🌱 وضوح الصورة 🌱

1.1K 69 169
                                    

شعور لا يوصف وغريب تشعر به و كأنه فراغ خال من كل عنصر مادي ولكن في نفس الوقت ثقيل لا يتزحزح...تشعر بالشيء ونقيضه... تارة تفكر في الاحاسيس الغريبة عليها التي يبعثها في كيانها و تبتسم و لكن سرعان ما تختفي عندما يخاطبها واقعها...تضيع بين البكاء والابتسامة، بين الميل له و النفور منه، بين البرد في غيابه والحرارة بوجوده، بين الرغبة في امتلاكه وفقدانها والوجود و اللا وجود...

إنها فعلا دوامة لا متناهية، تترنح فيها الروح بين فقدان و اكتساب، بين جديد وقديم و بين مجهول و معلوم... كيف يحدث هذا التغيير؟ أهو فقدان صفة؟ فقدان شعور؟ مبادئ؟ قيم؟ حبيب؟ الذات؟ ام انه ايجادهم..

صراع أزلي مع الذات. مع النفس. دوامة لا متناهية من الأسئلة الكثيرة والاجوبة القليلة.. حرب باردة، في شوق و إرادة ورغبة لإشباع الميل وايجاد الإجابات التى ابى اعظم العلماء على حلها... واي انسان يفهم القلب وما يهواه؟

ايقنت ان ما تحسه له لا يصنف ابداً تحت عنوان العلاقة التربوية البحتة بل تتخطى ذلك بمراحل... ولكن اذا لم يكن كذلك ماذا هو؟ ماذا يجمعهم الآن؟

لا محال هي منجذبة له. تشعر بسعادة غامرة عند رؤيته، رغم ان في كثير من الاحيان يوبخها و يرسم خط غير مرئي بينهم، ولكنها تعرف ان هذا من طبيعة العلاقة التي تجمعهم.. و رغم ذلك يسيطر عليها النشاط و الحماس والهمة لاثبات نفسها له في كل مرة يصحح لها خطأ. تشعر بأن حياتها اصبحت لها معاني اجمل.. الراحة و السكينة و الامان والسلام الذي يمنحه وجوده يجعلها ترغب البقاء بجانبه دائمًا. تشعر بأنه هو قوتها وأمانها وملجأها وشجاعتها وطمأنينتها وحياتها التي لا تتمنى أن تنتهي و حتى مصدر قلقها و خوفها في آنٍ معاً.

سألت نفسها كثيرا لما حدث ما حدث...لماذا هذا الرجل الذي يبعد عالمها عن عالمه بعد الأرض عن السماء...أتراها لأجل هذا أحبته.... هل جذبها إليه بساطته وطيبة قلبه التي لا تتعارض أبدا مع قوته وحزمه... هل فتنتها رجولته التي تعلن عن نفسها بثقة ودون ادعاء من خلال قوة ملامح وجهه ودقتها... أم أنها فتنت بعينيه التي تشبها عينا صقر ينظر من فوق قممه بشموخ إلى كل ما تحته من مخلوقات..لا ...لم يكن شئ محدد.... لم يكن هذا الشيء أو ذاك... كان كل شئ.... كان هو بكل ما فيه.... بطيبته وصلابته.... بتسامحه وعناده.... بطبيعته العفوية و التزامه.... كل شئ فيه كانت تنجذب اليه.

أتراه هو من جاء على قياس أحلامها، ام أننا عندما نحب نغير مقاييس الأشياء لتصبح على قياس من نحب؟ لم تهتم بفلسفة الأمور، أحبته و انتهى.

أحبته بكل الشوق الذي كانت تكنه للحب... أحبته بحرمان السنين السابقة حيث لم يترك لها انشغالها بالدراسة وقت للحب...

وقعت في الحب ولم انهضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن