🌱 جثة تمشي وتتكلم 🌱

1.2K 67 214
                                    

ما مر به ليفاي وعائلته في فترة الشهور الماضية لم يكن من السهل على احد تحمله. كان من الصعب جداً جعل روز تتعود على فكرة عدم وجود امها معها ولكن بمعاونة والدته وصديقته ايزابيل قد إستطاعوا تعويض جزء بسيط من فقدانها والدتها وجعلها تتعود رويدًا رويدًا على انها لن تعود. وبذلك ترتب عليه التغيب عن دوامه في الجامعة لاستعادة السيطرة على حياته والتغيير الجذري الذي قلبها رأسًا على عقب.

لم يكن من السهل عليه التأقلم هو ايضاً ان زوجته قد رحلت وتركت له هذه الطفلة بين يديه. اصبح من الواجب عليه الآن ان يكون الاب والام في المنزل، ان يعمل ويرعى الطفلة في آن معاً. لطالما وجد نفسه مستيقظًا في الليالي المظلمة وصراخ زوجته يملأ رأسه حتى يكاد يضربه عرض الحائط كي يتخلص من الاصوات. حتى ان ساعات نومه القصيرة ترفض ان تتركه وشأنه، يستيقظ غارقاً في عرقه البارد وهو يلهث من انفاسه المتسارعة واحلامه تعيد له تلك الحادثة باستمرار. وكأن الاحلام والواقع اتفقا ان يفقداه عقله. وفي نهاية المطاف وعندما تكررت تلك الاحداث وجد نفسه يلجأ الى احد الاطباء النفسيين المرشحين من قبل زوجة صديقه كي يتخلص من الصدمة النفسية ولا يفقد عقله خاصة ان طفلته في امس الحاجة له.

وعلى هذا الحال مر الشتاء والربيع وكذلك الصيف واقترب الفصل الجديد على البدء. مرت تسع شهور على تلك الحادثة، لم يخبر اداريو الجامعة الطلاب بما حدث لمعلهم وكذلك هو لم يتواصل مع احد من طلابه. كل ما اخبروهم به ان المادة ستلغى لهذه السنة ويعاود فتحها في الفصل الجديد بعد عطلة الصيف مع اعفاء الطلاب من رسومها بسبب دفعها مسبقاً وستتكفل الجامعة بكل شيئ.

عانت ميكاسا كثيراً في بداية الامر. صورته لم تفارق عقلها ابداً. في اول فترة كانت دائمآ شاردة الذهن وغارقة في بحر افكارها عنه. شبه مغيبة وضائعة. لم يكن سهل عليها تقبل عالمها بدون وجوده فيه. رغم ان ما كان يربطهما كانت علاقة اقل ما يقال عنها رسمية، بعيدة  كل البعد عن الحميمية، الا انها لا تنكر مشاعرها القوية تجاهه وتعلقلها به.

كانت في بعض الاحيان تجد نفسها في بداية شارع منزله ولكنها لم تجرؤ يومًا على الاقتراب منه. كان لديها رقم ميلا ولكن في كل مرة ارادت التكلم معها لم تستطع، بل ووجدت نفسها تتجنب لقائها اوحتى الرد على رسائلها واتصالاتها. بمعنى آخر بنت امامها وامام عائلة اكرمان حائط كبير ضخم يمنعهما من الوصول لبعضهما.

جرت الامتحانات كالمعتاد ماعدا مادة الفلسفة التي قامت بلغيها ادارة الجامعة. ومع بداية العطلة الصيفية لم تكن ميكاسا قادرة على البقاء في تلك المنطقة فقررت الذهاب لمنزل والديها وقضاء اطول وقت ممكن قبل بداية الفصل الجديد والاخير من السنة القادمة قبل تخرجها.

وقعت في الحب ولم انهضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن