part 43

1.1K 115 157
                                    

متأخرة أعلم.... 👽~

قراءة ممتعة
__________________________________

كان شيئًا صغيرًا دومًا في رأسي يعبث في أرجاء ذكرياتي ، يثير حنقي لكنّي أنا من قرر عدم الإهتمام به و خلق أعذارٍ لإراحة نفسي من كل ذلك القلق، كنتُ أحاول التعلم في البداية لكني في مرحلة الإصلاح الآن.

الشيء الصغير هذا لم يعد سوى عقبة أتابع التعثر فيها ، في وسعي تخطيها و كأن شيئًا لم يكن و مع هذا تبقى الكلمات أسهل من الفعل فحتى اللحظة لأزال أقف هُنا دون حراك خائفٌ أنتظر الدفعة المنتظرة بدايتي في المشي ستبدأ بمجردِ وصول نتيجة التحاليل التي طلبتها، التعثر الأخير.

لم أعد عاطلاً عن العمل بعد الآن فقد إستعدتُ رخصتي بعد حلّ القضية سلميًا و دفع تعويضٍ للأضرار النفسية و خسارة الوالدين لأبنهُما بسبب الخطأ الطبي الذي لأزال أنكر حدوثه في داخلي.

نهضتُ من مكتبي أفرد ذراعايّ في الهواء، أمدد جسدي فقد تيبس، بدأتُ فعلاً بالعمل لدى أحد معارف أصدقائي بعد أن واجهت القليل من الصعوبة في العودة لمكان عملي السابق، في عيادته الخاصة مرضى يتدافعون في تدفق بطيء ،  قليلون لكن لزم بقائي متيقظٌ دائمًا .

تفقدتُ هاتفي أرى رسالة من والدتي تخبرني بألا أبيت في الخارج أكثر و أعود الليلة " ألم تملّ من لعب هذا الدور لا حاجة لذلك .. "

مرت بالفعل خمسة أشهر منذ رحيل زوجة والدي
و التوأمين ، المياهُ سريعًا عادت لمجاريها فأمي عادت بعدها للمنزل و أبي لم يمنع حدوث ذلك بل كان يتفاعل قليلاً مع الأمر بإيجابية..
أو هذا ما يحاول إظهارهُ لنا، لا يخفي ذلك أني
شعرتُ بالصدمة، لستُ وحدي فحتى عمي ستيف كانت له ردة الفعل ذاتها ، ها هيَ تلعب دور الأم مجددًا، ليس بعد أن تحطم الكثير بيننا..

*

فصل الصيف أوشك على فتح أبوابهِ و إستقبال هذه الأيام من العام، رطوبة ثقيلة و أشعة لاسعة
الفصل الدراسي الذي كاد ينتهي يحيك خيوطه حول عنقه عازمًا على ثرك أثرٍ لا ينسى.

تنهد عميقًا، الأيام تمر ببطء فحتى هو لا يميزها أكان الأمس هو الإثنين؟! أم الثلاثاء؟!
في أي عامٍ هو الآن! كم بلغ من العمر ! نسي حساب هذه الأمور ، كان يكفي أن ينظر لدانيال حتى يميزها و يطرح عدد الأشهر التي تفرق بينهم لمعرفة عمره، و معرفة يوم ميلاده و إدراك كم إزداد طولاً .

أخرج هاتفه و تفقد تاريخ ميلاده ، همس " آه لقد مر بالفعل.. لم أميز ذلك ".

لم يعر الأمر أي إهتمام في العادة لكنهُ فقط إفتقد ذاك الشعور الذي يطفي في يومه و يبدد سكون الهواء من حوله ، أغلق الهاتف حين مر أحد الزملاء من صفه يسأله بفضول " ظننتُك عدت للمنزل، لم أعهدك تبقى خارج المنزل طويلاً ليس بمثل هذا الجو الحار ".

♧ تحت سماء واحدة ♣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن