ولاده علي الأكبر أبن الإمام الحسين(ع)

72 22 47
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وآل محمد الأطهار
اللهم عجل الفرج الشريف لوليك الحجه أبن الحسن
مبارك عليكم وعلينا ميلاد أشبه الناس خلقاً وأخلاقاً برسول الله ص ولله

 ولادة علي الأكبر عليه السلام
ولد علي الأكبر في الحادي عشر من شهر شعبان سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة قبل مقتل عثمان بسنتين.
فيكون له يوم الطف ما يقارب سبعا وعشرين سنة ويؤيّده اتّفاق المؤرّخين وأرباب النسب على أنّه أكبر من الإمام السجاد عليه السلام الذي له يوم الطف ثلاث وعشرون سنة.

 كنيته عليه السلام
جاء في زيارة علي الأكبر المروية عن أبي حمزة الثمالي أن الإمام الصادق عليه السلام قال له:
(ضع خدّك على القبر وقل:
صلّى الله عليك يا أبا الحسن ثلاثا)
وكما يحتمل أن تكون الكنية للتفاؤل بالولد الحسن، يحتمل أنها صدرت بعد أن كان له ولد سمّي (الحسن)، والإمام الصادق في نفس الزيارة يقول أيضا:
(صلّى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وآبائك وأبنائك وأمّهاتك الأخيار الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا).
ولفظ الأبناء جمع يدلّ على ان لعلي الأكبر عليه السلام أكثر من الولدين الاثنين.
كما أن قوله عليه السلام (وعلى عترتك) دالّ عليه أيضا فإن عترة الرجل ذريته فلو لم يكن له ذرية لما صحّ استعمال هذا اللفظ وورود هذه الجملة في لسان الإمام العارف بخواص البلاغة ومقتضيات الأحوال أقوى برهان.
وغير خافٍ أن هذه الرواية رواها الشيخ الجليل ابن قولويه في (كامل الزيارة) بسند صحيح ورجال ثقات.

  لقبه عليه السلام
لقّب السيد الشهيد (بالأكبر) لكونه أكبر من الإمام زين العابدين وقد صرّح بذلك السجاد عليه السلام حين قال له ابن زياد: أليس قتل الله عليّا؟ فقال الإمام: كان أخ أكبر مني، يسمّى عليا فقتلتموه.
ولقد وصف السجاد بالأصغر والشهيد بالأكبر جماعة من المؤرخين منهم:
١ ـــ قال ابن قتيبة في المعارف ص ٩٣: ولد الحسين عليا الأكبر أمّه بنت أبي مرّة وعليا الأصغر أمه أم ولد. وفي ص ٩٤ قال: وأما علي بن الحسين الأصغر فليس له عقب إلا منه.
٢ ـــ قال الدينوري في الأخبار الطوال ص ٢٥٦: لم ينج من أصحاب الحسين وولده وولد أخيه إلا ابنه علي الأصغر.
٣ـــ قال السهيلي في الروض الأنف ج ٢، ص ٣٢٦: قتل معه بالطف علي الأكبر وأما علي الأصغر لم يقتل معه، أمّه أم ولد اسمها سلافة بنت كسرى يزدجرد.
 ٤ ـــ قال الديار بكري في تاريخ الخميس ج ٢، ص ٣١٩: كان زين العابدين ابن ثلاث وعشرين سنة وهو علي الأصغر وأما علي الأكبر فإنّه قتل مع أبيه.

 شبهه عليه السلام بجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
لم ينص المؤرخون على مشابهة آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم له في جميع الصفات إلا في ولده الأكبر.
فعن جابر الأنصاري أن فاطمة الزهراء عليها السلام تشبه أباها في المشية.
ورواية الصدوق تشهد بأن الحسن شابه جده في الهيبة والسؤدد والحسين في الجود والشجاعة، وأخرج الحاكم النيسابوري عن علي عليه السلام: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لجعفر الطيار: أشبهت خلقي وخلقي
ويحدث الشيخ الجليل الشيخ فخر  الدين الطريحي في المنتخب أن الحسين قال في حق الرضيع: اللهم أنت الشاهد على قوم قتلوا أشبه الناس برسول الله محمد عليه السلام.
وهذه الشواهد كلها لا تدل على مشابهة العترة الطاهرة للرسول في جميع الصفات الكريمة.
لكن كلمة الحسين الذهبية في حق ولده الأكبر:
اللهم اشهد أنه برز إليهم أشبه الناس خَلقاً وخُلقاً ومنطقا برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إليه
ترشدنا إلى أن فقيد بيت النبوة كان في وقته مرآة الجمال النبوي وانموذجا من منطقه البليغ الرائع، حتى أن أباه عليه السلام إذا اشتاق إلى رؤية ذلك المحيا الأبهج الذي يقول فيه حسان مصرحا بالحقيقة غير مبالغ:
وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
خلقـــت مبــــــرأً عـــــن كـــل عيب
كأنـــــك قد خلقت كما تشاء

المشروع المهدوي الاصلاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن