وضيفه المرأة في التمهيد للضهور المبارك

149 34 19
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال بأحسن قبول اخواني واخواتي الكرام
✍ وظيفة المرأة في التمهيد للظهور المبارك

تشترك المرأة مع الرجل في الكثير من المسؤوليات والتكاليف الدينية؛ وذلك لأنهما خُلقا من نفس واحدة قال (سبحانه): " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا "، بالإضافة إلى كونهما في مرتبة واحدة من الناحية الإنسانية عنده (سبحانه)، ولذا فقد ساواهما في الأجر و الثواب، قال (تعالى) : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ...

بيد أن السبل والطرق والكيفيات التي يسلكها كل منهما لتأدية تلك المسؤوليات قد تتباين تبعاً لاختلافهما من الناحيتين: الجسمانية و النفسانية، الأمر الذي انعكس بدوره على بعض الأحكام التكليفية .

ومن بين تلك المسؤوليات الكبيرة هي مسؤولية التمهيد للظهور المبارك. ومسؤولية التمهيد تكليف عام يشمل الجميع ذكوراً وإناثاً ولو كان بأدنى مستوياته والمتمثل بإصلاح النفس و الأهل، إلا أننا نروم في مقالنا هذا بيان مستوى أعلى من ذلك حيث تتجاوز وظيفة الممهدة فيه إصلاح النفس والأهل لتشمل الآخرين أيضاً.

وعليه، فإن كل مؤمنة تطمح إلى رضا الله (تعالى) وإمام زمانها (عجل الله فرجه)، وتتوق نفسها لنصرته وتهيأة القاعدة المناصرة له عند الظهور، لابد أن تتعرف على وظيفتها وكيفية القيام بها لأداء مسؤوليتها بأكمل وجه.
______________________________________________

وتتألف وظيفة المرأة الممهدة بشكل إجمالي من محورين أساسيين هما :

المحور الأول: بناء الشخصية الممهدة.
ولابد فيه من بناء جانبين:

الأول: الجانب الفكري والمعرفي:
ويشتمل على...

أولاً: معرفة إمام العصر (أرواحنا فداه وعجّل الله فرجه الشريف).

فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام ) " يا فضيل أعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك، تقدم هذا الأمر أو تأخر ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر، كان

بمنزلة من كان قاعداً في عسكره، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه قال: وقال بعض أصحابه: بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " .

وليس المقصود بهذا النوع من المعرفة مجرد معرفة اسمه الكريم وكنيته المباركة وتاريخ ومحل ولادته.. كما قد يتصور البعض، بل لا بد من معرفة مقامه ولو بأدنى معرفته التي وردت في رواية الإمام الصادق (عليه السلام) في حديثه مع معاوية بن وهب: "...وأدنى معرفة الإمام أنه عدل النبي إلا درجة النبوة ووارثه، وإن طاعته طاعة الله وطاعة رسول الله، والتسليم له في كل أمر والرد إليه والأخذ بقوله، ويعلم: أن الإمام بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنا ثم من بعدي موسى ابني ثم من بعده ولده علي وبعد علي محمد ابنه وبعد محمد علي ابنه وبعد علي الحسن ابنه والحجة من ولد الحسن...
____________________________________________

المشروع المهدوي الاصلاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن