♧ تحت سماء واحدة ♣

part 32

مرت الأيام الاولى تمامًا كنسمة هواء شديد البرودة ، كُلٌ مُكبل بقيودًا خفية لا يمكن ملاحظتها ، دون الأحساس بتواجدها  .

في اليوم الخامس لتواجده التوأمان معًا في منزل والدهما ، حدثٌ جديد أطل عليهما ، كان ذلك في لحظة دخول ميل على الاسرة برفقة مرأة تكبره بالسن الكثير أجنبية الجنسية ، لم يكن أحدٌ قادرًا على فهم مغزى هذا اللقاء . 

تقدّم ميل إليهم مُشيرًا للمرأة ثم رادف بجدية
" ستكون مُدبرة المنزل من الآن وصاعدًا  .. "

تفاجئ ويليام قليلاً فيما أبدى ستيف أعجابه
على حركته هذه ، و وسط ذلك كان للفتيه رأيٌ مُختلف لم يكن رفضًا أو قبولاً  .. حياديًا تمامًا بعيدًا عن أي عنصرية كان الوضع مكروهًا لدى والتر و غير مرغوبًا لدانيال  .

تحدثت أليزا بلطفًا للمرأة و تشوشٍ واضح عليها
" أهلاً بكِ معنا خالتي ، أتمنى ألا نصير عباءًا عليك أو مصدر إرهاق " .

هزت المعنية رأسها ثم أجابتها بهدوءًا مألوف
" سررتُ أكثر ، لطالما أردت لقائكم جميعًا ..  "

تعجبت الشابة من قولها لذلك إلا أنها لم تلقي بالاً كبيرًا لهذا ، أخذت تقدم الجميع إليها فردًا فردًا تنشر بذلك طاقة إيجابية تسبق خيبة أمل المرأة فيهم لعله يواسيها لاحقًا و لو قليلاً   .

ما أن انتهت حتى بدأت المرأة بتقديم نفسها
" أسمي بيّلا أسترد ، لطالما قيل عنه صعب النطق لذا يمكن لمن يواجه صعوبة أن يستخدم أختصار بيّلا ، سعيدة بالعمل معكم " .

أومأت الشابة و كذلك ويليام فيما عبر ستيف عن تساؤلاتٍ كثيرة تدور في رأسه خلال تعابيره ، أما والتر فحال إنتهائها من الحديث أخذ نفسه عائدًا لحجرته و هنا تبعه دانيال لتبقى الساحة خالية من تواجد المتاعب العظمى . 

تحدث ميل فجاةً ليلفت نظر البقية اليه مُرادفًا
دون مبالاةً تذكر تجاه ردود افعالهم
" سيأتي عدة مواظفين لدعم الانسة في تدبير شؤون المنزل ، يمكن لها مباشرة عملها اليوم " .

كان هذا أخر ما خرج من فمه قبل أن يُغلق
و يغادر المكان تاركًا ثلاثتهم في حيرة ،  تبادل ويليام النظرات مع شقيقته بقلق عدا ستيف
و الذي تحرك مُتبعًا ميل كذلك مُرادفًا
" لما لا تأخذيها في جولة أليزا و أنت ويل و أنا
سأذهب لمناقشة السيد ميل قليلاً  .. " .
تنهدت الشابة بستياء لتباشر بالامر دون ناقشه
فحقًا كان ذلك الافضل  .

*

سعلّ بخفه شديدة تتناقض مع تقلص ملامحه كدليلاً على بالغ ألمه ، تنفس بعمق ليعود بتركيزه لحديث مايا المُنهمك في تفاصيلاً عجز هو عن تداركها  .