جلست ميكا وبجانبها ساشا في منتصف القاعة ينتظرن الاستاذ المنتظر، استاذ الرياضيات.
نظرت ميكاسا لساعتها واذا بها التاسعة صباحاً. تنهدت بتعب هي ليس فقط تكره الرياضيات بل وان الاستاذ لا يحترم مواعيده يبدو انها لن تتفق معه ولن تتصالح مع مادته ما حيت! اذ ان الحصص تبدأ في الثامنة والنص والاستاذ المنضبط تأخر نصف ساعة.
كانت كعادتها تحظر العالم الخارجي من حولها و ترسم على الدفتر محاولة تهدئة اعصابها.
ان الرسم بالنسبة لها مداواة لنفسها وعلاج لقلبها وجروحه.
التفتت ميكا الى يسارها حيث الشباك لترى ان السحب السوداء في السماء تكثفت ومن حين الى آخر يلمع البرق لمعات خاطفة تتلوها قصفات مفزعة من الرعد.
ارتعش بدنها بمجرد التفكير بحرارة الطقس القارس التي ترعش الاوصال لها.
اعادت نظرها الى دفترها وعاودت الرسم ووقع الرياح والرعد يشعرها برهبة وراحة نفسية انستها للحظة انها في اكره مادة على قلبها.
"انا جائعة! لم اتناول شيئ منذ الصباح! معدتي تؤلمني"
تذمرت ساشا الجالسة بجانبها وطاقتها منعدمة وبالكاد فمها يخرج الكلمات. كانت واضعة خدها على الطاولة مواجهة لجهة اليسار حيث الشبابيك وواضعة قبعة سترتها التي ارتدتها فوق زيها الجامعي بسبب برودة الطقس.
كان الزي الجامعي عبارة عن تنورة قصيرة ولكن ليست بشكل فاضح ومخل للآداب، مع قميص وجاكيت بالاضافة الى ربطة العنق. اما الشباب فالقميص نفسه ولكن بنطال اسود وجاكيت من نفس اللون
"لقد اخبرتك ان تستيقظي باكرا وتأكلي ولكن كعادتك لا تستيقظي الا قبل الانطلاق بثلاث دقائق"
ردت عليها ميكاسا وكأنها امها توبخها على فعلتها
قامت ساشا بضرب قدماها على الارض بتأفف و تأوه
ايرين وجان كانا يجلسان امامهن يوزعان الابتسامات الفاتنة والغمزات على فتيات الصف والاخريات يذبن بسحرهما
وفجأة دخلت الصف. رفعت نظرها ميكا وجائت عينهما بأعين بعض. نظرت لها ميكا بأعين باردة و فراغ اما الاخرى حدقت بها بغضب وقرف
وكزت ميكا ساشا من تحت الطاولة بقدمها كي تخبرها بأن العرض الصباحي قد بدأ. فهذه الوكزة هي كلمة سر متبادلة بينهن. حين تأتي آني والثانية لم تلاحظها تقوم الاولى بتنبيهها
