خفـيّ الـألـطاف

466 48 8
                                    


في اللغة: «اللطيف: البَر بعبادهـ، المحسن إلى خلقه
بإيصال المنافع إليهم برفق ولطف»، وتقول «لَطَفَ الله
لك: أوصل إليك مرادك بلطف»
   واللطف أصله خفاء المسلك ودقّة المذهب.  .
فلن يوصل إليك احسانه برفق إلا من يصل علمه إلىٰ
دقائق الأمور وخفايا النفوس.  .

فالله سبحانه «هو المحسن إلى عباده في خفاء وستر من
حيث لا يعلمون، ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث
لا يحتسبون»

فهو ذو لُطف وخفاء ودقّة في إكرامه وإحسانه، وفي
عصمته وهدايته، وفي تقاديره وتصاريفه.

فمع بالغ قدرته، وعظمة علمه، وبصره بمخلوقاته، إلا
أنه ذو لطف فيما يحوط به العبد من هداية وإكرام وإحسان،
لا تفجؤك أفضاله بل يسبقها برياح البشرىٰ، ويهيّئ قلبك
لاستقبالها، ثم إذا نزلت بك الأفضال جعل لها من الأسباب
التي تسبقها ما تكون بها ممهّدة الوقوع وكأنّها من محض
كسب العبد وهي على الحقيقة إكرام بحت من عظيم
المنّ والعطاء.

وتأتي بلطفه عظائمُ المقادير والتي تستبعدُ أكثر العقول
خيالاً وقوعها؛ فيجعلها كائنة حاضرة، كل خيط من ذلك المقدَّر
يمسك به قدرٌ من لطفه، فلا تنتبه إلا _وبقريب من المعجزات_
قد بات بساحتك! لا تعلم كيف أمكنه أن يحدث، وتتيقّن أنّ حولك
وقوّتك أقل من أن تحدثه،فتنظر إلى السماء
وتقول:﴿اللَّهُ لَطيفٌ بِعِبادِهِ﴾.






لِأَنــَّكَ اللَّه || رحـلة الى السـماء السابعـة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن