مرت عدة سنوات اجريت بها العملية لدانيال
و قد حرص والده على ترك وليام متفرغاً طوال
تلك المدة للاعتناء به حتى يشفى تماماًكان شهر الخريف في منتصفه و قريباً سيعود
الغطى الابيض ليخفي تلك الخضرة الجميلة ابتسم بخفه يحدق بذلك الصغير من خارج
النافذة.. في كل مرة يراه يتذكر توأمه رايان
شعره الاشقر و ملامحه الشبيه بملامح والده
" ترى كيف انت اخي ؟! " همس ليطلق
تنهيدة عميقه من صدرهانتبه لطرق باب غرفته لينطق بملل " تفضل "
راقب ضيفه بصمت لينطق بستياء طفيف " الا تستطيع تغير هذه الملامح والتر ؟! "تقدم المعني ليقف جانبه .. بينما يتفقد ساعة يده ليهمس له " دان لا استطيع تغيرها.. و هيا والدي سيقوم بشنقي اذا ما تأخرنا اكثر!! "اومأ دانيال ليهم بحمل حقيبته " لا شك انك
خائفاً منه لتستيقظ باكراً هكذا " حملت كلماته
كل معاني السخرية الا ان والتر ليس بغبي ليستجيب لها.. هو ابتسم بغموض ليتابع طريقه
اخد دانيال لحظاتاً ليتبعه بدهشة..لم يكد يغادر حجرته ليشعر بأحدهم يشده من
الخلف ، التف رأسه قليلاً ليرى ليام يقف مستنداً
على ركبتيه لاهثاً بينما يتحدث " لقد وعدتني
لا يمكنك الذهاب الان!! " قهقه دانيال بخفه
لينخفض اليه.. اخد يعبث بشعره بخفه بينما
يبرر لنفسه عذراً " اعتذر ليام.. لدي دواماً
اليوم اعدك فور عودتنا سأذهب معك "تنهد ليام بخفه لينطق بهمس " لكنني لن اتفرغ حينها والدتي ستجبرني على اكمال واجبي المدرسي.. لن نجد فرصة اخرى دان " اخد ليام
يشد يد دانيال و قد اعتلى وجهه عبوساً طفولي
ليتنهد دانيال مجيباً " اعدك.. فور عودتي صغيري عمي سيغضب ان تأخرت " اومأ الصغير نافياً ليعبس دانيال قائلاً " سأحضر لك الحلوى "و هنا وحد نفسه تحرر من قبضته ليبتعد ليام
قائلاً " اريدها بالشوكولا.. " حدق دانيال به
ليبتسم بستسلام " لا أمل منه " ..استدار يتابع سيره للخارج ليجد عمه ستيف يحدق بساعته بنزعاج ..اقترب منه لينطق برتباك " اعتذر عمي.. لم اقصد ان اؤاخرك
هكذا " تلاشى الغضب من وجه ستيف ليحدق
بملامح دانيال اللطيفه..ادار نظره للجالس بجانب مقعده تلك الملامح الكئيبه و الناعسة!!.. " لما يحدث هذا معي "
ارتفعت يده لتمسح وجهه بأحباط ، قهقه دانيال
بخفه لملامح والتر الفارغة و التي تحدق بوالده
بملل ، صعد دانيال في الخلف ليركب ستيف
قائلاً " سأوصلكما للمدرسة.. و بعدها سيأتي السائق لاخدكما ..حسناً " اومأ الصغيران بصمتاخد دانيال يراقب المدينة من زجاج النافذة
" ترى هل التحقت بها ايضاً راي " همس في داخله
بستياء لطالما اراد الذهاب برفقته ..كان حلماً
لكنه تلاشى كما تلاشت بعض الذكريات له عن مدينته.. بالكاد يستطيع تذكر ملامح توأمه جيداً ..هو يخشى ان يأتي ذلك اليوم الذي
يفقد به ذكراه.. كما لم يعد رايان يتذكره .
أنت تقرأ
♧ تحت سماء واحدة ♣
Randomافكر بك اين ما كنت ، و نحن نصلي راغبين ان تنتهي احزاننا و تمتزج قلوبنا من جديد و الان... سأتقدم للامام لتحقيق هذه الرغبة. من يعلم ؟! بدأ رحلة جديدة قد لا تكون بتلك الصعوبة !!... او ربما تكون قد بدأت بالفعل ! هناك الكثير من العوالم الا انها تشترك...