وعاد النور..

262 34 3
                                    


دخل علينا في مكتبة الشؤون الدينية في
مستشفى الملك عبد العزيز بتبوك والهلع ينسج
على وجهه سحابة قاتمة اللون، افتقدنا في تلك اللحظة
ابتسامته المشرقة، سألناه؛ فإذا به يقول لنا
إن ابنه منوّم في الدور العلوي، قد وقع عليه حادث
وفقدَ بسببه بصره!!

يا لهول فجيعتنا، فكيف بفجيعة قلب هذا الأب؟
قال برجاء: أريد أحدكم أن يقوم معي ويرقي
ابني، علّ الله أن يشفيه.  .

نهض صاحبي على الفور وذهب معه،  وبعد ساعة عاد
صاحبي وأخبرني أنه رقاه ثم أمسك بالأب وصبّره
وأخبره بحديث «دَاوُوا مَرْضَاكُم بِالصَّدَقَةِ»(١).  .
قال فأخرج الأب من جيبه خمسمئة ريال وقال له
تصدق بها بنيّة الشفاء عن ابني.  .

بعد يومين دخل الأب بوجه آخر وطلب من صاحبي
مرافقته، وعاد بعد نصف ساعة تقريباً متهللاً
وقال: أبشّرك، صار يرى شيئاً من نور الغرفة!
ثم أخبرني أن الأب أعطاه ألف ريال ليتصدق
بها، كان ذلك اليوم نهاية الأسبوع. يوم السبت
أخبرني صاحبي أن الأب جاءه وأخذه إلى غرفة ابنه،
ولم أصدّق حين قال لي إن ذلك الطفل صار يرى
كسابق عهده!!  لقد عاد بصره، وصار يرى الحياة من
جديد.  .

من الذي شفاه؟ من الذي كتب لعينيه الحياة؟
من الذي أعاد ذلك الضياء إلىٰ مقلتيه؟
﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾

سبحانه قال لبصره عد، فعاد البصر!

لِأَنــَّكَ اللَّه || رحـلة الى السـماء السابعـة  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن