احتضن بيده كوب قهوته الصباحي المعتاد، و عكس العادة لم تكن رغبته في شربه و سقي تلك الامور العالقة في صراعٍ بمرارتها . اكتفى بـتدفئةِ يديه بها تاركاً لبرودته الفرصة لإغتيال غيره.
لم تتجاوز الساعة السابعة و النصف بعد، الجميع نائم .. و قلةً من بدا يومه بنشاط . كان الوقت الأمثل ليغفو يقظاً دون حذر سامحاً لنفسه بأخذ سكينة تتماشى بما يراه عبر نافذة حجرته ..
لم يعتقد قط أن لتلك السكينة أن تدوم طويلاً و إنما أراد استغلال الفرصة فقط، إلا أنها نفرت منه بشدة، فـحال ما ارتخى بجسده قليلاً حتى قرع باب حجرته مبدداً راحته.أدار مقعده قليلاً ليرى من الداخل عليه، حدق به قليلاً ليعود بنظره للنافذة دون قول شيء. تقدم الشاب إليه مدركاً أن الخطوة الأولى دوماً عليها أن تنطلق منه دون سواه، تحدث باستياء
" لم تتناول العشاء معنا بالأمس، بل لم يرى أحدنا وجهك منذ عودتك "لم يعر الأشقر اهتمامه لما قاله ويليام ، استمر في صمته، لحظةً يستمع و لحظة يشرد تاركاً المجال حوله غائباً عن الواقع.
تنفس الداكن خلفه بعمق و بصبر عاود الحديث
" ليزا هنا في المنزل، زوجتك السابقة و أبنك السري، أليست أسباباً كافية .. "تبث نظراته عليه محاولاً تمالك أعصابه قليلاً
لعله يلقي بالاً لما قاله تواً.
ما إن تمكن الاحباط منه كلياً، و عاد بضع خطواته للخلف راحلا حتى أصدر ميل صوته
" لما لا تشاركني القهوة .. ويليام "
التفت الداكن إليه متعجباً عرضه الغامض هذا ، لم يسبق أن يتشارك بشيء كهذا مع والده ..
بـ تردد واضح جلس على المقعد المقابل له ليباشر ميل في صب كوبا آخر له.تركه أمام الشاب ليلتقط كأسه و يرتشف منه القليل، قام ويليام بالمثل .. شعوراً غريب ساد فيه و آخر مقلق تجاه ما يخبئه والده عنه.
تحدث ميل فجأة جاعلاً من ويل مرتبكاً" لم أسألك عن امورك بعد ، أهي بخير "
أومأ ويل بـ نعم ليكمل ميلون حديثه" لا أشك بمقدرتك على فهم الأمور، إلا أني مضطر لمناقشة أمر ليتانيا معك قبل اتخاذ القرار النهائي بشأنها "
-" أكنت تعلم بتصرفاتها تلك منذ البداية ؟! "
شبك الأكبر يديه ليهز رأسه مؤكداً شكوك ويل.
أخفض ويليام رأسه بعد أن حلت تعابير الحزن كامل وجهه، تنهد بـألم ليلتفت لوالده مرادفاً
" بماذا تفكر ؟! "
لم يكد ينهي حديثه ليرمي ميل جوابه البارد في وجهه ناشراً نوبة ذعر في داخل ويل" لا يمكن السكوت عنها .. زجها في السجن جواب أفعالها السيئة "
ارتخت ملامح ويل فجأة، زجها في السجن عقوبة لأفعالها شيء منطقي جداً ..
أنت تقرأ
♧ تحت سماء واحدة ♣
Randomافكر بك اين ما كنت ، و نحن نصلي راغبين ان تنتهي احزاننا و تمتزج قلوبنا من جديد و الان... سأتقدم للامام لتحقيق هذه الرغبة. من يعلم ؟! بدأ رحلة جديدة قد لا تكون بتلك الصعوبة !!... او ربما تكون قد بدأت بالفعل ! هناك الكثير من العوالم الا انها تشترك...