البارت الرابع

537 65 139
                                    

البارت الرابع.

الكاتبة زينة مزيون.

=========================

ليس هناك أكرم من المرأة، إذا أعطيتها الأمان كانت لك وطن.

– نزار قباني

=========================

الفرصة الوحيدة للحب.

ماذا يعني أن تمتلك فرصة وحيدة للحب، إن خسرتها عانيت في غياهب الحزن والوحدة .

هذا سيكون ظالمًا بحقنا للغاية.

أربيل :

في مختبر كان كل شيء فيه مظلم  وهناك كثير من الضباب الأبيض الذي يطفي على المكان وطابع شديد البرودة، وبين تلك الدوارق والأدوات الكيميائية والآلات الغريبة وعلى تلك الطاولة في تلك الكبسولة الزجاجية الضخمة تحديدًا كان هناك جسد يقبع داخلها محاطًا بنفس الضباب الأبيض.
.

.

.

شعر أسود بشرة بيضاء حاجبين كثيفين أهداب طويلة  ملامح حادة  فك عريض وجسد ضخم، وببطئ فتح ستار أهدابه ليكشف عن عينين حادتين تتنساب تمامًا مع ملامحه بلون بني غامق، جعل قلبي يدق بقوة، وكيف لا أفعل وأنا أرى قطعة مني قد أصبح بهذا الحجم، وفي داخلي ألف استفهام.
.

.

.
فتحت عيني بقوة وأنا أتصبب عرقًا من هذا الحلم الذي لم أعد أدري أهو حلم؟ أم كالعادة زيارة؟ ولكن إن كان حلمًا فسأكون شاكرة للغاية، فالموت يقترب أسرع من المتوقع، لذا وقفت من على السرير متجهة نحو دورة المياة لأخذ حمامًا بارد يزيل عني هذه الحرارة التي تحرق جوفي.
.

.

.
لأرتدي ملابس البارحة بسرعة، وأخرج من الغرفة وأنزل نحو غرفة المعيشة لأجلس قرب المدفئة التي تستعر بنار بنفسجية خصراء غريبة ولكنها تعمل على التدفئة بشكل جيد للغاية، وقد تكورت حول نفسي على تلك الاريكة التي كانت الأقرب للمدفئة لعل أطرافي الباردة تأخذ من هذا الدفئ ولو قليلًا.
.

.

.

وبعد برهة شعرت بقدوم شخص ما إلى هنا وكنت أكسل من أن أركز على من يكون، ولكن فور دخوله المكان أدركت بسرعة أنه ليس سوى ماكسمليان، حيث أقترب من المكان الذي أجلس فيه وبيده غطاء صغير الحجم ليضعه فوقي برقة رفعت رأسي لأنظر إليه وكون الوقت لا يزال مبكرًا للغاية والشمس لم تكن قد أرسلت أشعتها فلم يكن السبيل الوحيد لرؤيته سوى عن طريق المدفئة التي انعكست على وجهه تمامًا.
.

.

.

اقترب مني أكثر ليقوم بتعديل الغطاء الذي انزلق حين رفعت رأسي، ودون شعور مني اقتربت منه أكثر أريد الحصول على حرارته التي كانت بالنسبة لي وعلى نحو غريب أفضل من الحرارة التي ترسلها لي المدفئة
عندما انتهى هو من تعديل الغطاء انتبه لكوني أصبحت أقرب إليه، لينظر داخل عيني لفترة  تكلمت بها عيني عن كل ما أصابني، وكم من الخوف أمتلكه، وكم أحتاج إليه رغم عني.
.

أسطورة الهرم (كلنا سندفع الثمن)       η θυσίαحيث تعيش القصص. اكتشف الآن