part 23

3.6K 271 259
                                    




أغمض عيناه الباهته ببطء يرخي جسده لمسند السرير ، أغلق ما في يده مديراً بصره ناحية نافذة حجرته .. زفيراً عميقاً مثقلاً بالألم أطلقه لعله يزيح ما يسلب حياته دفئها ، لم يكن ألمه يندرج في الآم الجسد بل كان أعظم من هذا ! كان ألماً نفسياً .. يخترق روحه الطاعنة بالسن ..

أسباباً كثيرة تجوب حياته .. حياة تشتت كثيراً بتباهي مالكها ! ظن أنه قادراً على جعل الأمور تصل ليابسة الصواب دون أي خسائر .. فصادف أن كل شيء تحطم فجأة .. !

مئة سؤال و ألف جواب ... لم يكن بإستطاعته تدبر نفسه حقاً .. خُدع بغروره حتى ضاع في مستنقع أخطاءه .. دون أملاً يرشده أو حبلاً يشده لعل جسده يفلت ولو قليلاً !

دقائق معدودة تفصله عن عودة أولاده ، ليس
و كأن بإستطاعته النهوض أو الترحيب بهم .. كذلك ليس بإستطاعته إظهار و لو القليل من أحاسيسه سيلقى الرفض من إبنه ميل .. و نفوراً من إبنه الآخر ستيف ، لم يكن بإمكانه ممارسة واجباته كأباً سوى لأحفاده ..

صغار ! .. لكن لمسة واحده منهم تشفي نذوبه ! و مع ذكر أحفاده لمح صورة على طاولة حجرته .. صورة إحتضنت عائلته بحب ، أغمض عينيه يهمس بنبرة توحي بندماً أذاقه من الألم ما لا يوصف ..
" أتمنى أن يكون بخير ، الجو بارداً الليلة .. "

في مكانٍ آخر من المنزل .. ، كان فيكتور يستمع لشكوى ليتانيا و تذمراتها و التي تكرر بها كل مرة إسم ويليام ! كان غاضباً و الإنزعاج لا يمكن إنكاره هو فعلاً يمقت ما يحدث معه ، و كل ذلك بسبب علاقته بويليام !

تنهد بإحباط ثم قال موجهاً حديثه لها ..
" و ما المطلوب ؟! لا أملك خنجراً على عنقه .. كيف أساعدك إذا كانت والدته عاجزة على إقناعه "

رمقته بحدة مستنكرة صوته الصارخ بوجهها ! وضعت إحدى قدميها على الأخرى لتحدق بالماثل أمامها بتعالي .. فمن يظن نفسه ليعارض أفكارها ؟ إبتسمت بخبث قائلة ..
" تجيد دورك حقاً ! لكن لا تنسى فضلي و فضل ويليام عليك .. أنت مديناً لكلينا عزيزي "

" صحيح مديناً له .. لذا إعتنيت بجده ، لكن لك
أظن قد قمت بواجبي .. لا يمكن لي الإستمرار في هذا ! مهنتي توضع على المحك بسبب هذه الحماقة "
لم يشهد لها أي إهتزاز .. ظلت شامخة أمامه دون تزعزع ! فهي حقاً غير مهتمة بأمر المهنة أو القانون في النهاية هي قامت برشوة شخصاً يضمن تطبيق مرادها بكل حذافيرة ..

إبتسمت ثم قالت بهدوء ..
" فقط إذهب إليه و قم بما أخبرتك به إذا أردت البقاء بمهنتك و أخذ مكافئتك .. "
لم يملك الشاب فرصة للرفض ! هي تستطيع فصله من عمله بوقتٍ قياسي .. كما أن حاجته للمال تفرض نفسها بقوة ! لذا وجد نفسه خاضعاً لها ببساطة !

نهض من على كرسيه قائلاً و بحدة ..
" لك ذلك سأذهب إليه و أحادثه في الغد ، لكن .. مهما حدث بعد ذلك لا شأن لي .. و ليكن هذا آخر عمل أقوم به لصالحك و لصالح عائلتك "

♧ تحت سماء واحدة ♣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن