" يخلق من الشبه أربعين ! "
مثل شعبي يتم ترديده بين العامه ... فور رؤيتهم لـ حالة الشبه متوسط النسبة ، إذا كان صحيحاً فما وجب عليها سوى إختراع مثلٌ آخر يردده الناس في مثل هذه الحال ..رؤيتها للنظرات المماثلة ، تلك الشعلة منعدمة الحرارة في عينيه ، و لشدة قوتها تكاد تطغى على سائر الجسد دون عائق ..
قوست شفتيها بإحباط لتنظر نحو سيدتها بقلق ، إنتظرت بضع لحظات لعلها تتحدث .. و ليس و كأن ذلك وارد ! ، و ما إن بلغ عدد الثوان في انتظارها حد النسيان .. قررت فتح فمها و الإستفسار عما يحدث قائلة ..
" سيدتي .. أحان وقت الحديث ؟! ... "توقفت المعنية عن تحريك ملعقتها في كأس الشاي لترمقها بجمود ، أجابت بهمس ..
" لستُ على عجل ! .. لنشرب الشاي أولاً "نظرت للفتى حين تحمحم قاصداً لفت إنتباهها
، أمعن والتر النظر بها ليقول ..
" أنا كذلك ! .. ربما تعانين الزهايمر في سنكِ هذا ، لذا دعيني أساعدكِ على التذكر ، والدي سيأتي عما قريب ! و الساعة بلغت الحادية بالفعل أي .. "طرفت المعنية ببصرها متعجبة فهل ينتظر منها أكمال جملته ؟! ، نظرت نحو مدبرة المنزل بحيرة لتعبر دوري عن عدم قدرتها على فهم مقصده بإيماءة نافية ، عاد نظر السيدة نحو والتر لتراه جامداً على حاله ! ..
أطبقت شفتيها بقوة كرد فعلاً لعدم فهمه .. تنهد والتر بقلة حيلة ليكمل جملته متذمراً ..
" أي فوتُ موعد نومي ! .. "
- " و ماذا في ذلك ؟! .. أنت في مرحلة السهر
و العبث ألستُ مخطئة ؟! "
- " ألم يسبق لكِ رؤية مراهق ملتزم بمواعيد نومه ؟! .. ألا يمكنكِ تفهم مخاطر السهر ؟! "وضعت السيدة كأسها جانباً لتدفع بجسدها للأمام قائلة بتعجرف ..
" لا ، لا يمكنني ذلك .. "تفهم والتر ذلك بهدوء ، تقدم هو الآخر بجسده
للأمام ليقول بنبرة جادة تخالف سابقتها ...
" لـ نقل أنني مراهق ، يُكثر السهر .. يعبث و لا يحضى بالراحة ليعوض بالطاقة لتنفيذ أعماله
اليومية ، تخيلي معي فقط ! .. لن يكون بمقدوري تنظيف منزلي ، تكدس الطعام
تعفنه ! و بالتالي يهمل دراسته العلمية ، يفشل فيها مستقبلاً و يصبح مشرداً ثم إرهابياً و ينتهي أمره بالموت شنقاً أو غدراً ... "رأى الصدمة على وجهها ليبتسم إبتسامة جانبية
يختم بها حديثه قائلاً ...
" إفسادكِ لموعد نومي هو حرفياً كـ قتلي .. "أطلقت المسنة ضحكة عالية أذهلت مدبرة المنزل فـ لم يعد بمقدورها إستيعاب تقلباتها المزاجية ،
قبل دقائق معدودة كان مصرة على عنادها ، ثم غاضبة .. لتغدو مستمتعة بما يحدث !!راقب الداكن نوبة الضحك تلك حتى أنطفأت ليسود الصمت فجأة ، رأها تبتسم و تشير بيدها
إليه ليقترب و يجلس بالمقعد المجاور .
أنت تقرأ
♧ تحت سماء واحدة ♣
Randomافكر بك اين ما كنت ، و نحن نصلي راغبين ان تنتهي احزاننا و تمتزج قلوبنا من جديد و الان... سأتقدم للامام لتحقيق هذه الرغبة. من يعلم ؟! بدأ رحلة جديدة قد لا تكون بتلك الصعوبة !!... او ربما تكون قد بدأت بالفعل ! هناك الكثير من العوالم الا انها تشترك...