part 50

1.9K 90 100
                                    


أي خطأ املائي اعطوني ملاحظة لأجل تعديله.
و 🙂 ....

Enjoy !

__________________________________________

أخذت يداه تنساب للأسفل بهدوء يحاول بتركيزٍ خلق صورةً نمطية في محاولته الأولى ، لا يتوقع الكثير عدا أنه يفترضها سهلةً .. إن ركز وحسب في تحرك يده و منعها من الإرتجاف لتصبح الصورةُ واضحة ، لكنها أبت ذلك بالكامل و تابعت تشوهها حتى ما عاد يمكن تميزها ماهية هذا الشكل.

-" أنت فعلاً عديم الموهبة ".

رفع ناظريه يحدق بالرجل الواقف بجواره يراقب عمله العشوائي بنظرةً خائبة ، يعيّ ذلك هو فاشل في إبقائها كتلةٌ واحدة ، ترك عجين التشكيل جانباً يلتقط منديلاً و يمسح يديه بها هامساً " أرى ذلك .. ".

ربت الأكبر على كتفه مشجعاً إياه " دعك من العمل الحرفي ، قد أجدّ وظيفة في المستودع سأطلبك حال تأكدي من كونها شاغرة ".

نظر إليه في صمت ، تلك الجملة المعتادة ، نوع من الإشارات لصرفه من المكان بمراعاةٍ عالية ، يقدرها حقاً ، شكره بهدوء ثم مشى يغادر الورشة يختلس النظر إلى إنعكاسه على الزجاج بغرابة ، الملابس التي يرتديها غالية و مريحة رغم فقره الشديد ، ليس معتادًا عليها.

ترك ذلك السيد الأموال و الأغراض شهرياً لدى صديق والدته ، بغرض تلبية حاجياته .. لكنه أعرض عن أخذها ، أما الملابس فكانت ترمى في الزاوية لأسابيع ، حتى أدرك جريمته المريعة ، ما ذنب أزهار القطن أن تقطف و تحاك حتى ترمى هكذا .

سار في الطريق وحيداً ، يقلب مذكرةً صغيرة أخرجها
من جيبه ، محاولاته لإيجاد وظيفة باتت بالفشل " لم يتبقى الكثير " أغمض عينيه يفكر بالخطوة الثالية ، لا يمتلك مهارة معينة و بنيته لا تجعله مرغوباً في الوظائف البسيطة ، لا شهادة ، لا خبرة !.

-" لم يتبقى الكثير على ماذا ؟! ".
قالت بخفة توكزه في خاصرته بلطف حتى تجذب إنتباهه ، ثم أضافت " ماذا تفعل في السوق ؟! ".

أخفى المذكرة في جيبه الخلفي " مجرد بحث ، أنتهيت بالفعل .. ".

-" إذاً لنذهب لمنزلك ! لديّ وقتٌ قبل موعد العودة "
قالتها بحماس ، ألم تيأس ..  أترغب بزيارةِ منزله الرث لهذهِ الدرجة ؟ وضع يده أسفل فكه يفكر بالمتاعب الكثيرة أن رأت حال المنزل ... ، ينظفه بحرص رغم قلة الأدوات ، نصف الأغراض مفقودة و الكهرباء مقطوعه بالفعل ! ، لا يمكنه حتى الإفلات منها ككل مرة فـ لن يسهل الإختفاء في النهار.

رمقها ببرود ، هيَ فضولية للغاية بشأنه و لن تتجاهل الوضع المادي لديه ، ستسأل كثيراً و سينتهي به الأمر ببذل مجهودٍ كبير في إقناعها بأعذارٍ غير محترفه.

-" لنذهب لمنزلي .. ".

تفاجأت من جوابه ! في العادة كان ليتجاهل طلبها و ستبدأ برمي وابلاً من الإصرار عليه ، آمالت رأسها جانباً تتسائل سبب إستسلامه سريعاً ثم تبعته بحماس ، تسأله كثيراً عن أمورٍ متعددة لا تعنيها .. فمها الصغير لا يتوقف عن الحديث لثانيةٍ واحدة و كم كان ممتناً لهذا ، ظل يقودها في طريقٍ عشوائي حول البلدة يعبر الحدائق بين الأراجيح ثم لباعة متجولين يخترق سوقاً آخر لينتهي في حافة المدينة.

♧ تحت سماء واحدة ♣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن