البارت الثالث

532 73 107
                                    

البارت الثالث

الكاتبة زينة مزيون.

=========================

الأجابات موجودة بداخلك كل ما عليك فعله هو أن تهدأ لتسمعها.

– بات أوبوكسكي.    

=========================

نحتاج إلى حديث

كم من المرات التي كنا نحتاج فيها إلى حديث يزيل عنا التشابك، الأوهام، التخبطات،  وأن ندرك مايجري حولنا وما في دواخلنا؟

أعتقد أننا نحتاج عددًا  لا حصر له من المحادثات لنستقر، ماذا عنكم ماذا تعتقدون؟

الراوي :

مرت عدة أيام لا جديد فيها في حالة أرييل لم تتحسن بل ازدادت سوءً حيث أن درجة حرارتها ارتفعت للغاية ولم ينفعها الطبيب ولا دعوة الحبيب، جسدها ينتفض بقوة وحرارتها باتت كالهيب، حتى محاولات ماكسمليان في خفض حرارتها بائت بالفشل، فحمل جسدها بيأس نحو الحمام للمرة العاشرة لهذا اليوم ولكن لم يجدي الأمر نفعًا حيث وضعها في حوض الأستحمام الذي قد ملئه بوقت سابق، بمياة مثلجة لعلها تستفيق أو أن حرارتها تنخفض.
.

.

.
ولكن جسدها لا يبدي ردًا، فلم تستيقظ من البرودة ولم تنخفض حرارتها بل إن الماء أصبح أكثر حرارة، أخرجها من الماء ليأخذها بين يديها، وتستقبله جلنار لتغير ثيابها إنه حقًا يكره هذا الوضع ولكن ما باليد حيلة فهي لن تكون سعيدة إن غير هو ثيابها بنفسه، لذا كان عليه تقبل الوضع برحابة صدر، فليس هذا مهمًا في هذه اللحظات وبينما هو كالعادة ينتظر انتهاء جلنار من تبديل الثياب، وجد أنها تناديه وقد فتحت الباب مطلة منه " عليك أن ترى هذا" ليدخل بسرعة بسبب نبرتها القلقة التي جعلت بعض من قلقها يتسرب نحوه.
.

.

.
عندما دخل إلى غرفة  تفحص جسدها  بسرعة ليُطَمِئن نفسه، أنه لم يفقدها بعد، قبل أن ينظر نحو جلنار مستفسرًا لتقول " اقترب، إنها تهذي"  اقترب بخطوات واسعة ليجلس على سرير بالقرب منها بينما جلنار تجلس بالجهة المقابلة له، وعندما دنى نحوها، أدرك أنها لم تكن تهدي فلو كانت كذلك لسمعها بسهولة عندما دخل الغرفة، ولكنها فقط تحرك شفتيها بكلمات مقطعة لتتوسع عينيه بشكل طفيف عندما أدرك كلماتها  لتقول جلنار " أنها تستمر في النداء لهذا المدعو نيكولاي أو نيك".
.

.

.
مد ماكسمليان يده نحو وجهها ليضرب عليه بخفة وقد  اقترب من أذنها ليهمس " أرييل.... أرييل استيقظِ". لم يبدو عليها أي ردة فعل إطلاقًا، ولم يشعر بنفسه الا وقد رفع رأسه ليقول لجلنار التي نظرت إليه فورما وجدته ينظر لها بعد أن كانت تنظر لأرييل ليقول" هل تسمحين؟" نظرت له قليلًا قبل أن تهز رأسها بالموافقة، لتقف من على السرير وتخرج بهدوء.  لتستقر يده أعلى صدرها فوق قلبها تمامًا بعد خروجها، وسرعان ما شعر بالطاقة التي تمتد من يديه نحو قلبها، كأنه يقوم بإنعاشها، ليقترب منها هامسًا مجددًا بصوت منخفض للغاية " أندي، ديلي، حلوتي، استيقظِ".
.

أسطورة الهرم (كلنا سندفع الثمن)       η θυσίαحيث تعيش القصص. اكتشف الآن