ومن صور حـفظ الله أنّه سبحانه يدافـع عن المؤمنين:﴿إِنَّ
اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذينَ آمَنوا﴾…تأمّـل: إنه لا يدفع عنهم الشر، بلا يدافعه عنهم! وفي هذه
إلمـاحة إلى ضرواة ما سيلاقونه وتعدد أشكاله وتنوّع صوره،
ولكن الله أعلم بمـا يوعي أعداؤه، فيدافعـهم ويصدّهم عن
أحـبابه.وفـي الحديث القدسي: «مَنْ عَادَىٰ لِي وَليًّا فَقَد آذَنْتُهُ
بِالحَرْبِ» <١>..! تخـيّل: حرباً بين عدوّ للدعــوة وللحق وللدين،وبين
اللــه!من المنتصر؟ من المهزوم ؟ بل من المخذول؟
إنّه لعباده المؤمنين حفيظ،يحفظهم حفظا خاصًّا،معه الحب،
والرعاية،والرحمة.يجتمع مشركو قريش حول غار فيه رجلان: محمد ﷺ
وأبو بكر الصديقؓ، والإغراءات المالية تدفعهم لقتلهما،
معها الأحقاد الدفينة،والرغبة في حوزة وسام الظفر بأهم
شخصية في تلك المدة..
فيتسلل الخوف إلـى فؤاد أبي بكر، فينظر إليه صاحبه العظيم
ويقول: ما ظنّك باثنين،الله ثالثهما؟
يا أبا بكر،هل تعتقد أنّنا اثنان؟ كلا، بل نحن ثلاثة!!
هنا تتشتت المخاوف،تزول الرعدة،يذوب التوجّس:وإذا العـنـاية لاحــظتك عـيـونـها
نـــم فـالمـــخاوف كـلّـــهنّ أمــــان
ها هم فتية الكهف يلتجئون إليه ويسألونه الهداية فيُلجِئهم
الى كهف بلا باب،كهف مفتوح للبشر والهوام والسبـاع،ولكنّه
يريد حفظهم فيلقي عليهم أحد جنوده، إنّه جندي الرعب!!
فلا يقترب من الكهف أحد إلا وانتزع الرعب رغبته في التقدّم
فتراه يُهرع خائفاً:﴿ِ لَوِ اطَّلَعتَ عَلَيهِم لَوَلَّيتَ مِنهُم فِرارًا وَلَمُلِئتَ
مِنهُم رُعبًا﴾..أنا وأنت إذا أردنا أن نلقي شيئا ألقينا قلما، أو كتاباً،
أو صخرة، أما الله فيلقي فيما يلقي أشياء أهم وأغرب وأكبر...
يقول سبحانه:﴿ سَأُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعب ﴾لأجل عباده وأولياءه يلقي بالرعب فـي قلوب الذين كفـــروا
فتنتفض أطرافهم فــَرَقَا من أولياء الله!<١>أخرجه البخاري في صحيحه( ٦٥٠٢ _ ١٠٥/٨).
- معنى "حديث قدسي"أي كلام اللهﷻ، وليس
مثل أي حديث قالها النبي ﷺ.
أنت تقرأ
لِأَنــَّكَ اللَّه || رحـلة الى السـماء السابعـة
Spiritualلأنـكَ الله..لا خـوفٌ ولا قلــقُ ولا غـروب..ولا لـيْل.. ولا شَـفق لأنـكَ الله..قلبــي كلـّه أمــلُ لأنـكَ الله..روحـي ملـؤها الألـقُ كلمــة - رائــع - قليلة في حق الكتاب ✋ للمؤلف /علي بن جابر الفَيْفي →مؤلف الكتاب ، اما انا فقط انقله لكم من الك...