أسطورة الهرم (كلنا سندفع الثمن) η θυσία

الفصل الأول البداية | البارت الأول.

البارت الأول

الكاتبة زينة مزيون

≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈

الأهتمام لن يأتيك إلا  من شخص يريدك

– جبران خليل جبران

≈

≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈

زيارة.

زيارة بعد زمن مضى، تزيل عَتَبَ النسيان.

وجهة نظر الراوي :

يدخل الشاب الهادئ ذو الخطوات الواثقة ، إلى المكتبة كعادته، والتي اكتسبها منذ زمن مضى، الجرس الذي على الباب أصدر صوتًا رقيقًا هادئًا لتنبيه صاحب المكتبة عن وجود زوارٍ جدد، ولكنه لا يُسّمَع من قِبَلِ الماكثون للقراءة؛ بسبب الحواجز السحرية المنتشرة في المكان والتي يمكن الشعور بها بسهولة حتى من قبل البشر الذين لا يدركون مكنونها.
.

.

.
تجولت عيني ذلك الشاب الوسيم في المكان بلا مبالاة قبل أن يتحرك باتجاه مكانه المعتاد ليجلس هناك ويبدأ القراءة و الابتعاد عن الأشغال الكثيرة التي يمتلكها ، وفجأة توسعت عيناه بصدمة، فلا يمكن أن يكون ما شعر به ولوهة حقيقة، لا يمكن بعد كل هذا الوقت، وقف بعجل وأخذ يتبع تلك الهالة المألوفة التي شعر بها.
.

.

.
وقف خلف ذلك الشخص ذو الهالة المألوفة له، والتي كان خائفًا للغاية أن ينساها قبل أن يراها مجددًا، فقد أطالت الغياب بالفعل، ترتدي ردائها وتضع القلنسوة على وجهها، وتراقب شيئًا ما بخفية، اقترب خطوتين صغيرتين منها لا تكاد تذكر قبل أن يتوقف مجددًا ليتأملها، وقد تردد للغاية في ما إذا عليه الأقتراب أم لا؟ فهو يخشى هربها منه مجددًا كما فعلت طوال الفترة السابقة، تجاهلته تمامًا.
.

.

.
وقد بدا له الأمر أنها ترفض أمر علاقتهما بطريقة غير مباشرة، ولكن للأسف الشديد هو لا يملك خيار في هذه العلاقة بل هو خاضع تمامًا لها، فهي في النهاية فرصته الوحيدة في معرفة الحب ولا يستطيع التخلى عن حبها أبدًا، إنها كل شيء له خصوصًا إن تطور الأمر، حينها حتمًا سيكون ميت الروح فقط كأبيه.
.

.

.

لذا حزم أمره واقترب منها قائلًا وقد شعر بتصلب جسدها لمعرفتها بجوده خلفها وليس لأنه معها في نفس المكان، فهي قد أدركت ذلك منذ البداية، وقد حرصت على إخفاء هالتها، ولكنه وجدها رغمٌ عن ذلك ولا مفر الأن من المواجهة التي فرت منها منذ زمن، وإن كان الأمر يترتب عليه تدمير ما كانت تفعله وقد بذلت من أجله جهد كبير، فذلك الشاب الذي تراقبه لهو مثل الزئبق في اختفائه، ومن الصعب جدًا البحث عنه فهو دقيق للغاية .
َ.