نحو التمهيد للضهور

114 26 22
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وال محمد الأطهار
تقبل الله صالح أعمالكم بحسن القبول
أسعد الله أوقاتكم بكل خير إن شاء الله تعالى

هل تختلف المرأة في دورها التمهيدي؟

لا شكَّ أنَّ هناك فوارقاً نفسية وبدنية وعاطفية بين الرجل والمرأة، ولكن هذا لا يعني أنَّ دورها في الحياة يقلُّ عن دور الرجل - هذا إن لم نقل: إنَّه يزيد عليه من حيث التأثير في بناء مستقبل واعٍ لمسؤولياته المفترضة عليه -.

ولقد اشتهر أنَّ المرأة تُمثِّل نصف المجتمع، وهذه المقالة إن صحَّت فعلينا أن لا ننسى أثر المرأة الفاعل في النصف الآخر! على كلِّ حالٍ، فيما يتعلَّق بعملية التمهيد للإمام المهدي (عليه السلام)، يمكن أن نتكلَّم في جهتين:

الجهة الأُولى: دورها في أصل عملية التمهيد: وهنا لا فرق بينها وبين الرجل، فإنَّ المطلوب من كلِّ المؤمنين- رجالاً كانوا أو نساءً- أن يهتمّوا بفكرة التمهيد العملية، والتي تتضمَّن العناصر النفسية و الفقهية والعقائدية والسلوكية المختلفة، ممَّا يصبُّ في عملية بناء أُسس رصينة لقيام دولة الحقِّ.

ولذلك، فإنَّ دعاء الندبة يساوي بينهما في حرقة الشوق للمولى الغائب، فيقول الدعاء: «بِنَفْسِي أَنْتَ أُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّى مِنْ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا».

في حديث للإمام الرضا (عليه السلام): « كم من مؤمن ومؤمنة متأسِّف متلهِّف حيران حزين لفقده»

الجهة الثانية: مفردات التمهيد:

لا شكَّ أنَّ المفردات العملية للتمهيد تختلف بين الرجل والمرأة، تبعاً لدور كلٍّ منهما في الحياة، وتبعاً للاختلافات النفسية والفسيولوجية (البدنية) بينهما، ويتلخَّص دورها بالتالي:

١- حسن التبعّل.

٢- تربية الأولاد تربية إنسانية إسلاميَّة.

٣- العفَّة في مختلف جوانبها.

٤- نشر مفاهيم الدين والخير والصلاح حسب قدرتها.

٥- الورع بتمام معنى الكلمة.

إنَّ المرأة تنطلق للتمهيد للظهور المهدوي من مملكة بيتها، وعرش عفَّتها، وحصون أدبها، لترسم لوحة زاهية الألوان، تملؤها العاطفة والحنان، تغمر بهما بيتها، وأهلها، ومعارفها، لتُؤطِّر عملها بأريج الحبِّ المهدوي، ونسمات العشق العلوي، ونفحات العفَّة الفاطمية.
___________________________________

كيف تكون المرأة مهدوية؟

هنا عدَّة نقاط، تُمثِّل منهاجاً عامّاً للمرأة المهدوية:

١- الورع، أي الابتعاد عن الحرام بكلِّ أشكاله، وخصوصاً ما يتعلَّق بإظهار المحاسن، فليس من الصحيح عقلاً وشرعاً أن تعرض المرأة زينتها لكلِّ ذباب! وليس من الدين أن تكشف محاسنها لكلِّ ناظر! وجمال الأشياء في وضعها موضعها المناسب! فليس من المعقول أن تبذل ما يخصُّ زوجها من زينة وتجمّل لغيره وتحرم زوجها منه! وإلَّا فقد تلعن الملائكةُ امرأةً من حين خروجها إلى حين رجوعها إلى بيتها! ولنتذكَّر أنَّ الإسلام هو دين العفاف، فهو الذي يُقدِّر المرأة ويحترمها إلى الحدِّ الذي يجعلها كجوهرة يمنعها من إبراز شعرة واحدة من رأسها..!
فهل من معتبِر..؟!

المشروع المهدوي الاصلاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن