🌱 قاتل🌱

877 66 197
                                    

الموت هو القدر الحتميّ، الذي يأخذ منّا أعز ما نحب، فيفرق بين الأم وابنها، وبين الزوج وزوجته، وبين الأخ وأخيه، والحبيب وحبيبته، ويترك حزناً ودموعاً في عين من كان قدره البقاء دون من يحبّ.

بدا و كأن عالمها وقف ساكنًا عندما سمعت ما قالته ايزابيل. شعور لم تشعر به من قبل. تشعر بالتشوش وكأنه سيغمى عليها، كما لو كانت تهوي أو تحلم.

لم تتصور فحياتها انها ستواجه مثل هذا الموقف، وحتى ان عرفت، لا يمكنها أبدا أن تكون مستعدة له. لا تعرف ماذا تقول، عاجزة تماماً عن الكلام. تحترق، وتشعر بالدوار وتريد البكاء ولكن حواسها شُلَت بأكملها.

'عليها الخروج من هنا' هذا كل ما اخبرها به عقلها. الخروج والهروب. الهروب من أي شيء لجعل هذا الشعور يتلاشى. لا تريد أن تصدق مايحدث. جزء منها يريد أن يبكي والجزء الآخر يعتصر بالغضب المستعر بداخلها.

وبالفعل اجبرت قدميها على التحرك والتفت وفتحت الباب دون اي كلمة اضافية راكضة الى الخارج تاركة وراءها السيدة الخمسينية منهارة ارضاً تنتحب فاجعتها وايزابيل تحاول تهدئتها بأيدي مرتجفة ورؤية مبلولة.

ركضت و ركضت وركضت دون وجهة محددة حتى وجدت نفسها امام نهر صغير يمر بالمدينة من اقصى شمالها الى جنوبها. توقفت عن الركض على حافته وخرت قواها وهبطت على ركبتيها تتنفس بصعوبة من الجري المتواصل، يداها على الارض تسند نفسها ورأسها بين يديها، تلهث بصعوبة.

بعد مرور ما يقارب العشر دقائق هدأت واستطاعت السيطرة على انفاسها المتسارعة. جلست هناك مازالت بنفس الوضعية تنظر الى انعكاسها في مياه النهر ولكن عيونها كانت مشوشة وكأنها مصنوعة من الزجاج، بلا روح او مشاعر. تنظر ولكنها لا ترى شيئ وكأن عقلها مغيب ومفصول عن الواقع تمامًا.

🌱

"ابنتي المسكينة...ذهبت للرحلة لكي تستمتع وحدث أسوأ ما قد يحدث" كانت اوديل جالسة في غرفة الجلوس تضم صورة ابنتها الى صدرها ودموعها لا تتوقف، اقتربت منها ايزابيل وهي أيضًا دموعها على عرض خدودها

"انها وحيدتي ياالهي" تشهق وتبكي "كانت ابنتي الوحيدة... لا لا لا لا اريد التفكير بأنها رحلت وفقدتها الى الابد"

"لا لا اهدئي يا سيدة اوديل انا متأكدة انها حية" اجابتها ايزابيل تحاول التخفيف عنها ولكن اوديل لم تكن تسمع اي شيئ بل تتمتم الكلمات بين قبول و رفض للواقع

وقعت في الحب ولم انهضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن