part 12

3K 260 138
                                    


ازاح الستائر عن نوافذ الحجرة سامحاً لتلك
الاشعة الحارقه بالانسياب لداخل ، لم تحميه زجاج نافذته بل على العكس هو رحب بها بكل حب يدعوها لتملئ الحجرة بدفئها و صحوتها اعتلت ملامحه ابتسامة عذبه و نظرات حائره
تجاه الصيبة في الاسفل .

ظلت حدقتاه تطاردهم بحنان يهمس في داخله امنية ليوماً سعيد ، يكفي ما بهم و آخر ما يحتاجه الصغار هو التعاسة في هذا العمر ، يكفيه ماضية الوعر بأخطاء لا تقاس في ذلك السن ! ، تلاشت ابتسامته و كلمات والده تطبع على ناظريه تشوش بصيرته للواقع ،اما كان عليه ان يفتح قلبه اخيراً له ، ليس و كأن والده لا يحبه !

هو يعلم في صميمه ان والده يحمل قلباً عطوفاً
مهما بدا عليه الا انه حائر ! و ربما سبب بروده معه هو انه تخطى السن المطلوب لذلك الحنان ربما كان تصرفه اللطيف تجاه شقيقته لمجرد كونها فتاة! ربما ! و لما لا ؟!..

انتشل ذهنه من شروده حين التقطت أذانه اسمه المنطلق من شفتي جده.. يرتد في ارجاء الحجرة ليستقر نبضاً بسيطاً منه في داخله و و لولاه
لربما استمر في شروده و افكاره الحائره .

لم يكن بمزاجاً جيد للحديث لذا قرر انهاء الامر
على عجل و المغادرة ليبدأ عمله ، تقدم لجده ليحضر حقنته اليوميه ، بيده اليمنى احكم انامله على المحقن بينما قبض بالاخرى معصم جده يدخل المكبس من خلال موصل السيروم
في معصمة.

انتابته وغزه حادة في معصمه ليعقد جبينه
بخفه رمق حفيده برتياب قائلاً " لما مزاجك
هكذا هل هناك خطب ؟!" كان قد لاحظ مزاج حفيدة العكر من خلال تلك الدفعه القاسية لمحلول المحقن فعادة حفيده هي اللطف في
هذه الاشياء !، لم يجبه وليام بل اكمل توصيل
المحلول ليده بصمت..

ارخى جسده على المقعد الجانبي لسرير جده ليهمس" لا تشغل بالك جدي"ظل ماديسون يراقبه بصمت و حزن شديد يعلم تماماً الضغوط الناجمة من سفر ميلون و ستيف و ترك كل شي على عاتقه
لكن ما يزعجه انه اصتنع الامر امامه ! الا يثق به ؟!.

تخلخلت انامل من امامه تختفي غارقة في سواد تلك الخصلات الناعمة و بنظرات منزعجه اكمل مفرجاً عن ما يؤرقه فلا سبيل لمعارضة نظرات جده تلك " لقد تشاجرت معها ".

علم المعني مقصده ! فمن غيرها تتعمد ازعاج حفيده لأبسط شي ، عقد حاجبيه بغضباً عارم
فيما تابع وليام حديثه " هي ترغب برتباطي
بأحداهن "لم يكد ينهي حديثه حينما شعر بيد جده تلامس كفه قائلاً "و انت؟! هل ترغب بها؟! "

لم يملك المعني سوى العبوس جواباً هو فعلاً لا يرغب بالزواج الان ! على الاقل ليس كما حدث لوالده.. ، نعم ليس مجدداً لن يربط نفسه
في عقداً لا مشاعر به..

♧ تحت سماء واحدة ♣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن