دعاء الندبه

33 13 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وال محمد الأطهار
اللهم عجل الفرج لسيدنا و مولانا المهدي المنتظر
جمعه مباركه عليكم وعلينا ان شاء الله تعالى
نكمل دعاء الندبة الفقرة الثالثة ونسأل الله تبارك
و تعالى عز وجل التوفيق والهدايا والصلاح ...

((وَاَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ))

نكمل في هذه الفقرة من الدعاء شرح فقرات دعاء الندبة المبارك المترتبة على قضية المشارطة بين الله سبحانه والأنبياء (عليهم السلام) و أهل البيت (عليهم السلام) وما ترتب على هذه المشارطة من آثار من قبل الله سبحانه وبمقتضى علمه بوفاء الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) بمشارطتهم معه تعالى والآثار التي نقف عليها في هذا المقطع (إهباط الملائكة والتكريم بالوحي والرفد بالعلم) فنقول:

إنّ الله سبحانه وتعالى بعد أن علم من الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) وفاءهم له بالزهد في جميع درجات هذه الدنيا كرّمهم بأن جعل محالهم مهبطاً لجميع الملائكة.

وهنا إشارة إلى ذلك العالم المقدس العالم العلوي، وهذا العالم لا يمكن أن ينزل ما فيه إلا ((في‏ بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ))
وهذا التكريم الإلهي في جعل الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) محلاً للتنزل السماوي ومحلاً للتمثيل الإلهي في الأرض.

وقد وردت كثير من الأخبار في الحديث عنه، حتى بوّب صاحب (الكافي) بابا في دخول الملائكة بيوت أهل البيت (عليهم السلام) وإنها تطأ بسطهم وتأتيهم بالأخبار، وفيه انهم يقذفون في قلوب أهل البيت (عليهم السلام) وينقرون في أسماعهم وعندهم الجفر والمصحف، بل وأنه يأتيهم من هو أعظم من جبرائيل.

وحيث نعلم بمقتضى ظواهر جملة من الآيات أن وظائف الملائكة متعددة، فلهم وظائف وجودية كقبض الأرواح والتصرف في بعض موجودات الكون بإذن الله وإنزال الشرائع على رسل الله فإن ما يتنزل على أيديهم لأهل البيت (عليهم السلام) أيضا متنوع ومتلون.

وإذا رجعنا إلتماساً لوصية أهل البيت (عليهم السلام) بمحاججة الناس بسورة (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) فإنّنا نجد أن هذه السورة المباركة وغيرها من آيات ليلة القدر :
((إِنَّا أَنْزَلْناهُ في‏ لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرينَ○ فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكيمٍ))
((إِنَّا أَنْزَلْناهُ في‏ لَيْلَةِ الْقَدْرِ○ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ○ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ○ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ))

تقول لنا : إن ما يتنزل في شهر رمضان وفي ليلة القدر من كل أمر حكيم إنما يكون على من هو مؤهل لهذا التنزّل إذ لا معنى أن يتنزل الملائكة على جميع الخلق ولا معنى أن يتنزل على لا أحد فلابدّ من وجود ذاك الفرد الأوحدي المؤهل لهذا التنزّل السماوي ولا بد أن يكون في الأرض لتستمر عملية الترابط الإلهي البشري السماوي والأرضي

و إن هذه العملية التي تنتج منها هداية الناس إلى الله وتأمين احتياجاتهم فيما إذا التزموا واهتدوا، إنّما هي ثمرة من ثمرات تلك المشارطة المقدسة التي نتج عنها أن جعل الأنبياء و أهل البيت (عليهم السلام) وكما في هذا النص الندبي المبارك مهبطا للملائكة ومحلاً للوحي.

اما الرفد بالعلم المتفرع على إنزال العلم الالهي فهو أبرز أثر نجم عن المشارطة المتقدمة وعن إنزال الملائكة وكونهم (عليهم السلام) مهبطاً للوحي إذ كل ما يأتي عن طريق الملائكة انما هو علم وإن اختلفت ألوانه فبعضه شرعي ينظم الحياة والعقيدة وبعضه اجتماعي وهكذا.

▪️ والحمدُ لله رب العالمين ▪️
دمتم في رعاية الله تعالى و حفظه
نسألكم خالص الدعاء بالموفقيه
المشروع المهدوي الإصلاحي

المشروع المهدوي الاصلاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن