اخـتنــاق

509 71 5
                                    


هذا كل ما في الباب، وبعد ذلك اشمخ علىٰ مخاوفك
وأحزانك، سينجيك الله منها كما أنجىٰ ذا النون بن متّىٰ.

لا هـمّ ولا غـمّ ولا كرب يقارب هم وغم وكرب ذي النون
يونس عليه السلام، في ظلمات ثلاث: ظلمة البحر، وظلمة الليل،
وظلمة بطن الحوت، يا لها من حياة بئيسة تلك التي ستقضيها إلىٰ
أبد الآبدين في بطن الحوت علىٰ تلك الهيئة الكئيبة...

ظلام، ضيق، اختناق...

ثم يواجه ذلك السيل من الكروب بكلمة واحدة: «لا اله إلا
انت سبحانك إني كنت من الظالمين».

فتصعد تلك الأحرف الضعيفة، تخترق ظلمة الحوت،
وظلمة البحر، وظلمة الليل، تصعد إلىٰ السماء، يُروىٰ أن
الملائكة سمعتها فقالت: يا ربّ صوت معروف من مكان غير
معروف!

فيجيء الفرح، ويجيء الحفظ، ويجيء العفو، فيلقيه
الحوت بالساحل، وينبت عليه الحفيظ شجرة من يقطين.

كلّنا في هذه الحياة ذو النون، والحياة قد التأمت علينا بكروبها،
ولن ينجينا منها إلا: «لا إله إلا أنت سبحانك، إني
كنت من الظالمين»...

اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، واجعل من بين
أيدينا ومنْ خَلْفِنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ومن تحتنا
حفظاً منك تنجينا به مما نخشيٰ ونحاذر...






لِأَنــَّكَ اللَّه || رحـلة الى السـماء السابعـة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن