خطّـة ســنويّة

218 31 6
                                    


وأعظم ما تتوكل على الله فيه هو عبادته، أن تتخلى وتتبرأ مِن حولك
وقوّتك وتقول بقلبك قبل لسانك: ﴿إِيّاكَ نَعبُدُ وَإِيّاكَ نَستَعينُ﴾
فتستعين وتتوكل وتطلب القوّة منه علىٰ أن تعبده.

لا يُتصوّر أن يأمرك الله أن تعبده، ويأمرك أن تتوّكل عليه، فتتوكل عليه
في أمر العبادة فيخذلك، هذا مما لا يُتصوّر وقوعه، كيف تطلبه أن تعبده مع
كمال حبّه لهذه العبادة ثم لا يعنيك؟ فقط أكثِر من الكلمات
النبوية الكريمة:«اللّهمّ أعِنَّىٰ عَلىٰ ذِكرِكَ وَ شُكرِكَ وحُسْنِ عِبَاد‌َتِكَ»

هل قلتُ أكثِر منها؟

إذن أنا اعتذر، لا تكثر منها فحسب، بل اجعلها ضمن جدولك اليومي،
وخطّتك السنوية، وأهداف حياتك!

لأنه اذا لم يعنك على ذلك، فليس هناك قوّة ستعينك..

لأنه اذا لم يعنك على ذلك، فلن تفعل شيئا من ذلك!

لأنه اذا لم يعنك على ذلك فقد خسرت الدنيا والآخرة!

يقول ابن القيم:
«قال شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه تأملت أنفع الدعاء فإذا هو
سؤال العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة في إياك نعبد وإياك نستعين»..

ويقول أيضاً:
«القلب يعرض له مرضان عظيمان إن لم يتداركهما العبد تراميا به إلى
التلف ولا بد وهما الرياء والكبر فدواء الرياء بإياك نعبد ودواء الكبر
بإياك نستعين..
وكثيراً ما كنت أسمع شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إياك
نعبد تدفع الرياء! وإياك نستعين تدفع الكبرياء».

أرأيت الصلاة التي فزعت للتّو من أدائها، والله لو لم يعنك عليها
لما أديتها.  .

لِأَنــَّكَ اللَّه || رحـلة الى السـماء السابعـة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن