part 29

3.1K 241 153
                                    

ها قد اشرق صباح اليوم التالي ، يبدد تلك الاحاسيس المبعثرة للكيان ، بعد ليلة كانت الاغرب في حياة رايان  ..
، لم يعلم بعد كيف تبخر الغضب عنه ! غضب كان يدخره كثيراً لمثل تلك الليلة . 
لسببٍ ما كان جزءًا منه يتقبل فكرة تواجد ميل حوله ، دون التفكير به كوالده ، عدا ان الأفكار حول ما سيحدث بعد هذا اللقاء لازالت تشنُ حروبها في رأسه . 

كان ثلاثتهم على إستعداد للمغادرة بعد أن
إستعاد رايان القليل من الإستقرار الصحي ،
لم يقتنع ميل بكونه بخير و تلك الاعراض عليه ، تشبه لحداً ما أعراض آديلين  ..
من السهل إلتقاط العدوى و هذا ما خطر على بال ميل حينها ، ..
صعد سيارته بعد ركوب الاثنان خلفه ليتحدث دانيال اولاً
" إلى المشفى صحيح ؟!"
ادار ميل مفتاح سيارته معيداً ذاك النبض لمحركها ، تمهل قليلاً ثم أجاب بغموض 
" كلا ، سنتجه للمنزل .. "
تفاجئ الاثنان لسماعها هذا الجواب !

كلا التوأمين شعرا برهبة الاخر مما قيل تواً !
، لم يكن الخوف قد تمكن من رايان كما هو الحال لذا البندقي ، بل كانت دهشة خالصة .. 
ألم يكونا ذاهبين إلى حيث ترقد والدتهما ؟!
لمآ تغير الأمر فجأه ! ،
حين إستدار رايان ليقابل أخاه و يعبر عن غيظه رأى تعابير القلق عليه فأدرك أن ما حدث هو تغير في تفكير والدهما ليس إلا .. 

تحدث حينها ميل ليلفت نظر التوأمان نحوه
" طلبت من عمك أخد آديلين للمنزل .. 
بكل حال عليها تلقي علاج لفترة أطول و بقائها في المنزل أفضل للجميع "
، لم يتفوه داني بشيء ، ظل يرمق انعكاس والده ببعض الارتياب ، لا مشكلة حقاً بنقلها لمنزلهم لكن ماذا عن زوجته الحالية .. 
يستحيل قبولها بذلك و قد تؤذيهما !

شعر داني بأنامل دافئه تلامس راحة يده لينظر لأخيه بتردد ، تنفس بعمق ثم عاد لينظر لنعكاس ميل و بحزم قال
" أبي لآ مشكلة لدي لكن أنسيت ! ،خالتي لن تتقبل الامر "

صمت قليلاً و تلك الكلمات تتعارك فيه ، أكمل
" ان تأخذ والدتنا لحيث تسكن هي، لا اوافقك "
ما إن قال ذلك حتى تدارك رايان ما هم مقدمون عليه ، نظر للأمام و بنبرة تحذيريه قال
" لست من سيحدد أين ستبقى والدتنا  ..
نحن باقون في المشفى حتى تتحسن  "

" أولوياتي هي صحتكما .. ليتانيا غادرت صباحاً لمنزل والديها ، لن يزعج والدتكما شيء  "
خرج صوت رايان بكرهيه هامساً  ..
-" تتصرف كما لو أنك تهتم ! مزعج "

تنهد دانيال بحزن كبير لشعوره بكمية الألم
في صوت توأمه ، إقترب منه أكثر ثم قال بلطف
" أن كان ذلك صحيح ، لنعتبرها فرصة لقضاء وقتاً جميلاً معاً راي ، اعدك سيمر كل شيء على خير ما يرام  .. الجميع هناك لطيفون "
كان من الصعب عليه تصديق ذلك ، لا شيء يدل على الخير !
ثم فجاه تذكر الاشقر امراً مهماً ..
" لحظه يوجد مكاناً علينا زيارته اولاً "

صمت للحظة يرتب بها افكاره المشؤومة ، بين أمواجها  .. بين تعاسة و تعاسة أشد ، أمعن النظر في انعكاس والده على المرآة الامامية مرادفاً ...
" يوجد مشفى للطوارئ شرق المنطقة ، جارنا والد مايا هناك كذلك جدي  "
-" والد مايا ! "
قالها داني في حيرة و سرعان ما تحولت لقلق .. وضع يده على كتف اخيه حال ما ألتمس الإضطراب في ملامحه ، تحدث بهدوءٍ مصتنع :
" راي ، أحدث امر سيء  ؟!  "
-" نعم حدث ، جدي تعرض لحادث إثناء ذهابه لأحضار طبيب .. "
كانت تلك النهاية لـ هدوء دانيال و صمت ميل الذي طال أكثر من اللازم ،  مظهر الإثنان و الخوف في أعينهم أضطره لذلك ، هو فقظ أضطر لأختلاق وضعاً متماسك لـ نفسيتهما لوقتاً اطول  ..
" لي علمٌ مسبق .. و تدبرت امر جدكما بالفعل .. لم يعد هناك شيء يدعو للخوف "

♧ تحت سماء واحدة ♣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن