إستيقظ وأخيرا

421 39 1
                                    

اليوم تزوج جين بنانا.. لم يكن هناك حفل ولا اي شيء.. حتى جونكوك لم يحضر.. قال جين بعد أن عادوا للمنزل "نحن بالتأكيد لن نبقى بمنزل تايهيونغ.. هيا أجمعي اغراضك مع أمك لنذهب لبيتي"..

تجمع الدموع بعين نانا فهي تعرف ان كلامه منطقي لا يجوز بعد أن تزوجت بغير تايهيونغ ان تظل بمنزله.. صعدت للغرفتهما للمكان الذي إلتقت به أول مرة.. نظرت للحمام وتذكرت عندما خرج وإحتضنها من خلفها في أول لقاء بهما.. لمست الحائط الذي دفعته عليه ووضعت على رقبته السكين... أمسكت بمنشفته التي دائماً ما ينشف شعره بها وكان رائحته كلها بها... جلست على السرير وهي تتذكر الليالي التي قضتها معه.. إحتظنت الوسادة وإستنشقتها بقوة وهي مغلقه لعيناها.. شعرت نانا بحمل وثقل كبير على صدرها نزلت من فوق وهي تركض.. نادى عليها جين وأمها لكنها خرجت..

قادتها قدماها إليه.. كانت تبكي بشدة.. فتحت الباب كان مُستلقي كما كان منذ أربعة أشهر.. لمست يداها وجهه... عينه.. حواجبه.. خدوده.. شفتاه.. نزلت لمستواه.. أغلقت عيناها ووضعت شفتيها على شفتاه..

أمسكت كف يده وقالت بهدوء " هل انت سعيد الآن؟ لقد خنتك.. تزوجتُ غيرك.. أصبحتُ لرجل غيرك.. هل انت سعيد.."
ضربت على صدره بقوة وقالت وهي تبكي " ألم تكتفي من النوم.. أنهض يكفي نوم.. يكفي.. يكفي.. يكفي"..

إستمرت بضرب صدره " لماذا ذهبت لما أحرقت لي قلبي.. لماذا ستحرق قلبك لماذا تاي لماذا "
" يا ليتني لم التقي بك.. يا ليتني بقيت سارقة بيوت.. لماذا جعلتَ نفسكَ بطلاً وتخليتَ عني الآن.. حتى بيتك سأخرج منه.. "
قبلت كف يده بقوة وهمست بأذنه لعله يسمعها" سامحني.. سامحني ولا تكرهني"
*******
رجعت نانا للمنزل ووجدت جين قد أغلقه وهو ينتظر مع أمها في السيارة.. لم يتكلموا شيئاً وذهبوا إلى منزل جين بهدوء..

مضى أسبوع آخر.. لم تزور نانا تاي أبداً... أصبحت كئيبة ولا تتكلم كثيراً.. أما جين فيذهب لزيارة تاي مرتين بالأسبوع...

في أحد الليالي كان جونكوك نائما..

"تاي هل هذا انت هل إستيقظت.."
"نعم لقد إستيقظت.. ولم أجد شيء يا جونكوك.. لم أجد حبيبتي ولم أجد إبني.. كل شيء قد إختفى حتى أصدقائي"..

تجمعت الدموع في عين جونكوك وقال "لا لا .. انا هنا معك.. انا دائماً معك تاي"

"لا جونكوك.. انت أيضاً خنتني.. انت أيضاً لست موجود بجانبي.. لقد سمحت لحبيبتي ان تتزوج صديقي.. كان بأمكانك منع حدوث هذا.. لا تقل لي إنك تحاول حمايتي هذا هراء "..

إستيقظ جونكوك فزعاً.. وكان العرق يملئ وجهه وجسده.. ضرب كأس الماء بجانبه بالحائط وقال" اللعنة عليكِ نانا.. "

******
مضى شهران آخران.. أصبحت ستة أشهر من الحادث..

لوسيا تزور تايهيونغ كل يومين.. وكذلك جونكوك..
كانت لوسيا تمسك يد تايهيونغ وهي شبه نائمة... فجأة...

تحرك أصبعه... تحرك كف يده كله.. رفعت رأسها بصدمة إليه لترى عيناه شبه مفتوحة... صرخت بأعلى صوتها... دخل جونكوك بصدمة ظن بأن تايهيونغ قد مات.. تقدم نحوه ورأى نصف عيناه مفتوحة...

أمسك وجهه بيداه وقال وهو يهز رأسه " لا تغمض عيناك.. إبقى هكذا تاي... إين الأطباء... اللعنة فاليأتوا بسرعة"

كانت لوسيا تقف جانباً وهي تضع يدها على فمها... تقدمت نحو تاي وأمسكت يده

"هذه انا لوسيا.. حبيبتك.. تاي لا تغمض عيناك.."

بدأت نبضات قلبه تزداد كثيراً.. دخل الأطباء وحقنوه إبرة.. لم ينم بل فتح عينه كلها وهو ينظر حوله بلا وعي...

أخرج الطبيب جونكوك ولوسيا وبعد فحص لمدة نصف ساعة قال الطبيب " كما توقعتُ.. هو لا يتذكر أي شيء... لا يتذكر أي شخص.. لقد فقد ذاكرته كلياً... الأهم من ذلك.. لا تجهدوا عليه.. لا تجبروه على التذكر لأن هذا سيظر بدماغه.. لقد نجا من الموت بأعجوبة ولهذا عليكم حمايته من نفسه أولاً ثم... ثم منكم.. عليكم الحذر معه"...

قال جونكوك بفرح "لا يهم.. المهم ان صديقي قد عاد..."

توجه نحو لوسيا وحملها وصرخ

"لقد إستيقظ صديقي لقد إستيقظ تايهيونغ... تاي قد فتح عيناه هل رأيتِ ذلك.. "..

لا تفقدي الأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن