حدود العفه عند المرأة

170 39 67
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال بأحسن قبول
اخواني واخواتي الكرام
حدود العفة عند المرأة
" السيدة الحوراء زينب نموذج "

أن افضل خصال الأنسان الأخلاقية هي عفته عن المحارم ذكراً كان أو أنثى ولذا كان لزاماً على النفوس التي تتمنى الجنّة أن تتحلى بالعفة من خلال الأستقامة على طاعة الله ومخالفة الهوى والابتعاد عن الفحشاء والمنكر ولذلك نجد أن الشريعة حثّت على التخلق بالعفة بل أمرت به ولم يختص الأمر بالنساء كما يتوهم البعض بل كذلك الرجال ولكن حيث ان المرأة تمثل عامل مهم في المجتمع وهي نصفه إن لم يكن كله وجدنا أهمية أن نسلط الضوء على عفة النساء والخوض فيه لبيان أن صلاح أي مجتمع يبدأ بصيانة المرأة والحفاظ عليها من المهلكات وحتى نتمكن من ذلك علينا أن نبين ثلاث أمور هي :

أولا / حقيقة العفة
ثانياً/ حدود العفة عند المرأة
ثالثاً/ أعطاء أنموذج للعفة النسوية وخير مَنكانت مثال وقدوة في العفاف عند المرأة هي مولاتنا زينب (ع)

وبيانها

أولا / حقيقية العفة
لم تكن العفة في المنهج الاسلامي بمعنى حرمان النفس من رغباتها المشروعة بقدر كونها الأعتدال والأستقامة في تعاطيها مع تلك الرغبات ومنعها من الافراط والتفريط لما في الافراط والتفريط مضار جسيمة على الانسان يصل الى حد اخراجه من دائرة الانسانية الى دائرة البهيمية فيتحول الانسان من انسان يقوده عقله الى أنسان تقوده بهيميّته وبذلك يتضح ان العفة صفة وسطية بين طرفين مهلكين أذ أن خير الامور أوسطها فتلك الحقيقة التي يجب معرفتها والتعريف بها أما التعريف اللغوي والأصطلاحي فقد استغنينا عنه لأن الوصول له سهلٌ يسير على عكس الحقيقة فمعرفة حقائق الأمور أمرٌ في غاية الأهمية بل هو من غايات الأنسان للوصول الى الكمال فمن غير الممكن وصول النفس الأنسانية الى الكمال بجهلها الحقائق فكيف أذن ونحن نخوض في أمر يخص تلك النفس بل تعتبرها الشريعة أحدى كمالات الأنسان وحيث أتضحت حقيقة العفة في كونها حالة وسطية معتدلة لابد علينا ان نبين حدود ذلك الاعتدال فمعرفة الحقيقة لا تكفي للوصول الى بر الأمان فحتى نجعل النفس تتجنب الوقوع في الحرام علينا بيان حدود تلك الحقيقة وما ذلك الّا لتمكن من اجتناب الافراط والتفريط اللذان هما طرفي العفة ونخص بالمقام حدودها بالمرأة على وجه الخصوص لكونها عنصر مهم في المجتمع أن لم تكن اللاعب الأساسي لكل اعتدال

ثانيا / حدود العفة عند المرأة

أن اصعب ما يعاني منه الأنسان هو معرفة الأعتدال لأن معناه معرفة الحد الفاصل بين الحلال والحرام فالأمور المادية ميسورة أكثر من الأمور المعنوية في معرفة حدودها والعفة من الأمور المعنوية والأعتدال بها مختلف بحسب حاجات الافراد وطاقاتهم لكونها مختلفة ايضاً فقد يكون الافراط والتفريط في فرد هو اعتدال في آخر ولذا كان جهاد النفس هو الأهم والأقوى والأكبر في الأسلام فكيف أن تعلق الأمر بالمرأة ذلك المخلوق الرقيق العاطفي الرحيم وكيف بها أن كانت تواجه تحديات من الشيطان الذي يسعى لإيقاع الأنسان في المهالك ليحرفه عن جادة الحق فهي عرضة للخطر أكثر من الرجل

المشروع المهدوي الاصلاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن