إذا سألوك . .

41 3 0
                                    


     ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ﴾
      اي شخص يسألك عن الله فأوّل شيء تصف ربك به هو انّه
قريب منه! النفوس مفطورة على عدم استعدادها لعبادة رب بعيد،
لا يسمع دعاءها، ولا يرى حاجتها، فمن اهم الصفات التي
تبتدر بها الذي يريد التعرف الى الله أن تخبره أن ربّه (قريب)
هكذا علمك سبحانه أن تخبر عنه !

     وهذا القرب علاوة على أنه يجعلك تحبّه، وتأنس به،
وتخشاه، إلا أنه فوق ذلك يجعلك تدمن على استغفاره والتوبة
اليه، فالقريب من جهة يستحق أن يُستغفر ويتاب إليه لأنه بقربه
اطلع على كل غدراتك وفجراتك، ومن جهة أخرى فهو قريب
قربا يجعل استغفارك وتوبتك ناجعة، فلن يغفر لك الا من سمع
استغفارك ولن يتوب عليك إلا من علم توبتك، فهو القريب
المجيب، وبعد هذا تأمل قوله سبحانه: ﴿فَاستَغفِروهُ ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ
رَبّي قَريبٌ مُجيبٌ﴾

     ومن نوادر التعابير التي تصيبك بالحياء من القريب سبحانه
قول أحدهم: <الا يستحق ان تحبّه؟ في اللحظة التي تغلق الباب
على نفسك حتى تعصيَه، يُدخل لك الأكسجين من تحت الباب
حتى لا تموت>!

     وهذا القرب يقابله محاولة تقرّب من العبد إليه سبحانه:
﴿أُولئِكَ الَّذينَ يَدعونَ يَبتَغونَ إِلى رَبِّهِمُ الوَسيلَةَ أَيُّهُم أَقرَبُ﴾ إنه
مضمار المسارعة، والمسابقة، والتي لا يكون قصارى رغبة العبد
فيه أن يكون قريبا بل أن يكون الأقرب! 


لِأَنــَّكَ اللَّه || رحـلة الى السـماء السابعـة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن