اجواء حاكمة على العلاقه العائليه

15 3 1
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و آل محمد الطاهرين
تقبل الله تعالى صالح أعمالكم

موضوعنا اليوم هو أجواء حاكمة على العلاقة العائليّة

على المرأة أنّ تعلم أنّ علاقتها مع زوجها لها أولويّة شرعيّة وهي مقدَّمة ما دامت ضمن الضوابط الشرعيّة، حتّى صارت هذه العلاقة مُنطلقاً لجهاد المرأة، ففي الرواية عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "جهاد المرأة حُسْنُ التبعّل"، أي حُسن العلاقة مع الزوج، وهناك العديد من التفاصيل التي ذكرها الشرع في هذه العلاقة منها:
١- المودّة: يقول تعالى: ﴿... وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً...﴾ والمودّة هي المحبّة، والمحبّة هي الميل النفسيّ الذي يشكّل قاعدة أساسيّة للتفاهم والانسجام.

٢- الرحمة: وهي الأمر الآخر الذي أشارت إليه الآية السابقة، فبعد المودّة جاء دور الرحمة التي هي نوع من الرّقّة والتعطّف، فلم يكتفِ تعالى بعلاقة المودّة والمحبّة بين الزوجين بل عطف عليها الرّقّة والتعطّف، التي تظهر في الأعمال على شكل عطاء لا ينتظر مقابلاً. وقد ورد في الحديث: "ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء إلّا كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها".

٣- المعاشرة بالمعروف:

إذا استحكمت المودّة والرحمة في قلب الزوجين فلا بدّ أن تظهر آثارها في المعاشرة والحياة اليوميّة، على شكل:
﴿... وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ...﴾. فالذي يودّ ويرحم لا يمكن أن تقع منه الأذيّة: ﴿وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ

هذه المعاشرة بالمعروف تظهر في العديد من التصرّفات التي تشير إليها الروايات: فعن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "... خير نسائكم... الهيّنة الليّنة المؤاتية التي إذا غضب زوجها لم تكتحل (عينها) بغمض حتّى يرضى وإذا غاب (عنها) زوجها حفظته في غيبته، فتلك عاملة من عمّال الله، وعامل الله لا يخيب".

وعن الإمام الصادق عليه السلام: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقّتني وإذا خرجت شيّعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمّك؟ إن كنت تهتمّ لرزقك فقد تكفّل به غيرك وإن كنت تهتمّ بأمر آخرتك فزادك الله همّاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بشّرها بالجّنة وقل لها: إنّك عاملة من عمّال الله ولك في كلّ يوم أجر سبعين شهيداً"

٤- التعاون وسدّ الفراغ:

يقول تعالى: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ .﴾ وتشير الآية إلى معانٍ ثلاثة:

أوّلاً: كلاهما زينة للآخر فاللباس زينة لمن يلبسه.

ثانياً: كلاهما يحصّن الآخر، فاللباس يحصّن الإنسان من البرد في الشتاء ويردّ عنه حدّة الشمس في الصيف.

ثالثاً: كلاهما سترٌ للآخر، فاللباس يستر البدن ويواري سوءته.

فتكليف المرأة إذا رأت عيباً أو مشكلة في زوجها أن تستر عليه أوّلاً، وأن تساعده على سدّ هذه الثغرة ثانياً، وأن تزيّنه أمام الناس ثالثاً.

▪الحمد الله رب العالمين▪
دمتم في رعايه الله تعالى وحفظه
نسألكم خالص الدعاء بالموفقيه
المشروع المهدوي الاصلاحي

المشروع المهدوي الاصلاحي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن