الفصل الثامن و الثلاثون

89 5 51
                                    

جميع الحقوق محفوظه لكاتبة Ronya chav
(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)
...............................................
مع أشعة الفجر الأولى .....
بدت الجبال المترامية رمادية اللون ذات منحنيات خضراء داكنة ....
وكانت الشمس تشق طريقها بهدوء لتغير صورة الريف البلدة الى لوحة ساحرة أخاذة .....
وتظهر في طريقها معالم الجبال والوديان والغابات الكثيفة .....
وسرعان ماسطعت الشمس لتطرد بقايا ضباب ليلة الأمس ...

شهقت بصوت خافت لدهشتها الكبيرة أزاء المسافة التي قطعها السيارة من غير أن تنتبه وهي غارقة في تأمل الرجل بجانبها بغير ملل ....
وسامته ... حظوره الطاغي ....جاذبيته المغناطيسية... عطره المميز ... كل مافيه مميز ....
كل تركيزها كانت عليه ...

نظرت لطرف وجهه الوسيم بحب وشعورها بالمتعة لا يضاهيا شعور ...
حينما كان يتحدث لم تستمع  فقط كانت تومئ برأسها حتى عندما يتوقف حديثه ...
كانت مستغرقة فيه بأعماقها ....
أكتافه العريضة في قميصه الفاتح الأنيق ...
يديه القويتان و هو يمسك دركسون بإحترافية ...
صوته الآخاذ كانت كقوى رائعة تسرى فى مسامها ....

إحساس عارم أعتراها جعل قلبها يرتعد ....
فتباعدت عنه قليلاً في مقعدها حتى كادت أن تلتصق بالباب خوفاً و خشية أن يلاحظ اهتمامها ....
هاهي تغادر البلدة لعلها تغادر أحزانها أيضا .....
برفقة الحبيب الغالي ...
ياله من شعور؟؟!...
تكاد تطير فرحاً و سعادة ....
حتى لو كانت لحظات قليلة ستقضيه برفقته .... لكنها تكفيها .... هكذا أقرت .....

كأنه أحس بمراقبتها سرق نظرة إليها قائلاً ببرود متعمد .....
- أنت كثيرة السكوت !!!....

- هممم !!؟.....
افاقت رونيا من أحلامها و نظرت إليه بذهول كأنها ضبطت بجرم مشهود ....
- آه ...كنت أفكر فقط ..

- في أي شيء ؟!!......
تمتم چیا بإبتسامة يثبت نظراته على الطريق أمامه كان سعيداً حقاً بسماع صوت رفيقته أخيراً ....

إنتبهت رونيا الى نفسها بذعر لترمش بحرج ... مردفة بخفوت....
-لا شيء ... كنت أفكر في أشياء ليس لها اهمية !!... مثلا الى أي درجة يبدو هذا الجبل خلاباً ....

ضاقت عيناه و هو يحتويها بنظرته ...
- أنا أم هو ؟؟؟ ......
همس بسخرية يشد على دركسون القيادة بإحترافية حينما إنعطف بالسيارة ....
ليصبح وجهه أمامها ...

رفعت رونيا يديها نحو صدرها في حرج قائلة ....
- ها!! ....
تلعثمت فاتحة فمها بذهول ...
خوفا أنه قرأ افكارها ...
(لا جبل يضاهيك جمالاً وشموخاً .... يا حبيبي!!) ...

- أنا چیا وهو چیا !!!...تقصدين من فينا ؟؟...
(بمعنى اسم كلينا جبل )( لأن أسم چيا بمعنى جبل بالكوردي )
كان صوته رقيقاً و لكن بجرائة الواضحة و ثبات نظراته كانا يشعرانها بالارتباك ....

لسان حالها كاد يصرخ......
(لا جبل يضاهيك جمالاً وشموخاً .... يا حبيبي!!) ...
لكنها أبتلعت ريقها بصعوبة بالغة لتقول بصوت مرتعش ... تهز كتفيها بلامبالاة كاذبة ....
- أكيد أقصد الجبل ...ذاك الجبل ...
إنظر!! ......
تمتمت تأشر الى الجبل المهيب من نافذتها بحرج ...

 ثأر الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن