البارت التاسع

596 71 13
                                    

البارت التاسع

الكاتبة زينة مزيون

إعزائي إن كنت لستم راضين لمَ وصلت إليه الرواية فالرجاء إخباري، وإن فعلتم فتشجيعي سيكون من أبسط الحقوق.

=========================

وإن الأنسان ليموت من الكتمان

زينة (آن).    

=========================

اعتراف ومخاوف

حينما يثقل الكاهل بالواجبات، حينما تتعب الروح وتبدأ بالانضحال، المخاوف تكثر والضيق يشتد حينها لابد من بوح يخفف شدة العاصفة داخلنا أو فاستعدوا للأنفجار، وإن لم يحدث هذا أو ذاك، يبدو أنها هناك حالة انتحار.

لطالما تساءلت عن الحرب كثيرًا، فأنا لا أجد فيها ما يستحق لتزهق أرواح، ربما يكون هذا حالي فقط؛ لأنني تلك التي لا تملك هدفًا في هذه الحياة تسعى المحاربة من أجله، فأنا أرى الحياة فارغة مفرغة من كل ما يستحق، ولولا وعد قمت بقطعه لكنت أسفل التراب منذ زمن.
.

.

.
وهذا ما زاد فضولي نحو ما يدعى بالحرب فأنا لم أفكر يومًا بما يجعل حربًا تنشأ، وأتساءل الأن كثيرًا إن كانت الضغائن والأطماع كافية بإزهاق الكثير من الأرواح، أتساءل إن كان الأمر يستحق كل ذلك، أم أن الحرب تنشأ من عدم الرضا تجاه النفس وكل ما حولتَ أعطاها المزيد لترضى كل ما بدأت أطماعها بالكبر كالحفرة تمامًا كل ما أخذت من سخطها إزداد حجمه تدريجيًا ولن تمتلئ أبدًا.
.

.

.
ولأنني لم أكن أرغب في معرفة أسباب الحرب المتنوعة والكثيرة للحد الذي قد يجعل منها تافهة للغاية فلا زلت أتذكر إحدى حروب العرب التي قامت بسبب حصانان واستمرت لعدد من السنين التي لم أعد أتذكرها، بل أنا أتساءل عن منشئ الخطأ من أين أتى الشر بالأصل أكان من الحسد أم من عدم المساواة أم من الغضب حتى كل هؤلاء تأتي بسبب، ولكني مهما بحثت لأجد تلك البداية، لا أجد أبدًا بداية كل هذا.
.

.

.
فأنا لا أؤمن بأن الشرير يولد، فلا أصل في الشر داخل براءة الطفولة، فإذن من أين أتى يا ترى مهما حاولت الوصول لمنشأ الخطأ لا أستطيع فقط إيجاده في الأصل من شدة تلك الخيوط المترابطة والمتشابكة حتى بدت جميعها وكأنها أصل، وكل ما حولت حل واحد وجدت أنك عقدت ألف، لذا دائما ما كنت اصل لنقطة استسلم فيها قبل أن أجد لي عزمًا وأعاود المحاولة مجددًا .
.

.

.

وبين ضياعي الشديد في حقيقة الحروب والشر وجدت نفسي أتساءل عن هذه الأسطورة التي أقوم بتحقيقها، هل فقط سنقوم بحرب بين طرفين واحد يلعب النور والأخر يلعب الظلام فقط لأن الأسطورة هي التي حددت أماكنًا وقررت أن هناك حرب ستقوم بيننا بدون أدنى سببب، هل الحياة وجدت أن السكان أصبح كثيرون فقررت التخلص منهم بهذه الطريقة دون السبب، أم أن هناك حكمة آخرى تختبء خلف الأمر
.

أسطورة الهرم (كلنا سندفع الثمن)       η θυσίαحيث تعيش القصص. اكتشف الآن