بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وال محمد الأطهار
اخوتي الاكرام تقبل الله صالح أعمالكم بحسن القبولإدراك صاحب الزمان(عجل الله فرجه الشريف) وولايته ودولته هو المحور الرئيس للدين في عصرنا لم يدر النزاع في صدر الإسلام حول الاعتقاد بالله، بل حول الرسول(ص واله) نفسه!
مثلما كان الدين في بداياته متمحوراً حول شخص الرسول(ص واله)، وكان المحور الرئيس في الدين هو قبول الرسول(ص واله) شخصيّاً والإيمان به ونصرته والتضحية في سبيله، فلقد أصبح المحور الرئيس للدين ليوم هو إدراك صاحب الزمان(عجل الله فرجه الشريف) ودولته، والتسليم لولايته و التضحية في سبيله.
لكن تعاليمنا الدينية عموماً رسخت وما زالت ترسّخ هذا المفهوم الخاطئ وهو أن "الدين ليس إلا منظومة لضبط علاقة الإنسان بالله، وبالطبع كان لرسول الله(ص واله) أيضاً دور في إبلاغ الدين وهو(ص واله) أيضاً محترم!" هذا وقد كانت بداية الدين هي قبول شخص رسول الله(ص واله) وإجابته، وكان تاريخ صدر الإسلام يدور حول محور الدفاع عنه(ص واله) وفدائه بالنفس.
حين تكون تعاليمنا الدينية على هذا المنوال فمن الطبيعي أن لا يُهضم مفهومٌ مثل "الولاية" جيّداً، ويشيع التنكُّر للولاية، ولا يتسنّى إدراك معنى قبول الولاية وسيبدو هذا القبول أمرا شعاريّاً و ليس شعوريّاً! أضف إلى ذلك الأضرار الجسيمة الأخرى والتي يُعد التأخير في ظهور صاحب العصر(عجل الله فرجه الشريف) إحدى تبعاتها، على الرغم من وجود هذا العدد الهائل من المسلمين الصالحين المصلّين.
كان معيار إسلامك في عهد صدر الإسلام هو "أن تؤمن بهذا النبي وتُقرّ بأنه رسول الله"، وإلا فقد كان الجميع تقريبا يؤمن بالله في ذلك الزمن، وإن كان هذا الإيمان تشوبه الزوائد والشوائب. ولم يكن النزاع يدور حول العبادة أيضاً، بل كان حول شخص الرسول(ص واله) نفسه، أي حول أن نؤمن به أو لا نؤمن. لكن الطريقة التي درسّونا بها في المدارس صوّرتْ لنا أن الجميع كانوا ملحدين في صدر الإسلام، وحين كان أحد يتحدث عن "الله" كانوا يقولون باستغراب: "ما معنى الله؟!" وكان النبي(ص واله) يبدأ بإثبات وجود الله لهم! تماما كما نقوم نحن أولاً بإثبات وجود الله لأطفالنا.
كان رسول الله(ص واله) هو المحور في صدر الإسلام وبقي كذلك حتى النهاية، ولذلك قال(ص واله) في يوم الغدير: «من کنت مولاه فهذا علي مولاه». فلا يلمني أحد بأنك "قد رفعت شأن رسول الله(ص واله) إلى مرتبة أعلى من الله!" كلا! فقد كان الإيمان بالله موجوداً آنذاك أيضاً، ولم يكن النزاع حوله، بل كان حول رسول الله(ص و اله) شخصياً.
اليوم أيضا يدور النزاع في الدين حول ظهور ذلك الشخص الغائب، وليس حول التدين بدون حضوره! واليوم أيضا ينبغي أن يبلغ التدين مرحلة يتكلّل فيها بقدومه! فمجيئه مؤشر على نجاحنا في التدين. وإن السبب في قتلهم المتدينين اليوم هو الحيلولة دون مجيئه! فمن كان تدينه لا يهيئ الأرضية للظهور لا يكترث به المستكبرون أبداً فما بالك بأن يقتلوه!
بناء على ذلك فإنّ كل موضوع يُطرح اليوم للنقاش يجب أن يحدد موقفَه من قضية ظهور ولي الله الأعظم(عجل الله فرجه الشريف). والموضوع الذي لا يحدد موقفه تجاه هذه القضية وتهيئة الأرضية والإمكانيات للظهور هو موضوع أبتر معلق في الفضاء. فعلى حد ما نُقل عن الإمام الصادق(عليه السلام) إن هدف الإسلام لم يكن الطواف حول الكعبة الشريفة، فقد كان هذا الطواف قائماً قبل بعثة الرسول(ص واله) أيضاً: «هکذا کان یطوفون في الْجاهلیة» فالطواف بالبيت العتيق دون الإيمان برسول الله(ص واله) ليس هو إلا طواف الجاهلية، ودروس الأخلاق والعبادة والأمور المعنوية دونما اتصالٍ بظهور صاحب العصر(عجل الله فرجه الشريف) ليست إلا دروس عهد الجاهلية في الأخلاق والعبادة والأمور المعنوية!
وكذلك الحال بالنسبة لمجالس عزاء أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) والمواكب الحسينية، فعليها أن تحدّد موقفها من قضية ظهور صاحب العصر (عجل الله فرجه الشريف) وإلا لا تكون مقبولة! والشاهد والحُجّة على كلامنا والمعيار له هو زيارة عاشوراء التي يتكرر في مقاطع عديدة منها "السلام على الحسين(عليه السلام)، واللعن لأعدائه، والإشارة إلى ظهور صاحب الزمان(عجل الله فرجه الشريف)". وزيارة عاشوراء من أكثر زياراتنا المأثورة محورية والتي تحدد موقفها دائماً من قضية ظهور مولانا صاحب الأمر أرواحنا له الفداء.
إنّ من مؤشرات سلامة كل موضوع ديني ومعنوي يتم طرحه وأن له الأسبقية مقارنة بغيره هو أن يحدد علاقته بقضية الظهور وموقفه بالنسبة لتوفير الأرضية للفرج. إذ ربما نخوض في الأخلاق ونتناقش معاً حولها دون أن تكون ثمة صلة لذلك بالظهور، وهذا كالطواف المجرَّد من رسول الله(ص واله) الذي كان يمارَس زمن الجاهلية.
نعم، قد يُبحث موضوعٌ ما دون أن تُحدَّد علاقته بالظهور، لكن بإمكانك أنت أن ترى ما إذا كانت له صلة حقيقية بالظهور أو لا. فإن كانت الصلة موجودة فهو موضوع سليم وله الأسبقية
▪️ والحمدُ لله رب العالمين ▪️
دمتم في رعاية الله تعالى و حفظه
نسألكم خالص الدعاء بالموفقيه
المشروع المهدوي الإصلاحي
أنت تقرأ
المشروع المهدوي الاصلاحي
Historical Fictionإبدأ مِنَ اليوم ومِنَ الآن... افعل أي شيء قَادر أن يوصلك لأحْلامك... أي شيء يجعلك تشعر أنك مبدع... لا تَـيأس أنت بإمكانك أن تفعل ماتُريد إذا أردت... المشروع المهدوي الإصلاحي نسألكم الدعاء صاحب الزمان ينتظر منا عملاً