part 31

2.9K 234 102
                                    


أطلق تنهيدته بخفةٍ يعلن عن فرحته لإنتهاء الامر دون حاجة تُذكر لأحتكاكه بالفتيه بكثرة ،
عدا أن أمرًا ظل يعبث بذهنه طويلاً ، لم يكن سوى مظهر المراهق الجامد جوار المَخرّج .. 

لم يكن من الصعب على الجميع ملاحظة مدى الاحتقار في نظرة والتر الباردة ، لم يكد فكتور
يجزم بكون نظراته عليه هو !  .. بدأت مخترقة لجسده و تتعدى الواقع لما خلفه ليصير هو أقرب للحثالة امام تلك الأعين !! غبارٌ يلوث ناظريه  .

دَنى رأسه للأسفل في محاولةً منه للتغاضي عن مدى الوقاحة في نظراته، أقترب من دانيال بعد أن انتهاء من إعادة اغراضه لمكانها قائلاً
" أخبرني كيف هي الامور لديكم ؟!  .. "
حدق الفتى به مرتابًا للحظة ، للسبب ذاته
المُقلق لراحة فكتور ، طريقة والتر في التحديق في الأكبر منه رُغم أنه اللقاء الثاني لهم ، بل الأول بالنسبة لهم .

أنتابه الشك للحظة  ..  و بالتحديد في كون
الطبيب يتصرف بطريقة إعتيادية امام تصرف قريبه الغير لائق ! و عند التفكير بمدى صعوبة فهم نظرة والتر للمجتمع ، فمرةً يكون بها داهية
و مرةً أكثر من غير مقبول أضطرب قليلاً إلا انه تحدث مجيبًا
" بخير ، أشكركَ على مساعدتك لويليام و على إعتنائك بنا . "

أبتسم فكتور و بدأ مزاجه بالاعتدال أخيرًا ، ربّت
على رأس دانيال مما أزعج الفتى قليلاً  ..
كان قد تربى على قبول مثل هذه التصرفات من أسرته بموجب كونها محبةً فائقة يعجز المرء عن وصفها ، أما عن غريبًا يتواجد في حياته للمرة الأولى كان محرجًا و غير مريحًا البته . 

تحرك الأكبر مغادرًا بعد أن شعر بمدى غرابة الموقف و كم كان فاشلاً في التقرب منهم .

و قبيل مغادرته للحجرة تذكر ملاحظة توجب عليه طرحها عليهم ، أستدار متجنبًا والتر نحو
دانيال و مايا ليتحدث بوّد
" لدي عمل،  سأغيب عنكم دقائق فقط ثم أعود برفقة ويليام ، لا تغادرا المكان حسنًا .. "

هز الاثنان رأسهما إيجابًا ، تحرك فكتور للمخرّج
بنظرة خاطفة مشمئزة من الفتى الواقف لجواره
و مع غيابه ..  تحدثت مايا وقتها معاتبةً والتر
" أتفهم كم أنتَ فظّ ، لكن بحقك هذه المرة تخطّيت حدودك ! لمَ فعلت ذلك ؟! . "

نظر المعني إليها بتفاجؤ ..
أدار بصره بعيدًا عنها متجاهلاً تساؤل الفتاة ، شدّت مايا أكمام قميصها
لترفعها قليلاً ، أقتربت منه أكثر و بيده وكزت جبينه بقوة أدت إلى إنتفاضه مندهشًا لا متألمًا ، جلب كامل إنتباهه إليها لتكمل حديثها السابق بصوتٍ أشد قسوة
" لمَ فعلتها ؟! ، و لا تفكر بتجاهلي لن أكتفي بوكزك في المرة القادمة "

تحدث ساخرًا
" لدي فضولاً لأعرف ما باستطاعتكِ فعله "
هنا إنشقت شفتاها بشدة لترسم لوحة مكر أعتاد
والتر أن يراها في ليام عادةً ، بمقدوره نُكران تلك التخيلات الغير لائقة منه بنسيان الرابط بينها و الاشقر المشاكس  ..

♧ تحت سماء واحدة ♣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن