ولادة قمر العشيره ابا الفضل العباس( ع)

46 15 13
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وال محمد الأطهار
اللهم عجل الفرج لسيدنا ومولانا المهدي المنتظر
مبارك لنا ولكم ولادة الإمام أبا الفضل العباس عليه السلام

الوليد العظيم :

وكان أوّل مولود زكيّ للسيّدة أمّ البنين هو سيّدنا المعظّم أبو الفضل العباس عليه‌ السلام ، وقد ازدهرت يثرب ، وأشرقت الدنيا بولادته وسرت موجات من الفرح والسرور بين أفراد الأسرة العلوية ، فقد ولد قمرهم المشرق الذي أضاء سماء الدنيا بفضائله ومآثره ، وأضاف إلى الهاشميين مجداً خالداً وذكراً نديّاً عاطراً.

وحينما بُشِّر الإمام أمير المؤمنين عليه‌ السلام بهذا المولود المبارك سارع إلى الدار فتناوله ، وأوسعه تقبيلاً ، وأجرى عليه مراسيم الولادة الشرعية فأذّن في أُذنه اليمنى ، وأقام في اليسرى ، لقد كان أوّل صوت قد اخترق سمعه صوت أبيه رائد الإيمان والتقوى في الأرض ، وأنشودة ذلك الصوت.

« الله أكبر ... ».

« لا إله إلاّ الله ».

وارتسمت هذه الكلمات العظيمة التي هي رسالة الأنبياء ، وأنشودة المتّقين في أعماق أبي الفضل ، وانطبعت في دخائل ذاته ، حتى صارت من أبرز عناصره ، فتبنى الدعوة إليها في مستقبل حياته ، وتقطّعت أوصاله في سبيلها.

وفي اليوم السابع من ولادة أبي الفضل عليه‌ السلام ، قام الإمام أمير المؤمنين عليه‌ السلام بحلق شعره ، والتصدّق بزنته ذهباً أو فضّة على المساكين وعقّ عنه بكبش ، كما فعل ذلك مع الحسن والحسين عليهما‌ السلام عملاً بالسنّة الإسلامية.

سنة ولادته :

أفاد بعض المحقّقين أن أبا الفضل العباس عليه‌ السلام وُلد سنة ( ۲٦ ه‍ ) في اليوم الرابع من شهر شعبان

تسميته :

سمّى الإمام أمير المؤمنين عليه‌ السلام وليده المبارك ( بالعباس ) وقد استشفّ من وراء الغيب انه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام ، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل ، ومنطلق البسمات في وجه الخير ، وكان كما تنبّأ فقد كان عبوساً في ميادين الحروب التي أثارتها القوى المعادية لأهل البيت عليهم‌ السلام ، فقد دمّر كتائبها وجندل أبطالها ، وخيّم الموت على جميع قطعات الجيش في يوم كربلاء ، ويقول الشاعر فيه :

عبست وجوه القوم خوف الموت * والعبّاس فيهـم ضاحــك متبسّم

كنيته :

وكُنِّي سيّدنا العبّاس عليه‌ السلام بما يلي :

۱ ـ أبو الفضل :

كُنّي بذلك لأن له ولداً اسمه الفضل ، ويقول في ذلك بعض من رثاه :

أبا الفضل يا من أسّس الفضل والإبا * أبى الفضل إلاّ أن تكـــون له أبـــــا

المشروع المهدوي الاصلاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن