قد هدأت ملامحها متناوله الحقيبه من يده بهدوء.
"عن اذنك"
تحدث آدم و هو يلقى نظره اخيره على ملامحها الطفوليه لتهم ليله بغلق الباب بعد التفاته سريعا متنهده بخفه.
" يلهوى على الراحه"
صاحت ندى و هى تتقدم من ليله بإبتسامه مشرقه تدل على راحتها.
"ايه اللى ملحوس وشك كدا؟"
"بعمل بيتزا، يلهوى انا فتحت من غير نقاب و كمان ملحوسه"
صاحت ليله بطفوليه و هى تعبس لتقهقه ندى عليها و على ملامحها العابسه.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
" يتبع💙"
المواعيد اما يوميا او يوم اه و يوم لا على حسب الظروف🙂
دمتم سالمين 💜

ليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن