part 20

3.8K 255 434
                                    



جسده تمرغ في سريره أكثر .. متقلباً .. يستنجد و لو القليل من الراحة ! عينيه بالكاد تعي ما يجول حولها .. رؤيتة بدأت ضبابية .. متموجة فأغمض عينيه مستسلماً .. و براحة تامة بدأ رحلته.. لعالمه الخاص بعيداً عن مشاكله .. و همومه ..

مرت ثواني قليلة تهادئ بعد ذلك لمسامعه صوت
صراخاً حاد .. بعيداً نوعاً ما .. مألوفاً ... لم يكن
سوى صوت دانيال الغاضب ممتزجاً بصوتٍ خافت
يتعالى تدريجياً .. فأنقشع ضباب ذهنة الضائع
منصدماً بواقعه ..

نهض عن السرير يبعثر خصلاته الداكنه بعفوية
إحدى عينيه مغلقة .. و الأخرى تحارب بقوة !! ..
دحرج بصره نحو جانبه .. يرمق شاشة منبهه
الرقمي منزعجاً " عشر دقائق ؟! .. هو يمزح ! "

هذا ما همس والتر به منتشلاً جسده عن السرير
ببطئ .. ألتقط مضرب بيسبول من خزانته ثم قال
" أخبرته ألا يوقظني ! إذا لم يعطني مبرراً .. سأحطم رأسه ! " .

كان جاداً .. لا يغفر لمن يؤذي نومه .. و دانيال فعل ذلك و بقوة غير آبه بتحذيره السابق ! تنهد حين إزداد صراخ دانيال بعدة كلمات مبهمة .. لم يفهم والتر مقصده .. كان على وشك الوصول للرواق المنشود حين تنبه سريعاً للشاب الواقف أسفل الدرج .. يرمقه بنظرات غريبة.

ملامحه ليست لطيفة كما يبدو عليه بدأ مريباً لحدٍ ما .. و هذا وحده دفع بوالتر للكذب قائلاً " نحن نمثل لأجل نشاطاً مدرسي .. لا تقلق تجاهل الامر فقط " لم يقتنع فيكتور بهذا ! ذلك الصراخ و هذا البرود ؟! .. و مع ذلك قرر ترك الأمر و عاد لحيث كان عمله مستعداً لمغادرة المنزل متناسياً
ما حدث تواً .

أما والتر تابع طريقه بصمت يمرر مضربه لجانبيه بسرعة .. و قبيل فتحه للباب .. فتح من تلقاء نفسه فأطل عليه دانيال أو هذا ما ظنه ..

كان مشتت الذهن .. ذلك اللون الأشقر و الملامح
المظلمة .. بدأت لغير داني ! .. مرر يده على جبينه متحققاً من حرارته ... حتماً هو يهذي لا أكثر .. لم يعد اللون الأشقر عائقاً أمام إدراكه !
بل تواجد نسخة أخرى تطابق صفات دانيال ..
عكس الأشقر و الذي تخطاه منذ مدة وجيزة ! ..

طرف بنظره عدة مرات .. حينما تخطاه شبيه دان
الأشقر و يليه دانيال ليلتفت إليهما بدهشة .. داني كان مذعوراً تماماً ..شاحباً .. يبرر موقفه مرة تلوى الأخرى بينما أستمر رايان في السير فقط متجاهلاً حديثه هو غاضب .. يكاد ينفجر غضباً ..

دفع يد دانيال عنه حين أمتدت لكتفه !! .. يرمي بسهام نظراته الحادة مخترقاً جسد توأمه و الذي تصنم حين شعر بذلك .. تابع رايان نزول الدرجات بصمت .. فيما نطق دانيال بحزن " راي أخبرتك أن لا تكبر الأمر ، لما لا تنتظر قليلاً و تستمع إلي .. لما لا تنصت راي .. "

لم يلتفت الأشقر نحو أخيه و قد زاد صراخ الآخر به .. ليس غضباً أو بروداً بل ألماً .. يعلم تماماً أن لا فائدة من الحديث الان فهو لم يعد ذلك الصغير ذاته .. لم يعد توأمه .. و ما سيقال سيؤلم كلاهما

♧ تحت سماء واحدة ♣حيث تعيش القصص. اكتشف الآن