الإستعداد للضهور

51 22 16
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وال محمد الأطهار
اللهم عجل الفرج لسيدنا ومولانا المهدي المنتظر
تقبل الله صالح أعمالكم بحسن القبول

الإستعداد للظهور

لا بد أن يتولى المناصب الإدارية في المجتمع - ولا سيما المناصب المهمة - أشخاص يتمتعون بقابيلة عالية؛ أي مَن يكون هو كريماً أولاً، ومَن يصون كرامة الناس ثانياً. وكما ذكرنا سابقاً، ينبغي في "إدارة الذات" أيضاً أن نجعل المبدأ الأول هو "الكرامة وعزة النفس".

روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام): «مَنْ ظَلَمَ نَفْسَهُ کَانَ لِغَیْرِهِ أَظْلَمَ» (غرر الحکم/٨٦٠٦)، أي من يظلم نفسه لا يستطيع أن لا يظلم الآخرين.

لا يقولنَّ أحد: "نحن نبحث عن مدير ناجح، فما دخلنا بالمواضيع الأخلاقية؟!" فقولنا: "إن على المدير أن لا يظلم نفسه" ليس بموضوع أخلاقي، بل هو موضوع إداري. بعبارة أخرى، مَن يظلم نفسه فلن يكون مديراً ناجحاً، لأن المدير الناجح هو من لا يظلم الآخرين.

إن هذه القضية تتصل بالتعاريف التخصصية للإدارة وليس بالأمور الأخلاقية والمبدئية. وحتى موضوع "الالتزام والاختصاص" قد انقضى وبات قديماً. نحن الآن نطالب المدير بـ"الاختصاص" فقط؛ أي يجب أن يكون المدير متخصصاً - بالمعنى الحقيقي للكلمة -وملتزماً بجميع مبادئ الإدارة.

من لا يكون كريماً ولا يصون كرامة المجتمع فليس هو بمدير ناجح ولا يستطيع أن يرتقي بالمجتمع إلى المستوى المطلوب، ولا علاقة لهذا الموضوع بالثوري وغير الثوري أو المتدين وغير المتدين.

قال حاكم مدينة ما: "أنا أتناول التشلوكباب (الكباب والأرز) وأنجز مهامّي أيضاً بشكل جيد!" وبالمناسبة كان هذا الرجل حاكماً لقضاء يعجز معظم أهاليه عن شراء "اللحم" إلا بشق الأنفس فما بالك بالكباب! حين يعيش إلى جانبك أناس مُعدَمون وتتناول أنت - الذي تتولى إدارتهم - مثل هذه الأطعمة، فلن يبقى عندك القدر الكافي من العقل والدهاء للتخطيط؛ والعمل من دون عقل وتدبير لا يجدي نفعاً في الإدارة!

ينبغي عدم السماح لبعض الساسة أو سماسرة السياسة أن يحوّلوا قضية إدارية وتخصصية إلى قضية سياسية دون مسوّغ! فمثلما يُعَد اتجاه إقلاع الطائرة من مدرج المطار قضية تقنية لا داعي لعرضها على الاستفتاء العام، تُعد الكثير من القضايا الإدارية التخصصية أيضاً كذلك. لكن بعض الجهلة - وأنا أعُدّهم سماسرة سياسة وليسوا سياسيين - قد سيَّسوا الكثير من القضايا، بينما هي قضايا تخصصية وإدارية وجوابها واضح. فهي ليست مما يقال فيه: "هناك مواقف عديدة تجاه هذه القضية، فاسمحوا لجميع الساسة أن يبدوا آراءهم حولها!" فأن يُبدي الساسة وجهة نظرهم حول القضايا العلمية والتقنية لا محل له من الإعراب.

والأكثر حماقة من ذلك هو أن يُقال: "يجب أن نعرض هذه القضية على الاستفتاء العام!" بينما هي قضية تخصصية! فهل تريدون تضليل الشعب؟! هذا أشبه بأن يصوّت الناس في حي من الأحياء على أنه: "مَن سيجري عملية جراحية على قلب المريض؟" لكن المتخصص في جراحة القلب هو من يجب أن يجري العملية على القلب المريض وليس من يصوّت له الناس!

المشروع المهدوي الاصلاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن