part 27

3.6K 248 223
                                    


لوقتٍ طويل ظل رايان في المنزل ينتظر عودة
أحدهم لإخباره بشكلٍ ما عن والدته ..
كان صعباً عليه إيجاد وسيلة نقله للمشفى
حيث يمكث جده و والد مايا ..
و رغم إقتراح أحد جيرانه الأمر ظل حائراً في
ذهابه و إنتظار ما إذ كانت والدته ستعود في
غيابه برفقة مايا ! .. شعر بالغثيان من بقائه مسترخياً في المنزل ..

إرتدى معطفاً و أتخذ عتبة المنزل مكاناً لإنتظاره
، أقشعر بدنه لشدة الصقيع حوله .. تنذر المساء بعاصفة .. و ياله من أمر يصبح به
أهالي هذه القرية !
أبتلع رمقه بتألم ليهمس ببحة ...
" أن أثلجت .. سيكون الطريق صعباً حينها ! "

أخفض رأسه ينفث أنفاسه البخارية .. يضيق الخناق بيديه محتضاً جسده أكثر ليستند بجسده للسياج عله يحظى بالقليل من الراحة .

فور إغلاق عينيه و دخول ذهنه في الهدوء
شعر بيد أحدهم تهزه ليعود الإحساس في جسده ، فتحهما ببطءٍ شديد ، نظر للخلف ليرى وجه داني مضطرب الملامح يواجهه ..

طرف ببصره محاولاً تدارك ماهية ما يراه . أهو حلم ؟! طيف .. أم غط بالنوم بالفعل ؟! ضيق عينيه لينطق بخفوت ...
" أأنت داني حقاً ! .. أم مجرد وهم ؟! "

إنخفض دانيال لجانبه لينطق بحزن ...
" ماذا تظن أنت ؟! .. أنا فعلاً أمامك ... "

إتسعت عيناه ليغدو مرتبكاً بتلك اللحظة .. بصره جال كل زاوية .. هرباً من نظرات أخيه .. أخذ دانيال بيده ليتحدث فيما يمسح على رأس أخيه برفق ...
" لا داعي للقلق لستُ غاضباً ثم أنا من عليه أن يعتذر والدتنا حقاً متعبة ... "

حين سمع رايان ذلك رفع حدقتيه نحوه لينطق
بإنفعال شديد ...
" هل تعلم أين هي ؟! .. أنا لم أجدها .. "

تفاجئ بإحتضان دانيال له و بصوته يهمس في إذنه مطمئناً إياه .. أنها بخير و أن عليه ألا يقلق ... زفر رايان نفساً عميقاً .. بعد أن إنزاح ذلك الغم عن صدره ...

بادل دانيال الحضن قائلاً ...
" من الجيد رؤيتك .. كنتُ خائباً بهم جميعاً !
لطالما ظننتك الوحيد الذي أنتمي إليه داني "

ظل دانيال يستمع لما يقوله رايان بصمت ، يؤلمه سماع ذلك و هو من رفضه في بادئ الأمر ، كما آلمه رؤية ذلك المشهد لشقيقه على الأرض مغطى بالغبار صامتاً دون إبتسامته تلك !

قوس شفتيه ليتحدث بإستياء ...
" راي جسدك ساخن .. لنذهب للداخل ... "

أبعده عنه لينهض ثم حاول إنهاضه ليسير بمساعدته ، كان قد لاحظ الإرهاق و التعب منقوشاً في جسد أخيه و كم كان سهلاً ملاحظة
ذلك حين رأى مدى البعد بين بشرته المشرقة و بشرة رايان الشاحبة .. عاد ببصره للأمام ليتحدث رايان مستفسراً ...
" هل أتيت وحدك ؟! .. أم أحضرك أحد ؟ ... "

♧ تحت سماء واحدة ♣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن