♧ تحت سماء واحدة ♣

part 5

انعكست انارة الطريق تحاكي مزاج قاطني
تلك السيارة القاتمة كعثمة الليل تماماً ..

"ظلام و نور يليه ظلام ثم النور"

حملت تلك الانوار المتفاوته بسرعتها جمالاً لا يضاهى .. عدا هذا لم تكن تلك الاعين تنظر اليها.. مهما حاولت جذب انتباههم
هم فقط لم يسحروا بها..لشدة غشاوة السواد
حول قلوبهم..

ميلون وضع جل تركيزه على القيادة اما ستيف
فهو راقبه بصمت و انزعاج و في الخلف..
كان الصغير داني يحتضن قدميه لصدرة
بينما يدفن رأسه لعله يختفي و يعود لمنزله
كان الامر مخيفاً بالنسبة له..

ينام في منزله ليستيقظ و يرى نفسه ..بعيداً
عن عائلته ، اصدر شهقات خافته آلمت ستيف
بشدة ..همس " ميل الا نستطيع التراجع عن
هذا.. سيقبل والدي بالامر " لم يجبه المعني
بل اقر في داخله رفضاً شديد..

فالامر لم يعد في حضانته لدانيال و انما صحته و مستقبله ، نظر لنعكاس الصغير البأس على مرآته ليعود بصره لطريق.. ليبدي عدم الاهتمام..
بكل جوارحه..

ليس انه لا يهتم بل لا يستطيع التصرف مع
هذا النوع من الاطفال " لم يتبقى الكثير "
اطلق ميل اجابته بعد تفكير عميق لتتجعد
ملامح الاخر بعبوس شديد فحديثه هذا جعل شهقات داني ترتفع اكثر..!!

نظر الداكن نحو ميلون لينطق بستياء " لا استطيع تحمل هذا ميل لنعيده لاسرته.. هو " لم يكد
ينهي حديثه فقد قاطعة ميل بصرامة تعبر
عن رفضه القاطع " هذا لن يحدث والدنا كان
واضحاً ستيف لذا اصمت فقط "

كان الصغير يراقب بختلاس و بعض الامل يتجدد في داخله ما ان استمع لكلمة ..نعيده !
لكن كل شيئاً تحطم برفض والده.. اخفض رأسه ليدفنه بين ذراعيه ليعود للبكاء بمرارة

اشاح ستيف بصره للخارج يراقب الطريق بوهن
هو يمتلك ذلك الجانب الضعيف تجاه الاطفال
عكس ميلون ..الذي يتصرف ببرود تجاه ابنائه
الا انه لا يلؤمه كشخصاً عاش في ظروفه تلك...فهذا وارد..

****************

**بعد نصف ساعة **

توقفت السيارة بداخل منزل اسرة ماديسون..
ليترجل ذو المشاعر الباردة مديراً بنظره نحو ابنه الساكن في الخلف

كان اشبه بجرواً صغير في نظره تنهد ليتجه للخلف راغباً بتخفيف عنه و اخده لداخل ليرتاح قليلاً ..فهو مريضاً في النهاية و هذه الرحلة ارهقته بالتاكيد .

فتح بابه لينطق ببرود " هيا تحرك " انتفض
دانيال و شهقه فزعه تصدر منه.. تجمعت
الدموع في عينيه بينما يحاول تفادي النظر
لوالده...