الفصل التاسع عشر

59 6 39
                                    

جميع الحقوق محفوظه لكاتبة Ronya chav
(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)
............................................................
فور أن اختلى بنفسه أخيراً في الشرفة .......
حل الحزام القماشي وكذلك شبك ( القطعة العلوية من زي التقليدي الكوردي الذي تلبس فوق القميص ) ....
تحرر منهما بعنف ..... مستجدياً بعض الهواء ....... ضغط على زر فتح نافذة شرفة الإلكتروني ....

وقف بثبات مهزوز ....هناك محدقا في المشهد الساحر .....
بينما يداه مستريحان بثبات على سياج الشرفة بعد أن فتحت .....
تأمل المشهد الخرافي للحديقة المكسو باللون الأخضر ونسمة من الهواءها العليل يضرب وجهه و صدره العضلي بإنتعاش ....مشعثاً شعره بلا هوادة .....
وهو ينظر الى أبعد نقطة يمكن أن يرى في الليل ..... بشرود .......

أغمض عينيه وكل حواسه يتمحور حول وجودها على بعد متر منه ......
ظلت جفونه مطبقة لثوان يحاول سيطرة على جيشها المحتل لكيانه .....
مسح على وجهه بإرهاق وهو يكاد يجن .....
حينما يفكر في أحداث الليلة وما آل إليه الامور .....
وكيف لا ؟؟؟.....
وها هي هنا !!!....صاحبة عيون الغريبة هنا !!!!
في غرفته !!!..... بكل بساطة .......
في أقرب نقطة منه ........ على بعد باب ......
ياللغرابة!!!!

لم يكن ليتخيل ذلك في أرجح خيالاته ..... ...... أن تكون معه بكامل كيانها حقيقةً وليس خيالاً ...... يجمعهما سقف واحد ......
..... أن تكون زوجته!!! .....
وبكل ما يحمل الكلمة من شرعية  ....
نعم  !!!
حدث كل هذا فجاة .......
بعد أن وعد نفسه بالابتعاد عنها وعن البلدة  وعن كل ما يذكره بها .....
حدث أن تزوجها !!!!

هي هنا  !!!......
محتلة غرفته بكل هدوء أعصاب ....
هذا ليسا حلماً أو إحدى خيالاته الجامحة .......
جلس على أريكة أمام مكتبته الصغيرة ....... يضحك بمرارة ....... وهو يضجع للخلف ليستند على ظاهرها ......
حك حاجبه بإبهامه وهو يحادث نفسه ....
( إذن .... ماذا قررت ؟؟؟......ماذا عليك أن تفعل يا فهيم ؟؟؟ .... لتخرجها من حياتك و تفكيرك ...... بعد أن إمتزح إسمها بإسمك !!!!؟؟؟ ..... كيف ستعيش هذه التجربة بقربها ) هتف بخفوت أسر .....

قطع شروده  رنين هاتفه المحمول ....
فأخرجه من جيب شروال بضيق ليغلقه ....
ظننا منه أنه أحد من أفراد عائلته ....
لكنه وضعه على إذنه بعد أن لاحظ أسم هاواز الجاتري يضيء شاشته ....
_ مرحباً هاوار .... تمتم يستقيم بجلسته .... وهو يغلق عينيه بقوة ...... حتى يستطيع التركيز قليلاً .....

_ أين أنت يا رجل ؟؟؟..... أنا أكاد اغفو في السيارة ..... بإنتظارك ......

_ لماذا تسأل ؟؟؟ لا تقول إنك تنتظرني أمام العمارة !!! ..... تحدث وحنين يجرفه لصديقه الحميم الذي اصبح  بلسماً لحياته ....

_أجل ..... أنا هناك ....
لقد اخذت إذنا من زهرة على أن أبيت معك الليلة ..... لقد إشتقت للسهر معك يا صاحبي .....أين أنت ألان ؟!!لقد تأخرت ....

 ثأر الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن