اسكــت..

166 23 1
                                    


ومن اجلّ واحسن الخير أن تمسك المصحف لتلاوة وِردك، ثم
تقع عينك، بل يقع قلبك على خير يحثّك الله على فعله فتضمر في نفسك
ألا ينقضي يومك ذلك إلا وقد أتيت منه ما استطعت، إنه بذلك تفعل أعظم
ما يمكنك فعله إنك تفعل الشيء الذي لم ينزل الله القرآن ألا لتفعله!

أما ان سألت عن أعظم خير يمكنك فعله، فهو أن تسلم وجهك لله! أن
تحيا مسلما، وتعبد الله مسلما، وتعامل الناس مسلما، وتنظر وتتكلم
وتشعر مسلما، ثم تموت مسلما!

سُئل الإمام أحمد: من مات على الاسلام والسنة، مات على خير؟
فقال لسائله: اسكت، بل مات علىٰ الخير كله!

يقول سبحانه:  ﴿وَما تُقَدِّموا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللَّهِ﴾
أي خير تقدّمه لنفسك، ستجد أن الشكور الحفيظ حفظه ونمّاه فتأتي
يوم القيامة تجده عنده موفوراً قد عَظُم وبات أكبر من يوم أن فعلته!

﴿وَما تُقَدِّموا لِأَنفُسِكُم مِن خَيرٍ تَجِدوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيرًا وَأَعظَمَ أَجرًا﴾
﴿وَما يَفعَلوا مِن خَيرٍ فَلَن يُكفَروهُ﴾.

وفي الأثر الضعيف المتين الحسن المعنى:«صَنَائِع ُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ
السُّوءِ» وهذا من شكره، فلم يضيّع صنيعك الحسن بل سيجعله وقاء لك عن
أن تموت ميتة سيئة! لذلك فشعور أنّه سبحانه الشكور وأن الخير كلّه منه
يحعل العبد على ثقة بربّه محسنا الظن به سبحانه.

لِأَنــَّكَ اللَّه || رحـلة الى السـماء السابعـة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن