الفصل الثاني

188 8 18
                                    

جميع الحقوق محفوظه لكاتبة Ronya chav
(سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم)
........................................................
نفس الليلة في العاصمة ......
كانت ليلة هادئة صافية....
قمرها منبثق منيراً بين نجوم لامعة تزيدها هيبة وأنشراحاً...........
لولا ضوضاء الاحتفالات في شوارع عاصمة لأصبحت هذه ليلة مثالية له ....

منذ ساعة تقريباً وهو يغوص في دراسة صفقة بناء فندق على قمة جبل معهود سياحياً عن كثب بعينين شبه منغلقتين من إرهاق .....
ويده يمسد جبينه يحاول دراسته بعمق مجبراً نفسه على التركيز  ....

زمور سيارات محتفلين في شارع القريب أفقده تركيز قراءتها فتنهد بتعب فوضع أوراق بشيء من الحدة على طاولة .....
وهو يستريح بجلسته على أريكة وثيرة ....
فجأة داعب رائحة شاي الزاكي عشقه الوحيد حواسه بخدر لذيذ ...

إستقامة يبتسم برجولية.....
حينما رأى صديقه (هاوار) ( هاوار جاتري في واحدة الثلاثين من عمر ...
أعز أصدقائه ....
حيث تعرف عليه من أيام جامعة ....حيث درسا معاً قسم الهندسة المعمارية لكنه كان يعتبره في ذاك الوقت  زميل دراسة فقط ....بل غير مرغوب به ... الفتى مدلل ....الغني المتباهي ...وحيد والديه ...

كذلك هاوار لم يستسغ چيا في جامعة أيضا ...بل كان يتفاداه بكل الطرق ....
حيث أعتبره هو أخرمتكبر ....إسقراطي ....بعيد كل البعد عن البساطة التي يناشدها .... لذا لم يجتمعا ابداً و لم بتصادقا ...
ولكن شائت الأقدار أن يلتقيا مجدداً بعد تخرجهم  من الجامعة بأعوام ....
حيث إلتقيا إحدى ليالي في قاعة لعبة بولينك حيث كان چيا مدعوا من قبل أصدقاء الجامعة و كان هاوار يعتبر لاعب بولينك متميز .....

بعد تحية والسلام اجتمعوا زملاء وتعارفا عن قرب وإعجب چيا بشخصية هاوار الحقيقية ... بأفكاره ...وطريقته للجتهاد في العمل بعيداً عن ثروه والده ومكانته كدبلوماسي معروف في البلد .......

وتكرر لقائاتهم حتى أصطحبه هاوار ذات يوم الى منزله وتعرف هناك على والدته سيدة زهرة والتي إستلطفها  چيا كثيرا ًوالتي تعمل كمديرة مدرسة ...فعتبرته هي أخرى كأبن ثاني لها ...

وبعد أشهر من صداقة متينة بينهم طالبه چيا للعمل معه في شركته (شركة شيخ للمقاولات والانشاءات ) كمديرعلاقات قسم هندسة وبعد سنوات من عمل الدوؤب معاً حقق شركة نجاحاً مبهراً......
وانجزوا تطورا ملحوظا في أقسامه بعد أن كانت على حافة إفلاس حينما استلمها چيا من والده ).....

وها هو صديقه يحمل صينية عليها كوبين من شاي مركز مع صحن من معمول بيتي ...
فتنهد بتعب وهو يتلذذ بعبق رائحة شاي معطر ...
_ شكرا هاوار... جاء في وقته...قالها چيا وهو يمد يده ليأخذ كوبه ....
_أنت مرحب بك أغا ...مادامك لا تشعر بذرة من حياء لتوقف سيل طلباتك التي لا تنتهي .....
تسىرح وتمرح في بيتي كأن سند طابوه على أسمك ...

 ثأر الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن