حبْل النجاة

65 15 0
                                    


تكون في غمرة النسيان فيذكّرك به، تكون في حومة المعصية
فيوقظك، تكون في وسط المستنقع فيطهّرك، تكون في داخل
الجب فيدلّي إليك حبلًا .  .

يهديك بحبّ يغمر فؤادك، أو بخوف يزعزع استقرارك، أو بمرض
يذلّ كبرياءك، أو بحاجة ترغم انفك، أو بفقر ينقض ظهرك، أو
بخواء بعذّب روحك.

يعيدك إليه، إلى طريق الأنوار، يجعلك من روّاد المسجد بعد أن كنت
تنظر إليه من بعيد ولا تنالك هداياته من قريب، يعلّم يديك كيف تمسكان
بالمصحف بعد سنين طويلة من الهجر والصدود، يرطّب لسانك بذكره
بعد أن كنت تترنّم بأغانٍ تافهة!

تخرج من بيتك قاصدًا مسجدًا وفجأة تغيّر الطريق إلى مسجد آخر، بعد
الصلاة تسمع كلمة يلقيها احد الدعاة تغيّر شيئًا كان مستقرًّا في
قرارة نفسك! يغيّر طريقتك أو حتى طريقك .  .

والعبد صاحب الروح المرهفة يستنبط هدايات الله سبحانه، ويعلم أن
الكون مربوب له سبحانه، وان الله سبحانه قد يهديه بأي شيء في كونه،
وقد يضلّه والعياذ بالله بأي شيء في كونه!
ولن يضل سبحانه الا من أغلق قلبه عن الهدى ودين الحق .

إذن:  ضياع هذه الحياة إن لم تأتك الهداية من عنده .  .
أتذكر مثال صحراء التيه آنفة الذكر، إن ضياعنا عن طريقه سبحانه، عن
المسجد، عن الله اكبر، عن اللهم انت السلام ومنك السلام، أعظم فظاعة
من تيه الصحراء، وسنكون بذلك غربة أقسى من غربة الطائر الذي
فقد سربه في فصل الشتاء، فقررت الثلوج أن تبتلع أحلامه المحلّقة!

اللهم ارزقنا هداية من عندك تنتشلنا من صحراء التيه، وتوصلنا إليك،
وتدخلنا بها جنّة عرضها السماوات والأرض .

لِأَنــَّكَ اللَّه || رحـلة الى السـماء السابعـة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن