صوت الرياح اصبح اكثر قوة منذراً بعاصفة باردة غزيرة الامطار ... الطريق بدأ خالياً تماماً ! حتى أبسط الكائنات عقلاً عادت لمساكنها تأوي في دفء جحرها .. اما هو فتجاهل كل تلك التحذيرات رامياً بها ادراج الرياح عبثاً يرضي به غروره ..لن يعود للمنزل الآن بعد أن غادر ! .. ليس بعد أن ذهب بإرادته المطلقة ! و هذا نهائي .. لم تكن مغادرته عبثاً كما بدا عليه و مع ذلك ما كان عليه الغضب هكذا .. دفاع والدته عن الفتى الغريب اغاضه ! هو يكرهه .. .. !
يحقد على أمثاله .. يمقت فكرة الاحتكاك بهم
و يفضل لو يرمي به خارجاً .. لينهش البرد جسده
إلا أته قرر التغاضي عن الامر لرؤيته ينزف و يترنح بإرهاق.أخد حفنة من الحصى بيده يعتصرها لعله يمرر القلقل من غضبه ، اظلمت عينيه يعود بذاكرته
لموقفاً مشابه .. كمثل هذا اليوم .. ، عض شفته
السفلى بغيظ يهمس " إذا ما حاول فعل ذلك اعده سأحطم رأسه القذر بيدي هاتين ... "****
كان قد سأم الجدال معهم ! .. كل نقاشاً ينتهي بنقش احرف اسمه كمذنب .. لا .. متهم فقط ! .. الا يفترض بهم التحقيق اكثر ؟! تنهد بضيق يعيد نظره نحو محدثه المستريح بستفزاز .
ابتسامته و ثقته العالية تغيظه بالفعل ! عقد وليام جبينه هامساً " اخبرتك ! .. لا اعلم كيف حدث ذلك ... ، لقد تحققت منه بالفعل اثق ان هناك خللاً ما .. أعد التحقق من الامر "
ضم كفيه شابكاً أنامله .. أمال راسه قليلاً " هل تشكك بعملنا ؟! سيد ماديسون " تقلصت قبضته
بغضب يرمي بسهام نظراته نحوه مجيباً " لم اقل هذا ! اخبرتك ان تعيد التحقيق .. "حدق به ببرود ثم نطق بعد ذلك مبدداً صمته المريب" إذاً انت ارسلته مساءً بعد ان تحققت صباحاً منه ؟! " أوما وليام ببطء شديد متردداً
في قول حقيقة شعوره ! ..شكوكه انحصرت في أهل منزله بالفعل ! و تحديداً والدته لكن ! لما قد تفعل والدته هذا به ؟! غير منطقياً البته ! ... هي والدته في النهاية !!
رفع نظره سريعاً حين تنبه لصوت محدثه الساخر " سيد ماديسون يتشرف مخبرنا بك الليلة " شحب لونه حينها لينطق بإنفعال " انت جاد ؟! " اومأ الاخر بهدوء مرادفاً " لا تقلق .. سيتم إحتجازك ليومين فقط ، و سأشدد التحقيق .. "
اشاح الداكن بصره عنه بعد ان اعتلاه الضيق ، هو
بريء ! و مع ذلك لا نية له بالاعتراض ! لربما كان
افضل له ، اعاد قزحتيه الداكنه نحوه قائلاً " لا بأس " ابتسامة تربعت شفتي محدثه سريعاً ..أكمل الشاب حديثه بجديه " و كما تعلم سيدي المحقق لدي كامل الحقوق في توكيل محامي .. "
أنت تقرأ
♧ تحت سماء واحدة ♣
Randomافكر بك اين ما كنت ، و نحن نصلي راغبين ان تنتهي احزاننا و تمتزج قلوبنا من جديد و الان... سأتقدم للامام لتحقيق هذه الرغبة. من يعلم ؟! بدأ رحلة جديدة قد لا تكون بتلك الصعوبة !!... او ربما تكون قد بدأت بالفعل ! هناك الكثير من العوالم الا انها تشترك...